الفصل الثامن والعشرون

525 23 2
                                    

الفصل الثامن والعشرون

ان اسحب الشكوى المقدمة مني ضد خالد وان اعفوا عنه يعني اني بخطر محتم ،فخالد لن يغفر لي، لا تفوهي بحقيقة ما فعله بي ولا وجود يحيى بجانبي واعلم ان خالي لن يرأف به بعد ما اخبره به يحيى ،ومؤكد ستكون لخالد ردة فعل عنيفة كعادته؛  لذلك وافقت علي الذهاب الى منزل يحيى، ان نظرنا للأمر هو شيء غير مألوف ،غير صحيح ،لكن انا فعلت كل ما هو صحيح وبالمقابل جرحت، لا بل ذبحت، لذلك انا وقلبي سنتمرد علي عقلي والناس ومعتقداتي ،سنفعل ما يحلو لنا فقط لنعيش، سنحصل علي ما نريده بأي وسيلة كانت ،وهذا يعني بداية عصر جديد ومرحلة جديدة بحياتي ،عصر لا يحوي لا على الخوف ولا  البكاء فقط رأس مرفوع واعين تبحث عن مرادها.

وها أنا اقوم بأول خطوة بهذا الطريق ،غادرنا المشفي تحت حماية حراسة والد يحى الذي لم يعلم للان حقيقتي ، كنا نسير جميعا ،يحيى، بيريهان، سامر كانت تنتابهم سعادة عارمة وراحة اما د.عالية كانت تنظر لي بقلق، وصلت اخيرا الي العربة بخارج المشفي علي مقعد متحرك يقوم يحى بدفعه ،رفعت وجهي لأنظر الى د.عالية رأيتها غاضبة فابتسمت قائلة:

_" زعلانة انك هتبقي لوحدك"؟

_"لأ زعلانة ان تعب سنة كاملة هيروح هدر"

طأطأت رأسي للأسفل  اعلم لديها الحق بخوفها ،فتكفل يحى بالإجابة عليها وقال:

_" احنا متعبناش كل الشهور دي عشان نضيع التعب ده ،كل الحكاية افضل لأمل انها تكون معايا "

زفرت بضيق ثم قالت:

_" انتم عارفين ان ده مش قصدي، فبطل تلف وتدور يا يحى انا فهماكوا  كويس اوي، زي ماانتو فاهمني علشان كده خليك فاكر امل بنتي ،وبنتي امانة في رقبتك فحافظ علي الامانة خسرت بنت ومش ناوية اخسر التانية "

حرك يحى يده ليضعها علي كتفي ويمررها بحنو ثم قال:

_" بتوصيني علي روحي"!

وهكذا تم الوداع بيننا صعدت الى العربة بمساعدة بيرهان ود.عالية بعد ان رفضت مساعدة يحى لي مما اغضبه مني بشدة.

توجه كل منا الي وجهته  المعلومة ،هم ذهبوا  الى المركز و انا ويحى الي منزله ، كنا نستمع طوال الطريق الي اغنية واحدة لم نبدلها فقط تنتهي ويقوم يحى بتشغيلها مرة اخري "في جوة قلبي حاجة مستخبية كل اما اجي اقولها فجأة مش بقدر...قدام عنيك بقف وبنسي ايه يتقال"

كان بين اللجظة و الاخرى يلتفت لي  ،و انا اكون اسرق النظرات اليه فتتلاقي اعيننا فيبتسم بينما اسرع بالنظر امامي، لأشعر بوجنتي تحترق من شدة خجلي ،تنتابني الكثير من المشاعر الخجل والسعادة و الامان معه والخوف من المجهول والقلق من ما سيحدث بمنزله، ترى كيف سأتعامل مع من به ، ماذا ستفعل بي جدته ؟كل هذه التساؤلات كانت تدور بعقلي ،وعلي الاغلب فهم سبب  توتري فقال:

رواية امل_ اوموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن