الفصل التاسع

476 21 0
                                    

الفصل التاسع

تواجدي بالحديقة بين كل هؤلاء الرجال كان شيء ارفضه تماما شيء لم افكر يوم اني سأفعله ،لا اعلم  كيف لكن لم تكن لي نية بلقاء اي احد من اهلي خاصة من عائلة خالي محمود، فهذه  العائلة  عانيت منها الكثير اثناء تواجدي معهم ،لكن لعبير مكانة خاصة بقلبي لم تقم بإيذائي  يوما، ولم تتقرب مني لم تحاول ان تكون كأختي او كصديقتي وهذا ما كنت احتاجه لقد  بقيت ،علي الحياد ،لا تسخروا مني انا فتاة لا احب احد ولا احد يحبني علاقتي بالجميع هي عداء تام فكرة ان عبير لم تعاديني يوما جعلتها مميزة بقلبي ،غالبا  شعرت بالغيرة الجميع لديه من يزوره من يسأل عنه إلا أنا  منبوذة وحبيسة هذه الغرفة ، ليس لي أحد لا يزورني ولا يقلق بشأني ، حديث د.عالية البارحة شجعني كثيرا ؛جعلني اتمني ان احصل علي الجرأة لمواجهة الجميع،  اعتقد هذه هي الاسباب التي جعلتني اوافقهم علي مقابلة عبير بالحديقة التي لم تختلف كثيرا عن غرفتي او عن منزلي او منزل خالي محمود، جميعهم شعرت اني  بسجن بداخلهم، نفس الإحساس بالاختناق والشعور بالخوف ،ولولا معانقة عبير لي  لعانقت جسدي بذراعي كما افعل دائما ،اشعر انهم  الان ينهشون جسدي بنظراتهم، انفاسهم القذرة التي اتشارك  معهم بها تلوثني  تجعلني اكره الهواء الذي استنشقه، لكن مجبرة سأخرج سأواجه كما قالت لي د.عالية.

هذا ما كنت افكر به عندما كنت اعانق عبير وبجانبي تقف د.عالية و بيرهان ،ابتعدت عني قليلا وقالت ودموعها تغرق وجهها:

_ أمل و حشتيني اتأخرت عليكي بس كان غصب عني والله ،انتي عارفة ماما والظروف.

كفكفت دموعي  بأصابعي  وقلت :

_عادي مش زعلانة المهم ميكنش حيحصلك مشكلة بسبيي.

ابتسمت لي بعد ان عانقت يدي  بيدها وقالت:

_ فداكي اي حاجة تعالي نقعد شوية وحشاني اوي .

تدخلت د.عالية بالحديث وقالت وهي تمد يدها لتصافح عبير:

_ عبير صح ؟

ابتسمت لها وقالت:

_ اهلا بحضرتك.

تأبطت د.عالية بذراعي وقالت:

_  انا د. عالية ايوب فرحانة جدا بوجودك مع أمل .

التفتت بوجهها نحوي وقالت:

_  امل انا موجودة انا وبيرهان جمبك علي الترابيزة دي لو احتاجتي حاجة ناديلي.

مؤكد عشتم يوما شعورا مماثل لشعوري الذي اعيشه  الان ، عندما تركتكم والدتكم وانتم مازلتم صغار  لتبقوا بمفردكم بمكان اول مرة تقومون بزيارته ،وتجلسون مع اناس  أغراب عنكم ، هل تتذكروا شعوركم وقتها؟ هذا هو شعوري  عندما علمت ان د. عالية ستتركني بمفردي مع عبير وهذا العدد الكبير من الاوغاد حولي ،التفت اليها بعيني المليئة بالعبرات وشفاهي المرتجفة من كثرة الخوف وقلت بينما اتمسك بذراعها بقوة:

رواية امل_ اوموت Where stories live. Discover now