30

26.1K 887 8
                                    

علاقتي بكي كانت ضد مبادئي...
                      *******
أسبوعين مضوا ، فقد حدث ما لم يكن متوقع... مالك أصيب بحادث و نتيجة لها، أصبح غير قادر على الحركة أصيب بشلل الجزء السفلي. و من يومها زادت حدته و لا يريد أحد و يتعامل بقسوة مضاعفة و جفاء...
                  *********
تجلس بالحديقة شاردة ، وعلى وجهها الحزن. و جائت مي تنتشلها من شرودها:
_ مي: ندى!...ندى!
_ أيوة يا مي محتاجة حاجة؟
_ لأ، انا شوفتك مسهمة قولت اجي و اشوفك ... مالك ؟ تعبانة ؟
_ ندى و لا زال تعابير الحزن تظهر عليها: الحمد لله... ماتقلقيش انا كويسة
_ انتي متأكدة؟!
_ لو سمحت يا مي، انا مش عايزة اتكلم ... أنا كويسة... بصي... ماتخديش على خاطرك مني
_ لا عادي براحتك...
أتت رحمة :
_ يلا يا بنات الأكل جهز... و انتي يا مي اطلعي لزين و خليه يجي ياخد الأكل لمالك...
_ التفتت ندى إليها: انتي بردو مش هاتدخليله؟... دا محتاجك
_ تدخلت مي: أيوة يا رحمة، انا ماشوفتش زيك بصراحة. جوزك في أسوأ حلاته و انتي مش عايزة تشوفيه من بعيد لبعيد حتى...
_ رحمة ببرود:طيب...
                **********
بعد الطعام يجلسون كلهم و كلا في عالمه ... تحدث زين لرحمة بهدوء:
_رحمة! انتي ليه مش عايزة تشوفي مالك؟
_ عمر بضيق: أيوة يا رحمة، انا مش لاقيلك مبرر بصراحة...
_ رحمة و هي تقف ببرود : سما! هاتي يوسف يلعب معايا شوية
_ نسمة باندفاع: لأ دانتي باردة و جبروت!
لم تتحدث رحمة و اتجهت هي و معها يوسف الى غرفتها التى اتخذتها بعيدا عن مالك...
                      *******
باليوم التالي بمستشفى ظهران... المشفى به حالة من الزعر، فهناك طفل يقف على شرفة و على وشك السقوط. خرج حمزة من غرفته على إثر الضوضاء :
_ حمزة لأحدهم : في ايه؟
_ في عيل هايقع و ماحدش عارف يجيبه...
ذهب حمزة مكان التجمع... فكر هو سريعا و اندفع تجاه نافذة مقابلة للتي عليها الطفل و فجأة قفز سريعا و أمسك به و باليد الأخرى الشرفة و أمر الرجال بأن يمسكوا به. كل هذا تحت أنظار الدهشة و الصدمة من الواقفين. و إعجاب من أحدهم و ذهبت إليه بعد ذهاب الجميع :
_ ربنا يخليك يا دكتور حمزة
_ حمزة و هو يلتفت اليها، و ما ان رآها حتى ابتسم: شكرا ... أخبارك ايه؟ التدريب هنا صعب مش كدا؟
_ ابتسمت الأخرى ابتسامة واسعة: كويس، اه صعب شوية بس لازم عشان نتعلم...
                    *********
بالقصر، تجلس مي و سما و زين يلعب مع يوسف. و فجأة صوت رنين هاتف مي:
_ مي بلهفة: أيوة يا شيماء... إيه؟!... أنا جايالك حالا...
زين: ايه مالك؟
_ اختي يا زين لازم اروحلها ، ابنها عيان اوي و مش عارفة تعمل ايه؟...
                   ********
بأحد المستشفيات، دخل زين مع مي:

_ شيماء و هي تبكي باحضان مي: ابني يا مي ... ابني
_مي ببكاء: اهدي يا شيماء، اهدي ... ان شاء الله خير... الدكتور قال ايه؟
_ قال محتاج عملية ...دا ذنبك يا مي شوفتي ؟ ... أنا طول عمري وحشة معاكي و انتي كل مرة مش بتتخلي عني... دا ذنبك ... بس ابني دا لسة صغير ... هايموت مني
_ اهدي ماتعمليش كدا ... أنا مافيش من ناحيتي حاجة ، انتي اختي و ماليش غيرك ... اهدي اهدي...
دلف حسين زوج شيماء و تفاجأ بوجود مي و زين و لم يتحدث. ذهبت مي لزين لتحدثه بعيدا :
_زين! ممكن تساعدهم ؟
_ نظر إليها قليلا ثم قال:ماشي...
أمر زين بنقل الولد لأحد مستشفاياتهم و ان كل التكلفة ستتحملها المشفى نظرا لعدم قدرة حسين على تحمل التكلفة.مما أدهش حسين و شيماء:
_حسين لمي و زين بندم و حزن : انا متشكر جدا ... أنا مش عارف هارد جميلكوا دا إزاي... أنا آسف يا مي على كل اللي عملته معاكي ... انتي اثبتي انك احلى مننا ... و متزعليش من شيماء... أنا متشكر يا زين بيه...
                  ********
في الطريق يجلس زين بالسيارة و على و جهه الضيق و التساؤل إلى أن قطع صمته:
_ ممكن افهم اللي انتي عملتيه دا!
_ نعم! عملت ايه ؟!
_بعد اللي عملوه فيكي، و مع أول مكالمة تروحي و خلّتيني اساعدهم... كان واضح اوي أنها اتصلت بيكي عشان الفلوس. و انا عملت كدا عشانك
_ خلصت ؟
_ يعني إيه ؟
_ خلصت اللي عندك ... أنا سامحت اختي فيها ايه؟ و بعدين انا اسفة اني ضايقتك انك خليتك تساعدهم
_ ماتعصبنيش انا مابتكلمش ع الفلوس. أنا بتكلم على موقفك ككل خاصة جوز اختك دا. للدرجة دي انتي ساذجة ؟!
_ ساذجة عشان سامحت اختي؟ ساذجة عشان بدي فرصة ؟ ... صدق صح بردو ساذجة اني كمان سامحتك..
_ انتي بتقولي ايه ؟
_ بقول الصح ... أنا سماحتك زيهم وكمان اللي عملته معايا أبشع بكتير... بص يا زين انا كدا، سميها غباء أو سذاجة اللي انت عايزه...ومش هاطلب منك حاجة تانية...
لم يتحدث بل صمت و زاد مش سرعة السيارة و هي كانت خائفة بشدة منه فوجهه لا يبشر بخير ...
                    *********
بالقصر ... تجلس سما و ندى و نسمة:
_ نسمة: سما! هو يوسف مش هايصحى؟
_ سما بابتسامة: لا مش دلوقتي...
_ ندى بابتسامة: يوسف دا بقا الحلو اللي في البيت، كلنا بنجري عليه و عايزين نلعب معاه
_ نسمة بطفولة: عندك حق انا بحبه اوي الواد دا ، ضحكته حلوة اوي
_ندى بابتسامة حزينة: ربنا يحرسه... آمال فين رحمة؟
_ نسمة بضيق: في اوضتها برده، غريبة اوي و انا مش فاهمها و متضايقة منها اوي
_ سما بهدوء: ماتقوليش كدا يا نسمة
_ نسمة: لأ اقول ، ازاي تسيب مالك كدا؟ ازاي ماتستحملوش و تكون جنبه و تحاول تقنعه في ازمته
_سما: مالك من ساعة اللي حصل بقا صعب أضعاف أضعاف الأول، و رحمة الله اعلم باللي فيها. دا غير تعب الحمل...
_تدخلت ندى هذه المرة : ربنا يصلح الحال...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)Where stories live. Discover now