الفصل السادس والعشرون: أعدكم بأني سأتغير

365 78 11
                                    

نظر حمزة إلى خارج المكتب ليتأكد من أن صاحب هذا الصوت هو حسن والده، فرآه يدخل إلى المكتب ويجلس على أحد المقاعد وبجانبه سهير، فقال حمزة في ارتباك:

بابا أنت إيه إللي جابك هنا؟

تعجب حسن من سؤاله ولكنه أجاب في حدة:

إللي بتعمله ده غلط يا حضرة الظابط، أما بالنسبة لسؤالك إللي هو إيه إللي جابني هنا فإجابته هتعرفها دلوقتي، بس يا ريت تسمعني كويس وتركز معايا.

فصمت قليلا ثم قال لزوجته في هدوء مغلف بالسخرية:

شوفي ابنك يمكن يسمع منك مع أني أشك بصراحة.

كاد حمزة أن يقول شيئا ما لولا سهير التي قالت في غضب:

استنى يا حمزة أنت لازم تسمعني كويس وما تقاطعنيش لحد ما أخلص كلامي مفهوم؟

فأجاب حمزة في توتر:

أنتم عايزين تقولوا إيه أنا مش فاهم حاجة.

شعر الجميع بأن يجب عليهم الانتظار في الخارج حتى ينتهي ذلك الجدال العائلي، فكادوا يقفون لولا سهير التي أشارت لهم ثم قالت:

استنوا لو سمحتم ما فيش داعي تخرجوا.

ثم نظرت إلى حمزة وقالت في ضيق:

إحنا هنا علشان إللي حضرتك قولته لأبوك في التليفون، وأكيد كلامك كان يخص الناس دول.

فقال حمزة في انفعال غير مقصود:

أنتم مش عارفين أي حاجة عن الموضوع ده فاستنوا هأحكي لكم وهتشوفوا أني مش غلطان في حق حد.

ثم أشار إلى ريم وقال في حقد:

شايفين البنت دي مع أني أنقذت لها حياتها إلا أنها قتلت أختي سارة بمساعدة الراجل ده.

وأخذ يقص عليهما كل ما حدث بالتفصيل ثم أنهى حديثه قائلا في غل:

علشان كدة قسما بالله ما هأ.....

قاطعه حسن قائلا في حدة:

اوعى تكمل يا حمزة وما تحلفش على حاجة أنت مش هتعملها فاهم ولا لا؟

أجابه حمزة في دهشة ممزوجة بالحزن:

بجد يا بابا أنا مش مصدق إللي أنت بتقوله ده! إللي ماتت دي تبقى بنتك على فكرة، وإللي بتدافع عنها دي هي إللي قتلتها لو حضرتك مش واخد بالك، ولو كنت أنت مش هتاخد حقها فأنا مش هأسمح أن حقها يضيع أبدا يا بابا وهأعاقبها مهما كان التمن.

نظر إليه حسن وهو يشعر بالغضب منه بسبب كلماته القاسية تلك ولكنه قال في هدوء:

أولا أنا مش مضطر أبدا أبرر لك تصرفاتي والاتهام إللي حضرتك وجهته لي ده هأحاسبك عليه بعدين، ثانيا بقى أنا عايز أسألك سؤال، تقدر تقول لي إيه هي المصلحة إللي هتعود على البنت دي لما هي هتقتل أختك؟

لم يحن الوقت بعدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن