29

25.3K 890 15
                                    

وقف و كأن دلو ماء بارد ألقي عليه، والكل ينظر إليها و إليه بتساؤل و بالأخص سما. سرعان ما استعاد عمر زمام أمره و توجه إلى المدعوة بريم بوجه لا يبشر بخير ، امسكها من زراعها بقوة آلامتها و صاح:
_ انتي ايه جايبك؟ آخر مرة شوفتك فيها قولتلك مش عايز المحك في مكان بعد كدا. وصلت بيكي الجرأة انك تيجي لحد هنا؟ انا هندمك باقي عمرك على اللحظة دي...
لا تستطيع أن تتحدث،فقط تبكي و يبكي الطفل على زراعها.اشفقت عليها  رحمة هي والطفل و وجهت نظرها إلى مالك الذي فهم ما تريده:
_ مالك و هو يحررها من يده: اهدى، الواد بيعيط مش كدا ...
_ تحدثت أخيرا بصوت مختنق: مانا ماعدش عندي عُمر عشان تعذبني فيه، و اكيد انا بعد المدة دي كلها جايالك عشان حاجة مهمة
_ عمر و هو يحاول الهدوء: لعبة دي ولا ايه ؟... احسنلك اتكلمي و قسمن عظمن لو اي حاجة هاتقوليها هاعرف إذا كانت كذب ولا لأ وانتي عارفة، ولو كذب هاتشوفي أيام سودة و مش هاشفق عليكي...
_ قاطعهم زين هذه المرة: اهدى شوية، و تعالوا اقعدوا ...و انتي اقعدي و هدّي اللي على كتفك دا...

جلس الجميع في صمت لكي تتحدث هذه الغريبة التي جعلت عمر يتطاير الشرر من عيونه فى لحظة:
_ تنهدت بضعف و تحدثت بحزن: انا عارفة انك مش عايز تشوفني،بس... بس انا عيانة و كلها أيام ليّا في الدنيا و انا ماليش حد و انت عارف، وأنا مقدرش اسيب ابني كدا لوحده في الدنيا مالوش ذنب ... ماكنش قدامي حل غير اني اديه لأبوه عشان يهتم بيه. صدم الجميع من حديثها و يحاولون تكذيب ما يفكرون به :
_عمر بحدة : وأنا مالي؟!
_ نظرت إليه بتردد، ثم قالت: ماهو ابنك ...
لم يستطع عمر كبت غضبه أكثر من ذلك و قام سريعا لكي يصفعها و يخرجها من القصر لكن سرعان ما حال مالك بينه و بينها و امسكه:
_ قولتلك أهدى...
_ أهدى ازاي ؟! دي عايزة تلبسني عيل و عاملة فيلم ... انتي عايزة فلوس قولي، مانتي مايهمكيش غيرها
_ نظرت إليه بدموع و قالت بضعف: انا مش عايزة حاجة ، بطل بقى طريقتك دي ... والله دا ابنك و انا أيامي معدوده و مش عايزة اسيبه لوحده... انت ممكن تتأكد ، بس انا مش بكدب، انت عارف آخر مرة شوفتك فيها قولتلك اني حامل و عارف بردو انت قولت و عملت ايه...
يقف الجميع مصدوم من الموقف و بالتحديد سما فلم تكن تتخيل ان يحدث هذا. تحدث حمزة هذه المرة قائلا  :
_ اسمعي، تعالي معايا المستشفى دلوقتي وهناك هانعرف كل حاجة و لو حرف واحد كدب ، هاتكوني حكمتي على نفسك بالموت ...
                     *******
مرّ أسبوع و حمزة تأكد أنها بالفعل مريضة و على وشك الموت، و قام بعمل  تحليل DNA لكي يتأكد من أن الطفل ابن عمر و لذلك أقامت ريم طوال الأسبوع بملحق القصر لحين ظهور النتائج و أيضا تأكدوا أنها لا يوجد لديها عائلة وأن ليس ورائها شئ مريب...
اليوم هو يوم ظهور النتيجة، دلف حمزة القصر و هم يجلسون :
_ مالك: طلعت؟
_حمزة : أيوة
_ عمر : والنتيجة ؟
_ حمزة: الواد ابنك يا عمر
الصمت سيد الموقف، فالكل كان مندهش و أكثرهم عمر و سما
_ تحدث مالك بجدية: خلاص كدا أتأكدنا من كل حاجة ، هي هاتفضل هنا ... يلا كل واحد على جناحه ...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)Where stories live. Discover now