الجزء الثالث

513 18 0
                                    

 الفصل الثالث

بعد مرور يومان

بدأت أعراض الانسحاب تظهر علي جسد يحي ، وقد بدأ سامر  جلسات المعالجة النفسية معه كنت اراقبهم من نافذتي  ولا حظت هذا،هو كان متجاوب معه  بأول جلسة لكن سمعت صراخه ليلة البارحة لمرات عدة، أخافني هذا كثيرا في بادئ الامر لكن بعد وقت شعرت بالسعادة وأخيرا رأيت رجل يبكي ويصرخ ،حقيقة لم اره فقط سمعت صوته ليكن لقد شعرت بداخلي بالانتشاء لتوسلاته اليهم بفتح الباب ،ومن ثم علمت من كلماته التي تفوه بها وهو يسبهم بأقذر الشتائم انهم قيدوه بالفراش ، وهنا كانت السعادة الحقيقة تمنيت كثيرا ان يكون هذا الحائط الذي بيني وبينه كالنافذة الزجاجية  تلك و واراه وهو مكبل بالفراش ويبكي ويتوسل الي احدهم ، انا لست سيئة لكنه رجل ويعجبني كثيرا ان اراهم يتألمون أمام عيني كما حدث معي ،لما انكر هذا نحن بشر ولسنا ملائكة من الممكن ان نغضب ونشعر بالحقد والضغينة نحو احدهم ،حتى اننا من الممكن ان نضحك لعذاب أعدائنا، لا تتعجبوا انا متصالحة جدا مع ذاتي ولست مثل الجميع اتظاهر بالنبل والطيبة المصطنعة ،لكن ليكن سأحاول قدر المستطاع ان لا انام حتى استمتع بصراخه ،لم افكر حقا انه مازال هناك شيء يجعلني اشعر بالسعادة نعم لقد فعل هذا ال" يحي" هذا ،لكن الفضول وقتها كاد يقتلني ما به لما يصرخ من أي مرض يعاني؟

تقربت مني  د بيرهان كثيرا أشعر بالألفة معها ،وعندما تتأخر اقلق حيالها تأتي كل يوم تثرثر فوق رأسي وترحل دون أن أحدثها  لكن تروق لي ثرثرتها، المفترض أن تأتي الان لكنها تأخرت وصاحبة الشعر المجعد لم تأتي منذ ان قالت انها تفتح ذراعيها لي في اي وقت غالبا تخلت عني هي الاخرى،  علي اي حال لأذهب لنافذتي وانتظر صرخات يحي اصبحت اعلم متي ينام ومتي يستيقظ من صراخه الذي استمتع به كثيرا  هل رأيتم هذا الجنون من قبل ؟

راقبت غروب الشمس((المشهد الساحر)) من نافذتي وجذبتني كثيرا تعامد اشعتها البرتقالية  عي مياه البحر وقت الغروب ،هذا المنظر  يجعلني أشعر انها تشبه   هذا الضوء الذي يسلط  بالمسرح علي بطل المسرحية، و البحر هكذا بطل حكايتي والشمس تسلط اشعتها عليه كي تبرز جماله ،وتخلق لوحة خلابة من صنع الطبيعة بعيني.

هناك طرقات علي الباب لقد  جاء ضيف غير مرحب به الي غرفتي، لحظة واحدة وسمعت صوت الباب وهو يغلق لم ألتفت  لأري من الطارق لكني  علمت من أتي من رائحة العطر ؛إنها ذات الشعر المجعد دائما تضع هذا العطر استمررت بالنظر الى البحر الي ان سمعت صوت جر المقعد علي الارض، لكنه استمر كثيرا هل كل هذا الجر لمقعد واحد  فقط؟ ضايقني هذا الصوت كثيرا لكنها كانت تتلذذ بإغاظتي  علي الاغلب ،استمرت بجر المقعد ،لم احتمل اكثر فصرخت عليها بصوت مرتفع وقلت و انا اضع يدي علي اذني و اغمض عيني:

ـ كفاية بلاش الصوت ده.

حدقت امامي  بذهول وصدمت مما فعلت ،اللعنة ماذا حدث الان هل تحدثت ،هل رضخت لها  مرة اخري ؟شعرت بالضيق بداخلي لعدم سيطرتي علي ذاتي أكثر ،وسببت ذاتي  بأقذر السبات علي تهوري، التفت بسرعة كنت اود الصراخ عليها والفتك بها لكني فوجئت بها  لقد حركت المقعدين والمنضدة وجعلتهم بالقرب من النافذة ،وكان موضوع عليهم كأسان من العصير، انه عصير برتقال علمت هذا من رائحته ،كانت تجلس كعادتها وهي تضع قدم فوق الأخرى وتنظر لي بثقة وهي مبتسمة وقالت :

رواية امل_ اوموت Where stories live. Discover now