مضى الأسبوع بهدوء في إعدادات عرس اسود ظهران الثلاثة و استعادت مي جزء كبير من عافيتها و مساعدة الجميع لها هي و زين. عمر مازال لا يتحدث مطلقا مع سما وهي أيضا لم تحاول أن تتقرب منه على الرغم من تأكدها بالفترة الأخيرة بأنها تكن له المشاعر. أما ياسين و شهد فهم تقرّبوا من بعض قليلا و تعاهدوا ان يبذلون قصارى جهدهم للتقرب من بعض و اعتراف شهد له أنها كانت معجبه به منذ وقت. و يظل زين يثبت مسئوليته لمي فهو يظلّ معها بالمشفى و يحاول أن يطمأنها بوجوده و هي بدء خوفها منه يقلّ على الرغم من أنها صفحت عنه و سامحته لكن ما باليد حيلة فما حدث كان شديد عليها، فبالطبع يظل جزء داخلها يخشاه، يخشى كل شئ، يتردد و تتذكر ما حدث ...
*********
اليوم هو الزفاف، بأفخم الأماكن في ظل حضور عدد مهول من نخبة المجتمع . طلّت الفتايات و الشباب بابهى صورة، ادهشوا الآخرين بطلتهم.
يجلس سيف و نسمة على طاولة مع والدي نسمة و اخوها ، و حمزة يجلس على اخرى مع والد ندى و ندى ، ومالك و رحمة يجلسون معهم كانوا يتابعون الأجواء بصمت و هدوء كعادتهم...
******
عند شهد و ياسين، تجلس بجانبه شهد وعلامات الحزن بادية عليها، لاحظها فبادر بامساك يدها:
_ ياسين: مالك؟
_ نظرت إليه بعمق داخل عينيه كأنها تحاول أن تنقل له حزنها واجابت بخفوت: كان نفسي بابا و ماما يكونوا معايا النهاردة ، حاسة اني لوحدي...
_ شدد أكثر على يدها و تحدث ليبث لها الأمان و الحب: ما تقوليش كدا ، قولتلك انا معاكي و بعدين كلهم معاكى، انتي دلوقتي من عيلة ظهران، كلهم معاكي و جنبك و انا اولهم اوعي تقولي لوحدي دي تاني احنا عيلتك و جنبك...
*********
عند عمر و سما، يجلسان مصطنعين الابتسامة ، فهي حزينة لأنها تعتقد أنه لا يحبها ولا يهتم بها و زواجه منها ما هو إلا لحل مشكلة، أما هو فهو فيتعامل بعملية بحتة كعادته لا يهتم بشئ سوا ان تحل المشكلة ، وأيضا لا يحاولون التحدث معا .
*********
عند زين و مي، تجلس الاخيرة تبحث عن أختها بين الحضور لكن كانت محاولة فاشلة فاختها دهست على قلبها ولم تكن معها بأقرب وقت تحتاج اليها فيه و كالعادة اتبعت زوجها و لم تذهب.أما هو فكان يعلم ما يدور بخاطرها ولكن لم يفعل شئ على الرغم من أنه بقدرته ان يجعلها تأتي بالقوة لكنه يريدها ان تأتي بإرادتها لتجاور اختها.لكنها أيضا تعتقد أن أختها قد فعلت المحرمات معه من قبل أن تتزوجه بعدما رأت الأخبار ولم تعطي فرصة لنفسها أو لاختها ان تفهم ما حدث ...
*********
على جانب آخر بالقاعة كان سليم حاضراً فهو على علاقة بعمر ، يجلس وعيونه عليها ... نعم عليها، فهي مرة أخرى نالت إعجابه بهدوأها المعاكس للاجواء و جمالها الأخّاذ و كل تعبير لها يدل على أنها كملكة تجلس وسط الجميع و بسمتها الرقيقة تجعله دون وعي منه يبتسم هو الآخر. لكن يرجع لأرض الواقع و الحقيقة المحزنة بالنسبة له عند تحدثها و تفاعلها مع مالك...
*********
عاد الجميع للقصر بعد يوم متعب للجميع، صعد الجميع للغرفهم...
