الرابع والعشرون

472 23 2
                                    

الفصل الرابع والعشرون

"بحبك يا بنت قلبي"هذا ما همس  به يحي بالقرب من اذني ،كنت بحالة انهيار تام جسدي مجهد للغاية و اتمسك به حتى لا اسقط،لكن بعد اعترافه هذا تخدر جسدي ، قوتي تلاشت  لم تعد يدي قادرة علي التمسك بملابسه  ،هل شعرتم بهذا الاحساس من قبل؟ كأن عاصفة ما ضربت اسفل معدتكم ،قشعريرة دبت بكامل جسدكم  ،انقطعت انفاسي علي اثر اعترافه ،ابتعدت عنه و انا انظر الي الاسفل فقلص المسافة بيننا ،ووضع اصابعه اسفل ذقني ثم رفع وجهي الى الأعلى نظر لي مبتسما وقال:

_"اوعي تتكسفي من حاجة عملتيها ..انتي كنتي بدافعي عن شرفك ..وحبي ليكي اظن مكنتيش محتاجة تسمعيه عيوني قايلاه من شهور يا أملي"

كفكفت دموعي بيدي ووجهت انظاري بعيدا عنه وقلت :

_"هو فين شرفي ده.... انته  بتضحك علي نفسك ولا ايه "؟

_"انتي اشرف بنت عرفتها في حياتي دافعتي عن نفسك لأخر نفس  فيكي... بس هما كانوا اقوي منك ...لكن دلوقت خلاص مهمتك تتحسني وبس ...وسيبي كل حاجة عليا"

وضعت يدي علي ذراعه رمقته بنظرات متفحصة  وقلت :

_"يحي هتعمل ايه "؟

ازاح يدي من على ذراعه ثم  عانقها بيده ليرفعها الي الاعلى بالقرب من فمه ...ثم عدلها لتصبح  بالقرب من شفاهه،وبحرص شديد وهو ينظر الي داخل عيني ليغدقني بالحب والحنان الذي كنت احتاجه... قبل يدي قبلة طالت لوقت شعرت انه يسحب رائحة يدي الي داخله... وكأنه كان يبحث عن  روحه ووجدها .. نظرت اليه لقد اغلق عينه واستسلم تماما  وانا ايضا  و اخذني معه الي عالمه الخاص...عالم لا يوجد به سوى امل ويحيى ...بعد وقت توترت وخجلت من قربه المبالغ فيه فسحبت يدي ،ابتسم بعدها وقال:

_"براحتك يا ستي "

فركت كفي يدي ببعضهم البعض وقلت و انا انظر الي الاسفل:

_"عرفت بقي مش عاوزة اخرج ليه"

نظر لي بحب وقال:

_لا بقي علشان السبب ده هتخرجي ...امل ورق الجامعة بيخلص انا وانتي كمان شهر ونص او شهرين بالكتير و هنكون في الكلية تمام ...وعلشان ده يحصل لازم تتحسني وتخرجي من هنا ...خلي كل تفكيرك انك تتتخطي الي انا عرفته النهاردة "وضع يديه علي اكتافي وقال "الي راح راح والي مات مات وانا معاكي غصب عنك مش برضاكي ...انا ابن فؤاد الباشا عمر ما حد يقدر يقرب من حاجة ليا وانتي ليا واملي يعني متخافيش ...اتحسني وانا هرتب كل حاجة"

اللعنة علي ضعفي وما اكنه اليك يا يحيى دائما ما يجعلني افعل ما اخجل منه...فبعد حديثه هذا عانقته مرة اخرى... كان لدي  رغبة شديدة في استكشاف عطره تري هل قام بتبديله ام انا انظر الي يحي اليوم بطريقة مختلفة عن ذي قبل ،عطره تغلل بداخلي واحتل كياني هذه المرة  همس لي مجددا "ايه مش عاوزة تقوليلي حاجة "ابتعدت عنه ونظرت اليه لأراه مبتسما فقلت"لأ"

رواية امل_ اوموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن