الفصل الثاني: المفاجأة ورد الفعل

1K 229 76
                                    

وصل الجميع إلى الحفل في الوقت المحدد، وانبهروا بألوان الزينة والبالونات وروعة المكان.

ظلوا هكذا حتى أتت ريم وأخرجتهم من حالة الذهول بسبب تلك المناظر الخلابة التي سيطرت على عقولهم وعليهم كليا.

لكن مهلا، فصحيح أنها قد أخرجتهم من عالمهم، لكنها أخذتهم إلى عالمها الذي بسببه بحق جُّنوا.

كانت ترتدي فستانا طويلا بلونها المفضل )الأحمر( والذي كان مرّصعا بالألماس، وكانت تضع فوقه قلادة مرصعة هي الأخرى، ليس بالألماس فقط، بل بالعديد من الأحجار الكريمة المختلفة.

أما شعرها، فكان بحق جميلا للغاية، كان طويلا يصل إلى آخر ظهرها، وكان لونه أصفر، زينته ببعض الورود في منتصفه، وبين الورود وضعت مشبكا جميلا لتثبت به شعرها، وحرصت على أن يكون لونه مشابها للون الورود، وكانت تضع تاجا حاله مثل القلادة.

ولأن الفستان كان طويلا، ارتدت حذاءا له كعب عال، مما زادها جمالا على جمالها، فكانت كأنها عروس وهذه ليلتها، ربما الفستان ليس أبيض، ولكن من يراها يحسبها كذلك، أو أميرة ستُتَّوَج، أو ملكة ستُنَّصَب على عرش مملكتها.

سلطت عليها أنظار الجميع، وكانت بدورها تبتسم، كانت سعيدة بتعليقات مثل:

إيه القمر ده!

ما شاء الله عليك!

واااااااو أنت أمورة أوي!

هو ده الجمال ولا بلاش!

ومثل هذه التعليقات منها الكثير.

بدأ الحفل بالرقص والغناء، وشاركت ساندي ريم في ذلك، فمن وقت وصولها للاحتفال، لم تتركها لحظة واحدة.

همست ساندي لريم قائلة:

هتعملي إيه في حلا؟

قالت ريم في غضب:

آه كويس أنك فكرتيني، هتشوفي هأعمل فيها إيه، بصي دي لابسة إيه،؟ بجد مش عاجباني ولا عاجبني لبسها خالص.

قالت ساندي في دهشة:

ليه يا بنتي دي حلوة.

ثم تابعت قائلة في مشاكسة:

ولا صحيح، ما أنت أحلى واحدة في الحفلة، أيوة بقى.

قالت ريم في غيظ:

ساندي ما تعصبينيييش.

قالت ساندي وهي تضحك:

خلاص يا ستي كنت بأهزر معاكي.

ثم صمتت قليلا وقالت في حذر:

، بس بأقول لك إيه، حرام ما تضايقيهاش جامد.

قالت ريم في حماس ممزوج بالغيظ:

أنت بس اتفرجي وشوفي هأعمل إيه.

أخذت ريم مكبر الصوت وهتفت وسط تصفيق الجميع:

مساء الخير.

بمجرد أن قالت جملتها توقف الجميع عن ذلك، فأكملت قائلة:

بجد أنا مبسوطة أنكم معاية هنا وبتشاركوني فرحتي، بس في حاجة واحدة بس مضايقاني شوية.

اندهش الجميع، فتابعت بحزن مصطنع:.

إللي واقفة هناك دي.

وأشارت إلى حلا ثم تابعت بدموع التماسيح:

دي معيدة في الكلية إللي بأدرس فيها، وعلى طول مضطهداني، وأقرب مثال على كلامي كان النهار ده: كان عندنا امتحان، وأنا كنت في حالي، فلاقيتها قدام الكل بتتهمني أني غشيت وكانت هتكون السبب في فصلي من الجامعة، وشوفوها جاية دلوقتي على الحفلة مع أني ما عزمتهاش، لا وجايبة أخوها معاها، طيب ده يبقى اسمه إيه قولوا لي؟

كانت حلا لا تستوعب كل ما يقال، ولكنها تمالكت نفسها وقالت قبل أن ينطق شخص بشيء:

لو خلصتي إللي عندك، فجه دوري في الكلام: أولا لو كنت أعرف أنك هتخليني آجي على حفلتك علشان سبب زي ده أو علشان تهينيني ما كنتش جيت، ولو كنت فاكرة أنك كدة هنتيني فأنت غلطانة، وبعدين أنت إللي دعيتيني، وتقدروا تسألوا ساندي، ولا لا أكيد هي هتقف في صف ريم، صح ولا أنا غلطانة يا ساندي؟

أجابت ساندي في تلعثم:

بببس أأأنااا......

قاطعتها حلا في عصبية:

ما تحاوليش تكذبي لأنك مش هتعرفي، الحقيقة قدامك وأنت عارفة طريقها، لكن للأسف ما اختارتيهاش، مش مهم ولا دي مشكلتي علشان سواء اختارتيها أو لا مش هيفرق معاية، وآخر حاجة هأقولها: أنا مش بأتبلى على حد، وخليك فاكرة كلامي ده كويس يا ريم، كدة كلامي خلص، بعد إذنكم.

قبل أن تتحرك خطوة واحدة، اندفع حازم إلى الأمام وصاح بأعلى صوته:

ريييييم، أنا عمري ما حطيت حد في دماغي قبل كدة، ولا عمري انتقمت من حد قبل كدة، بس والله العظيم لا هأدفعك تمن إللي عملتيه ده غالي، وبكرة تشوفي.

قالت حلا في قوة:

لا ما فيش داعي يا حازم، ريم ما عملتش أي حاجة، وإحنا هنخرج من هنا مرفوعين الراس.

قالت ذلك ثم ذهبت وذهب معها حازم وكان قد ألقى على ريم نظرة وعيد وشر.

أما ريم فكانت غاضبة جدا لأن خطتها قد فشلت، فجعل الحاضرون يهمهمون في آن واحد: فمنهم من كان مع ريم، ومنهم من كان مع حلا.

أما هلال وليلى فتوعدا لها على ما سببته لهما من إحراج أمام الجميع بسبب ذلك الموقف.

وعلى الجانب الآخر أخذ حازم يفكر فيما سيفعله لكي ينتقم من ريم، فقال لنفسه وهو يتوعد:

وإللي خلق الكون ما هأسيبك يا ريم، وهتشوفي حازم الشافعي هيعمل فيك إيه.

لم يحن الوقت بعدWhere stories live. Discover now