134 arabic reflections #2

24 1 0
                                    


روحي آنية يفترض أن يشفّ مافيها.و قد لقنني أبت درساً عن أهمية صيانة مياهها، حتى أمست المرابطة في سبيل حماية نقاءها هوايتي... سكبت جلّ اهتمامي في مراقبة و رصد أي خطرٍ محدق لحد نسياني تفقّد حسن حالها.
اليوم أدركت أن آنيةً في جعبتي كانت مكسورةً منذ وقتٍ طال وأنا
غافلة لا أدري.
طغت ماديات العالم على مفاهيمي و غاب عن ذهني أن الإناء حيٌّ و و ليس بزجاجةٍ مقولبة ..ربّما حمايته في جعبتي لم تكن أسلم فكرة قت، لأن أحشائي مظلمة وعندما تغدو مرتع الشرير فلا مكان للاختباء.هذا ما دفع بي لإعادة النظر في منطق الصليب (ستر روحي العارية)، لأنني في خضم معركة ضارية مع نفسي المجرَّبة لأصبح حلبة المعركة و المفترس و الضحية في آنٍ معاً، فقلبي وحشٌ وأضلاع صدري محمودةٌ لتشكيلها قفصاً يحتجزه علّه لا يؤذي سواي.

لا تسأل ما خطبي لأن تعابيري المنمّقة لم تَعُد تسعفني. عبّرت عن مستجداتي بسكوني الذي كان صاخباً كفاية لقرع طبول آذان الأرواح المصغية، صرعت كبريائي على صليب الصمت في حضور الرب المقدس و نذرت تصويم شفاهي-أي الإقلاع عن الثرثرة-عسى ذلك أن يعيد لي بعضاً من شظايا سلامي المتبعثرة في أروقة التجربة.
لكن لا جدوى.
هل فقدت تدبيري و قدرتي على  المناجاة؟ أم أَنِّي انتقيت كلماتٍ كانت مفتاح الباب الضيّق السابق طريق الجلجثة؟

THE BIG LITTLE BOOKWhere stories live. Discover now