الفصل الثاني والعشرون

480 20 4
                                    

         الفصل الحادي والعشرون

شعرت اني سأفرج عن كل  ما اخفيه بداخلي  لذلك تهربت من الحديث مع د.عالية  ،رأيت بعينيها شك رهيب بعد الهراء الذي   تفوهت به، نظرت لي مطولا، رمقتني بالكثير من النظرات شعرت انه عتاب صريح موجه لي ثم رحلت في صمت تام.

انا محقة في تهربي ،انا الان في مأزق ولا استطيع الخروج منه كيف سأخرج من هنا صحيح لم اعد اخشي الناس ولا نظراتهم لكن هناك خوف كبير يتملكني، هناك  جزء ما مظلم بقلبي  ظلام دامس ،لم اقترب منه ولم ابوح بما بداخله  لأحد،لم اعترف بجرائمه ،ذكرياته  تمزقني  تجعل من القاتل مقتول في آن واحد ،دائما ما تقول د.عالية ان هناك حلقة مفقودة بعلاجي اود الصراخ والقول نعم يوجد حلقتين وليس حلقة واحدة ،هناك ضجيج بداخل عقلي نيران قلبي لم تنطفئ بعد.

انه لجنون ان اوطد علاقتي هكذا بيحيى و انا اعلم جيدا لا يوجد لنا مستقبل سويا ،فأنا احارب للتداوي ولكن  في ذات الوقت أنا من يعرقل شفائي ،احلم بالتخلص من قيودي ومن سجني احلم باليوم الذي سأسير علي الشاطئ بحرية لكن ارفض الخروج لعالم المتوحشين،حتى اني شعرت بعودتي الي نقطة الصفر ،نفضت كل هذا الجنون من عقلي وتدثرت بالغطاء في محاولة مني علي الهروب من افكاري ومخاوفي.

قضي يحيى ليلته علي الارجوحة بشرفة منزله الصغير "شاليه" بإحدي قري الساحل الشمالي اخبرني يوما انه تخلص من الثقل الذي كان بقلبه عندما تحدثنا سويا، شعر ان روحي بثت اليه طاقة ايجابية عندما تلاقت اجسادنا،نيرانه المتأججة اخمدتها همساتي له ،لكن لم يستطع مسامحة اهله بعد وفي ذات الوقت سيفي بوعده لي وقرر ان يذهب صباحا لزيارة جدته ليطمئنها عليه والعودة مرة اخري الى كهفه، فهو مازال يرفض تصديق حقيقة والده .

في الصباح

استيقظ يحيى بتكاسل قام بالاستحمام وارتداء ثيابه وظهر في ابهي حلته فهو كان يرفض ان يري الشفقة بأعينهم علي حاله ،اعتمد علي طقم كاجوال بسيط عبارة عن تي شيرت باللون الازرق الفاتح"يشبه السماء الصافية في يوم ربيعي مبهج"مع سروال جينز باللون الازرق وحذاء بنفس اللون كان يضع نظارته"اوليفر بيبلوز"علي عينيه ليغطي بهم هالة السواد التي تحيطهما من كثرة السهر.

وصل الي اسفل بنايته بسان ستيفانو نظر الي الاعلى بغضب ثم زفر بضيق وتمتم الي ذاته"لولا اني وعدتك يا امل مكنتش رجعت هنا... بس تمام هجمد واقوي واتخلص من مشاكلي علشانك"

صعد ببطء درجات السلم  ،ثم استخدم المصعد للوصول الي شقته ،كان يتمني ان ينتهي هذا اللقاء بأسرع وقت وان تتم مهمته العصيبة .

دور المفتاح في الباب بتردد فهو مازال مكسور من اخفاء جدته الحقيقة عليه طوال السنوات السابقة ،لم يلبث طويلا حيث فوجئ بالباب يفتح وتظهر جدته منه تنظر اليه ودموعها تمتزج مع ابتسامتها وقالت:

رواية امل_ اوموت Donde viven las historias. Descúbrelo ahora