15

33K 1K 6
                                    

بسببك بدأتُ أشعر بكياني كإنسان، بسببك انتي علمتُ لأول مرةمعنى شعوري بالامان... توقف... بسببك أنت علمتُ ان بوجودك تبدأ الحياة، بوجودك انت تعلّمت أن كل شئ يؤدي إليك، انت بالنسبة لي الحياة...
                   *******
مرت أيام، واليوم هو يوم خطبة حمزة. تأنق الشباب بحلى ذادت من وسامتهم واثبتت هيبتهم و شموخهم. رحمة وحنين و ندى كانوا عنوان الجمال. كان الجو يسوده الفرح للعروسين إلى أن توتر الجو قليلا بسؤال والد ندى :
_ انتي حنين... مرات مالك انا حضرت الفرح، لكن ندى قالتلي ان رحمة هيا مراته واخت حمزة ...
_ انتهزتها حنين فرصة لتهين رحمة: أيوة حضرتك انا مراته هي بس بيعتبروها من العيلة عشان ملهاش حد زي ماتقول بيعطفوا عليها..
يا ويلها فكرت أن هكذا سيشعر مالك بالعار والتوتر من إظهار حقيقة علاقته من رحمة وفي ذات الوقت تستمتع بإهانة وحزن رحمة. لكن هيهات فرد مالك ببرود وثقة:
رحمة مراتي ... وست عيلة ظهران،بس هيا ظروف مش من حق حد يعرفها اللي خلت اني معملش فرح ليها .
نظرت رحمة له بامتنان اما الشباب فكانوا سعداء برد اعتبار رحمة من إهانة حنين لها و شعور بالرضا من مالك ، في ظل غضب حنين ...
قاطع التوتر حمزة قائلا:
_ تسمحلي يا عمي اخد ندى نقعد مع بعض في مطعم ؟
_ ماشي يا بني مش هامنعكوا ... بس متاخروش...
                   ********
بالمطعم يجلس حمزة و يتحدث بمواضيع شتى، اما حنين تستمع له و على وجهها ابتسامه تزيد من جمالها ولمعة بعيونها خاصة به هو:
_ ايه ... هفضل اتكلم كتير كدا... انا عمري ماكنت رغاي اوى كدا
_ ندى برقة: ليه بتقول كدا؟!... انا بسمعك، حتى مواقف لذيذة
_ لذيذة ايه دانا بشوف العجب
_ واضح ان الدكتور بيعاني اوي
_ اوي اوي... بس تعرفى ان الدكتور أول مرة يرتاح اوي اوي كدا مع حد؟...
نظرت بخجل باتجاه آخر من غزله الصريح و نظراته لها ...
                     *******
بالقصر بالتحديد بغرفة رحمة،بالشرفة وتكرر المشهد الذي حيّر مالك، تنظر للسماء ثم تغلق عيونها و تبتسم. وهو دخل وجدها على هذا الحال:
_ عايز اعرف انتي ليه بتبصي للسما و بعدين تغمضي و تفضلي تبتسمي؟!
_ وانت امتى هاتخبط ع الباب ؟
_انا ادخل وقت مانا عايز ... دي أوضة مراتي...
_ بس انت بتدخل فجأة كدا ... انت عندك جرأة مشوفتهاش ف حد
_ بصي ماتحوليش ... انا كدا... قولي بقا ليه بتعملي كدا؟
_ بفتكر أبويا و أمي،وفي اللحظة دي بفتكر مواقف حلوة بيني و بينهم.
تجهم و جه مالك لتذكره والديه و الماضي. لاحظت رحمة فامسكت يده و ابتسمت له وقالت بهدوء و رقة:
_ انسى الماضي يا مالك... حاول تفتكر الحلو و بس ... حاول تفتكر موقف حلو و تخليه معلق معاك أكتر من الوجع و هو اللي تسمح لنفسك انك تفتكره هو و بس.
نظر إليها بحب و امتنان :
_ ماشي ... بس تعرفى انتي بمسكة ايدي دي هاتعملي ايه؟
_ رحمة بتساؤل: تقصد ايه؟
قام باحتضانها سريعا ثم قال بصوت خشن خافت :
_ هاتخليني اعمل كدا يا رحمة... انا برتاح وانتي في حضني كدا
خجلت ثم ابتعدت وقالت : بس ... أبعد ... روح نام
_نعم !!... اروح انام؟!...
_أيوة حنين مستنياك روح هناك ... انت نمت هنا امبارح ... روح عندها النهاردة...
غضب كثيرا كغضب طفل و قال:
_ على فكرة انتي فصيلة... وأنا مش عيل صغير عشان تأمريني كدا... واقولك انا اصلا لعايز انام عندك ولا عندها . ثم ذهب تحت أنظار رحمة المبتسمة على هذا المالك الذي لا أحد يراه بهذه الحالة غيرها ... طفل....
                    ********
باليوم التالي صباحاً نزل الجميع للإفطار :
_ رحمة :  بعد الفطار كل واحد يقولي محتاج ايه ف تلاجت اوضته عشان أجيبها ... انا نازلة اشتري مستلزمات البيت
_ زين : يبقى نروح سوا ... انا عايز اشتري شوية حاجات ليا، لبس وكدا... واه و هبقي اطلع اللبس القديم عشان نديه لحد محتاجه
_ رحمة: ماشي يبقى نروح مع بعض
كان يجلس مالك غاضب جدا  من أن زين سيذهب معها. لاحظت رحمة غضبه ولكن لم تتحدث.
_ حنين لمالك: مالك ... بابا عزمنا النهاردة انا وانت ع الغدا ...
_ مالك ببرود: تمام ...
                 ********
بالمساء عادت رحمة وزين من الخارج محملين بكافة الأشياء وأخذت تتحادث و تضحك هي والشباب و ينظمون  الأشياء سويا:
_ ياسين بابتسامة: الواد دا مابيعرفش يعمل حاجة، ماتعتمديش عليه
_ عمر : بس يا بابا انا مافيش مني على فكرة و بقدر أنظم زي ماهي بتنظم وأحسن... لحظة واوقع بعض الأشياء ارضاً، فزادت ضحكة ياسين:
قولتلك ... أبعد يا بابا وخليها تشوف شغلها هيا أدرى
_ عمر: انت حسدتني على فكرة، أول مرة أعرف أن عنيك صفرة
_ تدخلت رحمة بهدوء: بصوا... كل واحد ياخد الحاجة اللي عاوزه ف اوضته ويروح يحطها بنفسه وأنا اشوف الدنيا هنا، وكدا ساعدنا بعض وكمان بعد ما اخلص هتعمل الاكل وكمان هاعمل كيكة لينا كلنا عشان باليل ناكلها واحنا بنتفرج على الفيلم اللي سيف نزله كلنا سوا
_ سيف: فكرة حلوة... بعد ماكنت هاتفرج انا وانتي بس بعيد عن رخمتهم ، بس يلا كلنا مش مشكلة انا الكبير
_امسك زين ياقته : بتقول حاجة يا بابا؟
_ سيف بخوف مصطنع : هو انا اقدر يا كبير،فين حاجتي يا رحمة خليني اطلعها
ابتسمت رحمة، و ظلت بالمطبخ هي وزين:
_ زين بابتسامة خفيفة: ها هاتعملي ايه وانا اساعدك ؟
_ رحمة: انا مش عايزة لخمة انتو بتبهدلوا الدنيا وأنا معنديش استعداد
_ زين : الحق عليا اني جاي أسعدك...
_ رحمة: شكرا لخدماتك ...  سيادتك اخرج برة وأنا نصايه وهاحط الأكل انا كدا كدا محضرة اغلبه قبل ما اخرج و بعدين هاعمل الكيكة ....

انثى في عرين الأسود(مكتملة)Where stories live. Discover now