الفصل الرابع والعشرون: نهاية أحمد

429 87 19
                                    

لم تستطع ساندي السيطرة على كلماتها ودموعها بعد معرفتها لما حدث مع ريم، فظلت تصرخ وتقول وهي لا تعي شيئا من كلامها وكأنها مسحورة:

أنا كدة فرحانة أوي علشان أنا كان نفسي في ده من زمان، ياما حذرتها بس هي إللي تستاهل.

ثم صمتت قليلا وقالت وهي تبكي بقوة بعد استيعابها لما قالته:

لا لا إيه إللي أنا قلته ده والله ما كنت أقصد أقول كدة، أنا كنت على طول بأقول لها بلاش يا ريم ابعدي عن الشر وغني له يا ريم بس هي إللي كانت ما بتسمعش كلامي.

دهشت ليلى من تغيرها ولكنها توقعت أن ما حدث بسبب صدمتها، فقالت بعد فترة:

بصي يا ساندي أنا مش فاهمة منك أي حاجة فممكن تيجي؟

فأجابتها ساندي في خوف وبكاء مما أدى إلى عودة لوجي للبكاء من جديد:

حاضر حاضر أنا جاية لحضرتك دلوقتي أهو.

فأتى صوته من خلفها وهو يقول في جد:

رايحة فين يا ساندي؟

كانت ريم جالسة في الزنزانة وهي تفكر في كل ما فعلته حتى وصلت إلى تلك المرحلة:

حاولت أن أنتقم من حلا ولكنني لم أفلح، تحديت حازم وحاولت أن أنتقم منه هو الآخر ولكنني أيضا لم أفلح، كنت أظن أنني قد قتلت حلا لكي أبعدها عن طريقي وكنت في قمة سعادتي عندما رأيتها في المشفى وظننت أنني سأنال مرادي ولكن للأسف لم أحصل على ما أريد، عندما سئلت عن حلا قلت أن من حاول قتلها هي صديقتي ساندي، ساندي هي تلك الفتاة التي لا يوجد شيء إلا وهي تخاف منه، أمن الممكن أن تقتل؟ كم أنا غبية حقا! لا أعرف ماذا أقول: أأقول عجبا لحظي السيئ؟ أم أقول عجبا لذلك القدر الغريب؟ حقا لا أعرف ماذا أقول، ظننت أني قتلتها ولكن لا؛ فأنا قد قتلت فتاة لم ألتقِ بها أبدا, ولكيلا أعرف شيئا في ذلك اليوم, ولكي أظن أيضا أن خطتي تسير على ما يرام، أصيبت حلا في ذلك اليوم وبنفس الطريقة التي نويت أن أقتلها بها، ربما عرفت الآن ما الذي يجب قوله: إنها حكمة الله في كل شيء، نعم هذا صحيح، إنها حكمة الله في كل شيء.

ثم انتقلت بعد ذلك بتفكيرها إلى مرحلة أخرى، وتلك المرحلة هي مرحلة إنقاذها من أخطائها، فشعرت بأنها لم تكن تستحقها أبدا:

حلا التي كنت أريد الانتقام منها هي التي لم تجعلني أرسب في مادتها، حلا التي كنت أريد قتلها هي من أنقذتني من السجن، حلا التي أردت الانتقام منها هي من كانت معي عندما كدت أن أموت، حازم ذلك الشخص الذي حاولت استفزازه هو من أنقذني من خطة أمينة الأولى، حازم الذي أردت الانتقام منه هو من ضحى بحياته من أجلي وكاد أن يموت بسببي، ساندي، لا أعرف ماذا أقول عنها، أنها صديقتي الوحيدة تقريبا، رغم أنها كانت وفية معي إلا أنني كنت أريد أن أدفعها إلى الهلاك فقط لكي أبرأ نفسي من الجريمة التي ارتكبتها، حتى أبي وأمي كانا يثقان بي إلى أبعد الحدود, فبماذا كافأتهما غير أني خذلتهما؟ يا الله كم أتمنى أن يعود بي الزمن لكي أصلح ما أفسدته أو لم أسمح لهم بأنقاذي أبدا.

لم يحن الوقت بعدKde žijí příběhy. Začni objevovat