الفصل الثالث والعشرون

446 24 7
                                    

              الفصل الثالث والعشرون

"قتلته وشلته بإيدي دي..كانت غرقانة دم...كل مكان كان مليان دم.... قتلت ابني بإيدي"

ضغط علي لدرجة لم احتمل فأخبرته بالسر الذي اخفيته عنهم جميعا ،اعطيته الورقة الرابحة لكي يتركني،موتك يا صغيري سري الذي دفنته بقلبي لتحرق نيرانه كل جزء بي،عاهدت ذاتي و اقسمت ان اعاقبها لما تبقي من عمري ،قتلتك بيدي لكن كنت مجبرة قمت بلوم ابي لسنوات لأنه قتل امي فقتلتك انت اي انانية انا  عليها الان!

و الان لنري ماذا سيحدث بعد ان يعلم بالحقيقة كاملة .

سحب قبضة يده من علي ذراعي ثم مسح دمعة فرت هاربة من عينه وقال باستسلام:

_"قتلتي ابنك ازاي يا أمل مش فاهم"؟

ابتلعت ريقي بصعوبة ووضعت يدي علي المقعد لأستند عليه حتى لا أسقط ،رجفة جسدي ، انفاسي ونبضات قلبي تسارعوا بقوة مخيفة ،شعرت علي اثرها اني سأفقد حياتي ،ولما لا و انا الان سأخبر من هو مفترض اني اكن له الكثير من المشاعر انه تمت سرقة براءتي ،اني وقعت بين براثن الشيطان،جسدي هذا لم يعد نظيف كما كان ،لقد وضع احدهم عليه اثر قذر لباقي عمري ،تهربت بنظراتي بعيدا عنه فانا خجلة جدا منه وقلت:

_"بقولك قتلت ابني في ايه مش مفهوم في ده"

احتدت نظراته و اصبحت اكثر غضبا  ،اقترب مني ليضع يديه مرة اخري علي ذراعي ،ويصبح الصراخ والغضب والبكاء هم اسياد الموقف هنا وقال:

_"ابنك ازاي فهميني... واحدة في سنك وظروفك ... يكون عندها ابن ازاي !انتي مش مجوزة يا امل"

تجمعت العبرات بعيني وتحجرت و ابت السقوط ،حتى قلبي اصبح مثل الحجر، كل شيء بي استكان، لا جسدي عاد يرتجف ،ولا عيني استمر بكاءها ،حتى انفاسي تباطأت ،قلبي اكاد اجزم انه توقف عن النبض الان ، قررت القاء الاثقال التي بقلبي بوجه يحيى والتخلص من حمل جرح عظيم به  وان اراد ان يرحل فليرحل فقلت:

_"كل ده ومفهمتش هو لازم اكون متجوزة علشان ابقي حامل ...تفتكر انا بخاف من الرجالة ليه ...تفتكر انا خايفة من بيت خالي ليه.. بكره جسمي ده  ليه ؟فاكر لما قولتلك هييجي يوم وتسيبني اهو اليوم جه يا يحيى يلا امشي"

لم يفه بشيء فقط نظر لي مطولا، قبضة يده علي ذراعي اصبحت اكثر حنانا بعد لحظات قال بملامح جامدة:

_"مين  دبحك يا امل "

سؤاله هذا جعلني اتذكر كل ما حدث من قبل،  شريط الذكريات اللعينة بدأ يمر  بداخل رأسي ،نظر لي مطمئنا وقال:

_"متخافيش اتكلمي "

نظرت له مطولا شردت بعينه ثم عاد بي الزمن لعام مضي، ليوم نهاية القليل من السعادة والبراءة التي كانت بقلبي .

رواية امل_ اوموت Where stories live. Discover now