الفصل الثامن والعشرون )الأخير(: ألم يحن الوقت بعد؟ * بلى قد حان

756 83 45
                                    

تجمع بعض الناس حوله ليعرفوا هل هو لا يزال على قيد الحياة أم لا، فرأوه في حالة يرثى لها حقا؛ حيث أنه كان ينزف بغزارة من كل جسده، لذلك تطوع أحدهم وحمله بمساعدة بعض الناس إلى سيارته ثم ذهب به مسرعا إلى المشفى.

تقابلتا ريم وساندي في الجامعة ثم جلستا تتحدثان حتى ميعاد المحاضرة، فقالت ريم في ابتسامة صافية لأول مرة في حياتها:

عارفة يا ساندي أنا بجد فرحانة أوي.

ثم صمتت قليلا، فكانت تلك الفترة التي صمتت فيها ريم كفيلة بأن تجعل ساندي تسألها عن سبب فرحتها، ولكنها لم تفعل وظلت صامتة، أما ريم فكانت وكأنها قد سمعت ساندي وهي تسألها في سعادة ممزوجة ببعض الدهشة لماذا أنت سعيدة في ذلك الوقت تحديدا، فأجابت قائلة في صدق:

علشان أول مرة أحس أني مرتاحة، كنت على الرغم من أني بأعمل كل إللي أنا عايزاه إلا أني ما كنتش مرتاحة أبدا، أيوة كنت بأبقى مبسوطة لكن ده ما كانش بيدوم كتير وبصراحة ما كنتش عارفة ليه، بس دلوقتي خلاص بقى عرفت، عرفت أني كنت غلطانة في كل تصرفاتي وفي كل حاجة كنت بأعملها، وأقدر دلوقتي أقول أني الحمد لله اتعلمت من كل أخطائي إللي عملتها زمان.

ثم نظرت إلى ساندي فوجدت الحزن بادٍ على وجهها، فسألتها ريم في قلق:

مالك يا ساندي في إيه؟

فأجابتها ساندي قائلة في حزن:

سامر زعلان مني يا ريم علشان خبيت عنه الموضوع ده ومش عارفة أعمل إيه.

فقالت ريم وكانت قد أوشكت على البكاء:

ساندي أنا آسفة بجد كل ده بسببي أنا، ياما حذرتيني بس أنا ما سمعتش كلامك، أنااا....

قاطعتها ساندي وهي تمسك يدها لتطمئنها:

لا يا ريم أنت ما لكيش دعوة بأي حاجة، أنت اعترفتي بكل غلطاتك وخلاص فما تحمليش نفسك أي هموم تانية وخليكي مبسوطة على طول.

فقالت لها ريم في شرود:

ساندي هو أنا ممكن أسألك سؤال؟

فأجابتها ساندي قائلة في هدوء:

اسألي يا ريم.

فقالت ريم ولم تتغير حالتها:

هو أنت ليه لسة مصاحباني لحد دلوقتي مع أنك كان عندك فرصة تسيبيني لما كنت هأضيعك؟

نظرت ساندي إليها وهي لا تصدق ما قالته صديقتها، فسألتها في دهشة:

ليه بتسألي السؤال ده يا ريم؟

لم تنتظر منها جوابا وقالت في ابتسامة لطيفة:

ريم أنا بأحبك أنت صاحبتي الوحيدة وما أقدرش أستغنى عنك أبدا، وبعدين كلنا بنغلط يا ريم ومش أنت لوحدك إللي بتغلطي فاهماني؟ فما تسأليش السؤال ده تاني بقى اتفقنا؟

لم يحن الوقت بعدWhere stories live. Discover now