139 arabic reflections #3

7 1 0
                                    

اغفر لنا يا أبتاه إنّنا لا ندري ما نفعل، حتى و إن ارتضينا الاعتراف بأخطائنا و صارحنا أنفسنا بها فنحن لا نعرف حقّاً ما تقترف يدانا من ضرّاء و ضرّ لجسد ابنك الطاهر الرقيق...ناهيك يا إلهي عن عظمة آلامك، فَلَو تكلّم الجرح السادس وحده لذاعت صرخات الأوجاع التي جرّعتك إياها في أرجاء العالمين. ضربةٌ يعقبها انسيال الدم بارداً ملوّناً وذمات هيكلك البشري ..صفعةٌ وسكوتك يغيظهم ليعيدو الكرّة، وبالأكثر....سياطٌ حقودة تحتفرك و تكتب خطايانا عليك لتموت و نموت نحن معك فتقيمنا بقيامتك لنصبح أبناء الآب، و إذ بِنَا نختار أن نعيش كاليتامى باختيارنا الخطيئة، يغلب القلق و قلة الإيمان على أمرنا فيداعبنا حضورك اللطيف لنتذكر هويّتنا، وإنّ صممنا آذان الروح يقرع الحب حواس أجسادنا بعجائب قديسيك المنظورة؛ شغفك فاق استيعابي.
ربّي الشّغوف...علَّمني صلبك و رحيلك عن عالمي الحزن وعلّمني الحزن عليك الرحيل عن عالمي فسرحت بتأملاتي تلهّفاً لمعاينتك. ضعفي البشري اقترح موعداً بعيداً ألقاك فيه ناسيةً الله الروح المعزّي الحاضر معي و غاب عن ذهني برهةً أنك وحيدٌ أسير بيت القربان تبعدني عنك خطوات.
فعطفاً منك على قلّة حيلتنا انتقيت حجب مرآك عنّا بحالٍ كنت فيها مخضّباً بالدماء تصلب من جديد في كلّ ذبيحة مُقامة، و منحت من فيض كرمك الطوبى لكلّ من آمن دون أن يرى.
نحن لا نستحق حتى و إن كنّا في أسمى أوجه الاستحقاق و لن نفهم حتى و إن أحطنا بكل علم؛ وضعاءٌ من تراب. اللهم ساعد إيماننا ليهمن على تفكيرنا فيمسي فكرنا محفّزاً إيماننا.

THE BIG LITTLE BOOKWhere stories live. Discover now