الفصل الثاني والعشرون: ورطة

391 97 13
                                    

صدم حمزة بشدة عندما علم هوية من تسبب في وفاة شقيقته الصغرى، وأخذ الاسم الذي قاله ذلك الأبله يتردد في عقله كأنه صدى لا ينته أبدا: )ريم الرفاعي( تلك هي الفتاة التي أنقذها وخطيبها المستقبلي كما أخبرته من الموت، فلماذا فعلت ذلك بأخته ومن أين تعرفها وما هو الشيء الذي جعل ريم تعاديها وتتجرأ على قتلها؟ والكثير من الأسئلة التي لم يستطع أن يجد لها جوابا.

ظل يفكر وكان قد نسي ذلك الملقى على الأرض أمامه وهو يبكي ويصرخ بسبب ألم وجهه، وأخيرا نظر إليه وقال في توعد:

أنت هتيجي معايا دلوقتي، وأوعدك أنك هتتعاقب عقاب جامد أوي على إللي أنت عملته في أختي.

ذهب سامر إلى غرفته ثم أخرج الدفتر من أحد الأدراج وفتحه ليقرأ:

سامر أنت عارف كويس أوي أني مش بأحب الكتابة، بس إللي المفروض تعرفه عني أنا مش هأبقى عندي الجرأة إللي تخليني أقوله، علشان كدة فضلت أكتب، وبأتمنى أنك تسامحني لما تعرف الحقيقة إللي السطور إللي جاية دي مخبياها.

تلك كانت الكلمات التي تحتويها الصفحة الأولى، مما تسبب ذلك في خوفه وقلقه من القادم والذي استطاع بجدارة أن يغطي على فضوله، وعلى الفور قلب الصفحة التي تليها:

من ٩ شهور تقريبا اتولدت بنتنا الوحيدة لوجي، عمري ما هأنسى قد إيه إحنا كنا فرحانين بيها وبالذات أنت، لدرجة أني كنت بأحس أنك لما هي اتولدت أنت نسيتني، بس بالرغم من كدة كنت عارفة أنك عمرك ما هتقدر تنساني، ما هو في النهاية أنا مراتك وأم بنتك والأهم من ده أني حبيبتك، يلا خلينا في المهم، بعد ما لوجي بقى عندها شهرين بدأت أحس بالتعب يوميا بس ما كنتش بأهتم، ولما كنت بتلاحظ ده عليا وبتسألني كنت على طول بأقول لك ما تقلقش يا سامر ده مجرد إرهاق مش أكتر، ما كنتشش بتبقى مقتنع لكن كنت بأحاول على قد ما أقدر أني أخليك تقتنع أن أنا كويسة، وخصوصا أن أنا كنت مقتنعة بده جدا وما فكرتش حتى أهتم، لكن بعدين اكتشفت أن عدم اهتمامي بالموضوع ده كان أكبر غلطة عملتها في حياتي، خصوصا أن الدوخة والصداع بقوا ملازمينني على طول وبردو ما كنتش بأهتم وكنت بأكتفي بالمسكنات، لكن حتى دي بعد فترة ما بقتش تنفع، وهنا فكرت آخد خطوة جدية وروحت للدكتور، فطلب مني تحاليل فعملتها وروحت له بعد ما النتيجة طلعت، أول ما وصلت عنده وريت له التحاليل، فضل باصص لهم فترة وبعدها بص لي وقال لي وهو متضايق: مدام فرح أنا مش عارف أقول لك إيه بس.....

توقف عن القراءة عندما سمع رنين هاتفه، فأخذه ليجيب في ضيق:

في إيه؟

أجابه الطرف الآخر في توتر:

أنا آسف بجد يا سامر بيه بس حازم من شوية جه الشركة لأنه كان عايز يشوف حضرتك بس زياد أول ما شافه مسك فيه وقعد يتخانق معاه و.....

قاطعه سامر في صرامة:

حاول تهدي الأوضاع بينهم شوية لحد ما آجي.

لم يحن الوقت بعدWhere stories live. Discover now