ُهلُ تْثُقًيَنَ بّيَ

46 4 3
                                    

أحبك
وإنه لحدث يتكرر كل يومٍ
بذاتِ الأهمية و الدهشة .
.
تعجز الكلمات وتغدو الثمانيه وعشرين حرف غير قادرة على وصف ما تخالجه آني ومدى الأسى الذي يقتات على روحها ، كأسها قد أمتلئ وفاض من مرارة الحياة ، وفاة أيثان قسمت ظهرها لنصفين وأربك كيانها وشتت ثباتها الداخلي وبغيابه بهتت الألوان في عيونها و صارت الحياة كابوس خانق ،

ذكرياته معها تحاصرها وتكبل روحها ورؤيتها لماغي تتهاوى أمامها يشعرها بالعجز و أنها لم تكن أهلا لثقة أيثان بها ، فأخر ما لفظته شفاهه لها وصيته ان تهتم بفتاته ،

أعتكفت آني في عقر دارها زاهده في اي تفاعل مع العالم الخارجي ، وحده هو كريس من أستطاع تحطيم خلوتها ، ظل ولأسبوع كامل يعتني بها فهي لم تعد لها رغبه ولو أرتشاف قطرة ماء
.
.
.
. ،

الساعة الان التاسعة صباحا قد عرج كريس للتو على آني في حجرتها ، قام بأبعاد الستائر سامح لهواء الغرفة بالتجدد ، سحب الغطاء عن آني لتقاومه بسحب الغطاء نحوها أكثر ، تنهد بعمق وخالجه الآسى للحال الذي أنتهى به حال صغيرته وحبيبة قلبه ، صرخت به بنبرة مبحوحه أتعبها كثرة البكاء :
" أتركني كريس و أخرج من غرفتي أرجوك لا أريد أن أستيقظ ...دعني أمو.."

جذبها من معصمها بقوة وسحبها لتنهض وجلس على السرير جوارها ويده الحرة تثبتها من الخلف ،صرخ بها بنبرة حاده لم يخاطبها بها سابقا:

" أياك أن تتفوهي بهذا الهراء مجددا ، هل تفهمين ؟"

لم تنبس آني ببنت شفه ولم تحرك ساكنا ، فما كان منه ألا ان انحنى واضع أحدى ذراعيه تحت ركبتها والأخرى خلف عنقها ونهض لتحاول ركله صارخه بوجهه :

" أنزلني كريس ، لا أريد من أي شخص التدخل في حياتي بعد الان ...انزلني "

لم تزعجه نبرتها العاليه وغير المبالية كما آلمته كلمة ..شخص.. هل أضحى بالنسبة لها مجرد شخص .

تجاهل صراخها وحثها له أن ينزلها ودلف بها لدورة المياه وضعها بحنو في حوض الاستحمام وقام بفتح صنبوبر المياه ، انتفض جسدها حين لامست قطرات الماء الباردة بشرتها الشاحبه ،

تراجع كريس عدة خطوات للوراء ووقف ممسك بمقبض الباب ألقى عليها نظرة جانبيه فوجدها تطالع الجدار قابضة ذراعيها ضد صدرها ،عاد للححرة أحضر لها شورت جينيز قصير وقميص ابيض بأكمام هذه أول ما وصلت له ذراعه ، وأغلق الباب عليها ودلف للمطبخ .

....

مضت نصف الساعة و ما زالت آني مضطربة عن الطعام والكلام ، اعد لها كريس حساء دجاج لكنها رفضت أن تحتسيه ، فنهض وقال لها:
" يبدو انني ساجبر على أستخدام أساليبي الخاصة "

رفعت آني رأسها لتفاجئ به يجلس جوارها ويرفعها لتجلس على حجره ، حاوطها بذراعه الايسر وهمس لها :

أبجديات العشق Where stories live. Discover now