8

34.9K 1.1K 12
                                    

لست أدري هل انا شيطان الحكاية أم الضحية؟... وهل انتي ملازي أم حبي أم مجرد أداة لكي أفرغ غضبي و ألمي من الماضي...

مر شهر على حادث القصر وانتقلوا إلى قصر آخر يفوق القديم جمال وروعة ...
تجلس بالجناح المخصص لها هي و مالك فقد أصبح أمر عليها انت تتشارك معه نفس المكان فهو كان بالطابق الثاني ينقسم إلى غرفة نوم و غرفة جلوس و مكتب وبالطبع حمام كبير داخلي و يوجد ممر ينتهي بسلم للاسفل به مسبح وغرفة رياضة مخصصة له فقط و يفصل بينها وبين الحديقة الداخلية زجاج لا يعكس الرؤيا من الخارج فمن بالخارج لا يرى من بالداخل لكن من بالداخل يكشف كل شئ بالخارج، كانت تفكر فيما آلت له حياتها كيف تحولت من شخص لا يهتم بأي أحد على الأرض سوا نفسها إلى مسئولية هذه العائلة فقد أصبحت هي من تقوم بكل شئ لهم وهم يثقون بها ثقة عمياء فهي تحمي أسرارهم و تحافظ على وقارهم وقوتهم وهيبتهم،لكن يظل اللغز الأكبر لها هو هذا المالك. لا تعلم مايحدث لها معه مشاعر مختلطة تنتابها وما يزيد حيراتها هو. كيف يتغير معاملته كيف يتحول من شئ إلى شئ مناقض تماما. أنهت تفكيرها بالدلوف إلى شرفة الغرفة المطلة على الحديقة الداخلية، نظرت إلى السماء واغمضت أعينها وأخذت تبتسم غافلة عن عيون المالك التي تتابعها باستغراب...
دلف مالك للغرفة :
_ انتي... عايز أكل
لم ترد ولكن اتجهت نحو الباب للخروج. امسكها وصاح بغضب:
_انا مش بكلمك؟...
_انت عايز تاكل وأنا رايحة اعمل أكل
تركها بعصبيه كادت أن تسقط أرضا ولكن تمالكت نفسها.
*********
بالأسفل كانت تعد الطعام للأسد الجارح زوجها، دلف حمزة ببسمة :
_ أيوة الروايح
_رحمة بابتسامة: اتفضل ي دكتور ... انت خارج؟
_ أيوة عندي عملية
_ ربنا معاك يارب
_تسلمي... بس بقولك الأكل انا هارجع جعان
_ماتقلقش أول ما تقرب ع البيت ابعتلي رسالة عشان اجهزه لحد ما تيجى تاكل على طول.
_ احلى اخت في الدنيا والله... ربنا يخليكي لينا يا ناصرة الجعانين.
ذهب حمزة وكانت تضحك رحمة على حمزة وتفكر في تغير الاسود الجامحة، قطع تفكيرها دلوف أسد آخر وهو الأسد الصغير سيف:
_ اختي حبيبتي
_ي نعم ي سيدي
_ممكن اختي العزيزة تعملي رز بلبن كدا بايديها الحلوين دول؟
_امممم ماشي بس بشرط ..
_ شرط؟... ماشي اشرطي يقطعها الحوجة ي ستي.
_ بص ي سيدي انا عاوزاك ماتاروحش ديسكوهات وأماكن مشبوهة تاني
_ تغيرت مالمحه: ايه؟!... وانتي مالك؟
_ عبس وجهها: خلاص انا اسفة اعمل إللي انت عايزه و حاضر هاعملك الرز بلبن بس بعد مااعمل الأكل ...
_ انتي بتبتزيني يعني ي رحمة؟
_ انا معملتش حاجة ... وبعتزرلك تاني ... انا اسفة اني اتعديت حدودي
_ حدود ايه وبتاع ايه؟... ماتتأسفيش خالص ... خلاص ي ستي مش رايح تاني ، اصلا انا زهقت وبعدين مافيش جديد هى هي البنات
_مش هاتتغير
_واتغير ليه؟ .... خلاص بقا ماتزعليش مني حقك عليا انا آسف
_ماشي ... اخرج بقا عشان ماتلخمنيش ...
كان يتابع الجد ما حدث بابتسامة رضا و يحمد الله على تغير أحفاده حتى لو قليلا ويدعوا بهداية الكبير الذي يؤذي هذه الجميلة ...
على طاولة الطعام كان الكل حاضر ماعدا حمزة :
_ الجد : تسلم ايدك ي رحمة كالعادة
_رحمة: ربنا يخليك ي جدي
_ ياسين : رحمة ... بعد الأكل عايزك يبقى تساعديني اغير شوية حاجات في الجناح بتاعي عايز اغير ترتيب الحاجة ... وانتي بتعرفي تنظمي الحاجة كويس وكمان بتعملي مساحة فاضية زي مانا عاوز... وفي كام كتاب كدا عايز اوريهملك لسة جايبهم جداد.
_ سيف: لأ ي بابا أجّل الموضوع دا عشان بعد الأكل هاتعملي رز بلبن .
_ عمر : لأ دانا لازم بعد الأكل تنقي معايا البدلة إللي هاحضر بيها فرح واحد صاحبي وكمان عايزها تساعديني أحضّر الشنطة علشان مسافر ومش هالحق يدوب هاجى م الفرح انام على طول علشان هاسافر الصبح .
_ شاكر ببسمة : واضح ي رحمة انتي الطلب عليكي متزايد النهاردة..قلبي معاكي على غلبهم
_ رحمة : لا ي جدي عادي بس كل واحد يستني... بالدور عشان اعرف اخلص طلباتكوا .
_ زين بهدوء : شوفتي انا محترم وهادي ازاي
_ رحمة بابتسامة رقيقة: طول عمرك هادي بس انت مش عايز حاجة في قايمة الطلبات؟.
_ زين ببسمة: بصراحة لأ أنا تمام بس شاي بعد الأكل .
_رحمة: حاضر يا سيدي...
كان يتابع الكل بغيظ مكبوت ولا يعلم لماذا؟... كل ما في خاطره كيف تبتسم لهم وتلبي رغباتهم بسهوله هكذا ... كيف تتعامل معه ببرود ولا تهتم به مثلهم...
********
خرج حمزة من غرفة العمليات:
_ دكتور : مبروك يا دكتور على نجاح العمليه
_ حمزة: الحمد لله كانت صعبة ...
_ الدكتور : طب تعالى معايا بقا
_حمزة : عايز ايه؟ انا مروح
_ الدكتور: لأ الحالة دى مهمة وطالبينك بالاسم ... ندى عبد الحميد مهران بنت عبد الحميد مهران رجل الأعمال المعروف، بنته الوحيده عندها الكبد تالف... وأبوها طالبك بالاسم ومصمم عليك
_حمزة : طيب ي سيدي أمري لله تعالى معايا...
دلف حمزة و زميله الدكتور الغرفة ، وجد رجل في الخمسينات من عمره ذو ملامح جادة و شعر اسود به بعض الخصلات البيضاء، و ترقد على السرير فتاة محجبة جميلة ذات بشرة قميحة وعيون خضراء ممسكة بمصحف :
_حمزة : مساء الخير
_ الأب: مساء النور يا دكتور حضرتك حمزة ظهران مش كدا؟
_ أيوة انا تشرفت بمعرفتك ... قالولي انك مصرّ عليا
_ أيوة انت معروف بأنك دكتور شاطر ودي بنتي الوحيدة مش عايز اخاطر بيها ارجوك ساعدها...
_ أمسكت بيديه ندى وقالت ببشاشة: أهدى يا بابا كل حاجة بإذن الله هاتعدي ، خلي عندك أمل في ربنا
_ ونعمة بالله يا ندى حاضر هاهدى...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن