13

31.9K 1K 2
                                    

باليوم التالي اجتمعوا بغرفة المكتب الخاصة بالجد وما أن أعطاهم المحامي الفيديو و الوصية الورقية حتى ذهب ، وبقيت حنين تأكل نفسها لعدم حضورها معهم في ظل ان رحمة يشترط وجودها...

بالداخل قاموا بتشغيل الفيديو ،ظهر الجد :
_شاكر بابتسامة: ازيكوا يا ولاد؟... و انتو بتتفرجوا ع الفيديو دا هايكون انا رحلت إلى الرفيق الأعلى،دي سنة الحياة ...أخيرا هاروح عند نهى واللي كان صبرني شوية على بعدها انتي ي رحمة كنت بشوفها فيكي... كل واحد فيكوا ي ولاد بيدير حاجة من امبراطورية ظهران، عشان كدا كتبت باسم كل واحد فيكوا المجال اللي بيديروا... عايزكوا تفضلوا عيلة يا ولاد، تبقوا جنب بعض حتى لو كل واحد الحاجة اللي بيديرها دي باسمه بس انا عايزكوا تتصرفوا كأنها باسم الكل، انا كنت فرحان وانكو بقيتوا تفكروا أنكو عيلة... انسوا الماضي ، انسوه بألمه و وجعه، وعيشوا حياتكوا افرحوا واتجوزوا وخلفوا وكبّروا عيلة ظهران، انتوا دلوقتي عرفتوا ان مش كل الستات زي بعض والفضل بعد ربنا في اللي انتو فيه لمروضة الأسود، رحمة ... ربنا جعلك سبب أنك تدي أمل للعيال دي ويعرفوا معنى وجود الست ف حياتهم، انتي اديتلهم إهتمام و حنان و حب الأم و الأخت والصاحبة وكمان بترشديهم للتدين ، انا مطمن بوجودكوا مع بعض دلوقتي و بوجود رحمة معاكوا... كل واحد فيكو دلوقتي ضلع مهم ف العيلة عايزكوا تفضلوا كدا تكملوا بعض وطبعا انتي كمان يا رحمة انتي من العيلة دي ، العيلة مش بالدم بس ... عشان كدا انتي كمان ليكي نصيب من التركة انتي في حسابك خمسين مليون جنيه باسمك في البنك ... متستغربيش يا بنتي واقبليهم من جدك ... افضلوا يا ولاد جنب بعض، ضهر وسند لبعض انتو بتكملوا بعض انتو السبعة ... عيشوا بحب وسعادة وعيشوا الحياة وانسوا الماضي ويبقى ادعو لي انا وابوكوا وامكم بالرحمة اللي فات فات يا ولاد .... ربنا يسعدكوا.
خيم الصمت و الدهشة والحزن لدقائق بعد انتهاء الفيديو و التأكد بالأوراق بكل ما  قاله الجد...
                    *******
بعد مرور أيام...  تجلس ندى مع والدها بحديقة المنزل :
_ الوالد: ها يا رحمة ... انتي لسة عند رأيك؟... اخلي حمزة يجي يتقدم رسمي بقا. هو كلمني وبيستأذن أنه يجي واعتذر ع التأخير بس انتي عارفة حالة وفاة جده هيا اللي آخرته.
_ ماشي يا بابا وأنا فاهمة سبب تأخيره مش معقول هايجي يخطبني وجده لسة ميت على طول
_  الوالد بحزن :خلاص هاتسبيني يا ندى؟!..
_ ماتقولش كدا يا بابا ارجوك والا مش هاوفق ؟ وهاعنس جنبك
_ لأ ماتقوليش كدا يا حبيبتي، بس انا مش عارف اتأقلم على وجود راجل غيري ف حياتك،دانا هاعزبه
_ ابتسمت : مانا عارفة دانت كنت بتخليه يطلع من هدومه وأنا في المستشفى... طلعت عينه
ضحكوا الاثنين ثم احتضنها الوالد بحنان وحزن معا:
_خلاص انا هاكلمه يجي الخميس الجاي يتقدم رسمي...
                     ********
كان سيف مرهق بالعمل و الاشراف على الفنادق إلا أن وصل إلى الفندق المحبب له... وجدها ... نعم الطفلة الاوزعة. ذهب إليها :
_ سيف ببرود : انتي ايه اللي جابك هنا؟
_ نسمة بخوف وتردد: أصل يعني ... الموضوع ... انا جايه ....
_ سيف بنفس البرود: اخلصي
_ رحمة بحزن: انا كنت جاية اخد إجازة لبابا عشان تعب ومحتاج راحة، وقالولي لازم اقولك انت
_ سيف بدهشة: ماله الشيف إيهاب ؟... خير ؟
_ أصله عمل حادثة، بس الحمد لله جت سليمة شوية كدمات و كسر في رجله. وهو محتاج إجازة
_ طبعا طبعا ... متقلقيش ياخد إجازة زي ما يحب لحد ما يتحسن و مرتبه ساري لحد ما يرجع. هو ف مستشفى ايه ؟
_ لأ الحمد لله رجع البيت
_ خلاص ... استني هنا واشربي اي حاجة لحد ما اخلص شوية حاجات واجي معاكى عشان اطمن عليه ...
                     ********
بأحد المطاعم  تجلس فتاتان :
إحداهن:  لأ بقولك ايه عمر ظهران دا مز اوي بس هو تقيل كدا و بيتعامل مع البنات بتقزز كدا و مفيش واحدة لفتت نظره واللي عرفوه قالوا إنه بيعاملهم بتعالي وكأنهم ملهمش لازمة
_ الأخرى: أيوة مانا شوفته... بني آدم لزج بجد ... بقا أنا ... انا هزآني واهاني وبعدها ما يتعرفش عليا وكمان بيتعامل برزالة ...
                 *********
بالقصر  تجلس حنين مع والدتها :
_حنين بضيق: يا ماما مش عارفة اعمل معاه ايه تاني؟!... انا تعبت بجد... حاولت بكل الطرق احسسه بيا و بحبي ولا هو هنا. حاولت أبقى جنبه بعد وفاة جده كأنه جبل لا بيهتز ولا بيحس
_ الأم: طب ما تحاولي تغريه كدا
_ ي ماما بقولك بارد و قاسي وبيتعامل تقضية واجب معايا. دا مقربليش خالص من ساعة ماتجوزنا و لا حتى بيبص فوشي...ثم أكملت ببكاء انا حاسة أني رخيصة اوي يا ماما،انت تعبانة اوي ...
_ الأم بحزن على حالها: اقولك ايه يا بنتي ... انتي اللي عملتي ف نفسك كدا وكمان هو يشكر انه اتجوزك بعد اللي حصل بينك وبينه عشان ابوكي
_ ما تزوديهاش عليا يا ماما، انا كفاية تعبي واللي فيا ....
                       ********
بمنزل الشيف إيهاب، سيف جلس مع عائلته و أعجب بجو المرح و الحب الخاص بالعائلة وخاصة زاد إعجابه بنسمة فتعرف عليها أكثر وكم هي رقيقة وطفلة و لديها شخصية رائعة تجمع بين الطفولة و الأدب و الجنون، أثناء ذهابه من المنزل خرجت خلفه:
_ نسمة: أستاذ سيف!!
_ سيف بدهشة : أستاذ!!...
_ أيوة في حاجة؟
_ سيف بابتسامة لا تليق بسواه: انا اسمي سيف بس، مش معقول بعد قعدتي معاكو بالساعات النهاردة وكلت معاكوا عيش وملح وانتو تستقبلوني بالحب دا و تقولي لي أستاذ
_ ماشي ... انا بشكرك جدا على اللي انت عملته مع بابا حقيقي طلعت راجل، وراجل محترم وجدع كمان .
لم تعطه فرصة للرد وذهبت سريعا... ظل يحدث نفسه بابتسامة بلهاء على وجهه:
_ هو انا مالي ؟!... ليه بحب اتكلم معاها من ساعة ماشوفتها؟... ليه اتبسطت لما قالتلي الكلام دا؟... وليه طرت من الفرح لما عرفت وجهة نظرها عني مع اني مش كدا ؟ دانا مقضيها ولا حد بيفرق معايا... ليه اصلا عملت كدا مع أبوها وطول القاعدة مركز معاها؟... لأ الموضوع محتاج رحمة ...
                      ******
بشقة رحمة، يجلس حمزة و رحمة و ياسين :
_ رحمة بسعادة : حلو اوي، ألف مبروك مقدما يا حمزة ...
_ ياسين بابتسامة: ألف مبروك يا حمزة ربنا يسعدك
_ حمزة: الله يبارك فيكو ... المهم بقا عايزين ننقي طقم بدل محترم كدا لينا كلنا وانتي يا رحمة انا هاوصيلك على فستان
_ ياسين: يا بني دا لسة الكلام، دا انت رايح تتقدم بس
_ حمزة: لأ ... انا هالبسها الشبكة  وهانقرأ الفاتحة، هيا موافقة وانت كنت مكلم أبوها قبل كدا. هاتبقى خطوبة ان شاء الله وأنا قولت لابوها، كمان انا مش عايز دوشة كفاية احنا و هيا وأبوها
_ رحمة بابتسامة رقيقة: خلاص يا سيدي اللي انت عايزه وعلى بركة الله
_ ياسين بتساؤل: آمال عمر وزين وسيف مش جايين؟
_ رحمة : زين و عمر مش جايين عندهم شغل مهم هايأخروا و بعد ما يخلصوا هايروحوا ع البيت ع طول، أما سيف فجاي بس مش هياكل معانا، قال كلوا انتو لحد ما اجي ...

بعد ساعة وصل سيف وكان الجو ملئ بالضحك و السلام العائلي إلى أن همس سيف لرحمة:
_ عايز اكلمك ف موضوع كدا بس مش عايز أقول قدامهم . عايز اكلمك ضروري انا مطلغبط
_ مطلغبط؟... ضروري... في ايه؟!...
_ مش وقته... هاجيلك بكرة ان شاء الله،ولا اقولك قابليني برة عشان هنا ممكن اي حد ف العيال دي يطب علينا و معرفش اقولك كل اللي انا عايزه
_ماشي ان شاء الله
_حمزة: انتوا بتقولوا ايه مستغليين اننا بنتكلم في الفون؟ و بتهمسوا لبعض؟
_ سيف بكذب: لا ابدا يا كبير... دا بس عشان منعملش صوت وانتو بتتكلموا عشان واضح انها تليفونات شغل
_ ياسين وحمزة بشك: ماشي هاصدق

بعد ذهاب الشاب من عند رحمة ظلت رحمة ترتب و تنظف المطبخ ثم توجهت إلى الحمام وفي طريقها الي النوم سمعت باب الشقة يفتح و يغلق... أصابها الخوف ، أخذت دقائق متسمرة مكانها إلى أن حسمت أمرها وخرجت لترى ما الأمر ...
_ ماتخفيش يا رحمة
اتى الصوت من خلفها، وجدت أحدهم يجلس على الأرض بجانب الأريكة
_رحمة بصدمة: مالك!!!!

انثى في عرين الأسود(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن