الفصل الثاني والثلاثون

500 19 7
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

تركت سميحة منهارة تماما مما اخبرتها به ،وتوجهت الى المكان الذي اتفق يحى وعلي ان يختبئ به خالد و ابي ، كانت سميحة تبكي غير مصدقة ما اخبرتها به، فقامت بالاتصال بخالي محمود و اخبرته بكل ما حدث في الوهلة الاولي لم يصدق لكن بعد وقت استوعب حجم الكارثة التي سقطت على رأسه،آه كم أشعر بالأسى الان  من أجلك يا خالي أنت الشخص البريء  الوحيد بحكايتنا،وأنت أكثر من سيدفع الثمن غاليا.

طوال الطريق كنت ابكي بصمت على الحالة التي اوصلوني اليها،كنت  أحدق بالطرقات غير مصدقة ما قمت بفعله منذ قليل وما سأفعله لاحقا،  اشعر حقا كما قامت سميحة بنعتي  بأني اصبحت شيطانة على هيئة فتاة بملامح بريئة ،لأكثر من مرة كنت سأضعف لكن كنت اقوي عندما اتذكر الذل الذي سأراه بأعين خالد بعد قليل .

و اخيرا وبعد ما يقارب  الساعتين وصلنا لوجهتنا  ، وكانت منزل مهجور  بمنطقة نائية خارج مدينة الاسكندرية ، بالقرب من الساحل الشمالي ،اوقف يحى محرك السيارة ثم زفر بضيق ونظر لي بحزن وقلق ثم قال:

_"امل انتي عارفة ان الي هيحصل جوة صعب جدا ...وهيتعبك اوي  وممكن تنهاري وتضيعي كل الي عملناه"

استنشقت الهواء بهدوء وقلت بثقة مستمدة من نظرة عينيه الحانية والمحبة لي:

_"عارفة انه صعب ومرعب جدا ... لكن اني اشوف بابا والكلب ده بالضعف ده قدامي يخليني اتحمل كل حاجة..وبعدين انته جمبي لما اضعف هتقويني"

ابتسم بقلق ثم مد يده وقال كلمته الشهيرة:

_"جاهزة"

وضعت يدي بيده و اومأت برأسي له ثم توجهنا الى باب المنزل ومررنا  الى الداخل بحذر شديد،كان المكان هادئ للغاية يوجد بعض الحرس امام الباب وعلي واحدهم لم اتعرف عليه غالبا هذا علاء" الديلر" الذي ساعدنا في اتمام المهمة،تركت يحيى يتحدث مع علي ثم بحثت بأنظاري عن ضحاياي فوجدتهم يجلسان على مقعدان خشبيان  ،وتحيط القيود اجسادهم من كل مكان،  و أيديهم و ارجلهم بنفس الحال ،وهناك لاصق طبي باللون الاسود على أفواههم  لون اليوم الذي سيقضونه معي إن شاء الله   ،لم افعل شيء لم ابكي ،ولم أتحدث، لم أبعد نظراتي بعيدا عنهم، فقط حدقت بهم وشعرت اني بعالم اخر ،ابي كان يحاول التحدث ويحرك رأسه يمينا ويسارا بينما خالد فقط كان ينظر لي بذهول.

بادلته النظرات ثم  تذكرت توسلاتي اليه ،وصراخي ،بكائي و أنا ارجوه كي لا يتمادى فيما كان  يفعله، تذكرت الم تلك الليلة اللعينة ، تذكرت الليالي التي كنت اخشى النوم بها وهو موجود بالمنزل، عند رؤيتي للقيود التي تحيط بجسده تذكرته عندما كان يقيدني ؛فلعنته آلاف المرات بداخلي،  اخفضت نظراتي لأنظر الى كف يدي فتذكرت جنيني الذي قتلته ، تدفقت الدماء بعروقي وشعرت اني سأمر بنوبة لكن ليست كالنوبات التي كنت امر بها  سابقا و انما نوبة ضرب مبرح يؤدي الى القتل مني الى خالد،توجهت مسرعة نحوه ووقفت قبالته و انا احدق به بغيظ ثم رفعت يدي لتهوى على وجهه محدثة صفعة قوية انتفض جسده على اثرها فجاء الي يحى مسرعا وعانقني من الخلف وجذبني  ليبعدني عنه  وقال:

رواية امل_ اوموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن