الفصل التاسع عشر: صدمة متبادلة

450 104 18
                                    

نظرت إليها ليلى بصدمة ثم قالت في ذهول:

أنت متأكدة من إللي بتقوليه ده يا ريم؟ أللي أنت بتتكلمي عنها دي تبقى أمينة

فقالت ريم في انفعال:

أيوة طبعا يا ماما أنا متأكدة.

وقصت عليها كل ما قالته أمينة لها بالتفصيل ثم قالت في غيظ:

أنا بجد مش فاهمة كل ده ليه علشان قلم بس، يعني توصل معاها لأنها تحاول تقتلني؟ لا وإللي دفع الثمن حازم ولولاه كان زماني ميتة دلوقتي.

لم تستطع ليلى استيعاب أي كلمة مما تقال أمامها فقالت في حسرة:

معقول أمينة تعمل كل ده؟

فأجابتهاة ريم في غضب:

والله لما نخرج من هنا لا هأوريها مقامها.

فقالت لها ليلى في عتاب:

خلاص يا ريم نبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين، ده مش وقته ولا مكانه، المهم دلوقتي نتطمن على حازم وأخته.

فصمتت ريم قليلا ثم قالت في حزن:

صحيح قولي لي بابا عامل إيه دلوقتي؟

فأجابتها ليلى في حزن مماثل:

الدكتور قال أنه دخل في غيبوبة وما يعرفش هيفوق منها أي متى، ادعي له يا ريم.

بعيدا عنهما بقليل كان كلا من صابر وفريدة جالسا في صمت وكلا منهما يفكر في شيء:

فصابر كان يفكر في شجاعة ابنه وكيف أنه قد عرض حياته للخطر فقط لإنقاذ فتاة لا يعرفها جيدا, أجل هذا ما فكر به صابر، فهو كان قد نسي كل ما أخبره به حازم عنها, فظن أنه لم يرها سوى مرة واحدة، وفي هذه المرة أساءت التصرف معه، ولكن هذا ليس مهم، فهو يعرف ابنه جيدا، فهذه طبيعته منذ صغره، فهو شهم وشجاع ويحب مساعدة أي إنسان حتى لو لم يكن يعرفه، ولكن تهوره واندفاعه قد يعرضانه لخطر الموت مثلما حدث معه الآن، فظل يدعو له ولأخته التي ظن أنها انتحرت فقط لأن أحدا لم يصدقها، لذلك قرر أن يعاتبها عندما تفيق، فظل يدعو الله بأن يحفظ له ولديه.

أما فريدة فهي لم تنس أي شيء مما أخبرها به حازم عن ريم، ولكنها لم تفكر سوى في أن حازم قد أنقذها من الموت رغم وقاحتها معه، ففريدة لا تكره ريم لأنها لا تعرفها، ولماذا تكرهها وهي قد رأت لهفتها وخوفها عليه في عينيها؟ لماذا تكرهها وهي من تبرعت له بدمها لكي يعيش؟ هكذا كانت تفكر وكانت تشعر بأنهما يوما ما سيكونان لبعضهما، فأخذت تدعو له بأن يشفيه الله.

وبالنسبة لحلا فكانت تشعر أنها صادقة، ولكن كيف وأحمد قد مات في حادث منذ عامين وتحديدا قبل زفافهما بيوم واحد فقط وذلك بسبب تهوره مما سبب لها حزنا دام لفترة طويلة، فظلت تفكر وتسأل نفسها العديد من الأسئلة: هل أحمد لا يزال على قيد الحياة؟ وإذا كان حيا فلماذا يفعل ذلك معها؟ وما الذي يقصده بما يفعل؟ والكثير من الأسئلة التي لم تستطع أن تجد لواحد منهم جوابا، فقررت أنها عندما تفيق ابنتها سوف تستمع لما تقول وستحاول أن تفهمها.

لم يحن الوقت بعدWhere stories live. Discover now