12

32.5K 1.1K 2
                                    

يا آدم لما المكابرة... يا آدم اعترف بحبك لها... يا آدم حطم الحواجز و اذهب لها... يا آدم  انت لا تستطيع بدونها... يا آدم هي العطف والهدوء والسلام الداخلي و هي من تحركت حواسك انتباها لوجودها، أنت مخلوق من اجلها...
                     ********
انصدم الجميع من ما حدث وظلّ هو كالجبل لا يهتز ...
أخذت رحمة اشيائها و همت بالذهاب:
_زين : استني يا رحمة... هاتروحي فين دلوقتي؟
_ رحمة بهدوء: أرض الله واسعة... انا متشكرة جدا انكوا كنتوا الأهل والسند والدعم ليا. اعتذروا بالنيابة عني لجدي
_ ياسين بضيق: للدرجة دي احنا مانفرقش معاكى يا رحمة؟. خلاص قرررتي ماتعرفيناش تاني، بعد معرفنا ان في أمل في الحياة وأن مش كل البنات زي بعض... بعد مابقينا نبقى عيلة و نساعد بعض بوجودك وأنك استحملتينا.حقيقي مش مصدقك
_ رحمة بحزن: يا ياسين افهمني
قاطعها سيف: انتي مش هاتسبينا، مش بمزاجك ... انتي من العيلة اختنا و صحبتنا و أمنا. انا معرفتش معنى اني يكون عندي اخت تخاف عليا من الغلط غيرك ... احنا بنبقي مبسوطين  انك بتصلي في البيت و بنتمني نكون زيك ...
_ عمر: رحمة! جدي هايتعب اكتر لو سيبتينا
_ حمزة : أيوة يا رحمة جدي بيطمن لما بتكوني معانا. عارف انك الوحيدة إللي بترشدنا بهدوء وأنك الوحيدة اللي بنثق فيها
_ زين وقد حسم الأمر: سيف!... خدها دلوقتي لفندق من الفنادق تقعد هناك كام يوم لحد ما اشوفلها شقة قريبة من هنا. وانتي اعملي حسابك انك هاتعملي الأكل زي ماتفقتي مع جدي انك توديله الأكل، هاتعمليه ف مطبخ الفندق عشان هايعرف يفرق اكلك. وجدي مش هايعرف حاجة لحد ما يتحسن ونمهدلو الموضوع ، وانتي برضاكي وغصب عنك مننا ...
لم تعرف كيف ترد على كل ماقلوه كل ما فعلته ابتسمت و اومأت بنعم .
                    *******
خرج بعدما تفوه بكلمة طالق، غاضب من كل شئ...
أما حنين كانت السعادة تغمرها فقد أصبح مالك لها بمفردها وما ان خرج حتى صعدت لغرفتها لكي تفكر بشئ ينسي مالك ما حدث ... لا تعلم أنها ليس لها وجود بحياته من الأساس فهي مجرد إصلاح خطأ اقترفه في رجل يثق به.
                    *******
مرّ أسبوع و القصر يسوده الحزن على حالة الجد المتدهورة و رحيل الأنثى التي غيرت مفهوم اسود ظهران ... يذهبون لرحمة الفندق يوميا يقضون أغلب الوقت معها...
أما رحمة هادئة كعادتها و تتعامل بطبيعية مع الجد فتذهب لتقضي وقت طويل معه وتحضر له الطعام وهو لم يشك بشئ. اما حنين فجن جنونها من مالك الذي لا تحرك به شعره تجاهها بل زاد برود وإهمال لها...
وعلى الجانب الآخر مازال  المدعو بصلاح العوضي يفكر بكل الطرق لانهيار عرين ظهران .
                ********
بالمشفى دلف مالك لغرفة شاكر وكانت رحمة موجودة بمفردها معه. حاولت عدم ملاحظة الجد للتوتر بينهم وهو أيضا:
_ مالك بهدوء عكس داخله : ها ي جدي عامل ايه النهاردة؟
_ شاكر بسمة بسيطة: الحمد لله بس زهقان هنا
_ مالك: يا جدي احنا اتفقنا وادينا بنجيلك و نقعد معاك اهو.
قطع حديثه رنين الهاتف فخرج للتحدث به، وبعد خروجه بلحظات دلف رجل شكله غريب إلى الغرفة. شكّت به رحمة :
_استنى عندك ... انت بتعمل ايه؟
_ هاحط الحقنة دي في المحلول
_ طب استنى لما الدكتور يجي عشان هو مقالش ان هايديه حاجة
_ الرجل بتوتر: لأ هو قالي...
و قبل أن يضع الحقنة، وقفت رحمة سريعا وتوتر الرجل بشدة فقام لإشهار السلاح بوجههم. في ظل صدمة شاكر ورحمة من الموقف ، وجدوا مالك يدلف خلف الرجل وماهي إلا لحظات حتى ضرب مالك الرجل افقده الوعي:
_ مالك وهو ينظر بعينيها: انتي كويسة ؟... الكلب دا قربلك؟
_ لأ...
_ جدي مش عايزك تقلق من حاجة ... انا هاتصرف وهاجيب ناس تقف قدام الاوضة.
ثم تحدث لأحد رجاله بالهاتف لكي يأتوا لياخذوا الرجل. و ماهي إلا لحظات حتى وصلوا ، رجلين أخذوا الرجل و ثلاثة انتظروا بالخارج لحراسة الغرفة:
_ انا عاوز اروح البيت انا كدا كدا مش مرتاح هنا
_يا جدي مش هانعيده تاني. انا هاحل كل حاجة ولا انت مش بتثق فيا؟
_بثق يا مالك ... خلاص خلاص موافق انا معنديش حيل للمناهدة ... المهم خد رحمة ترتاح دي اتخضت اوى من الموقف
نظرا لبعضهم لحظات قليلة ثم حسم مالك الأمر :
_يلا تعالي معايا
لم تستطع أظهار شئ أمام شاكر وخرجت معه ، بعد خروجهم من الغرفة اتصل مالك بحمزة لكي يأتي لهم بكفتريا المشفى...
رحمة بموقف لا تحسد عليه ومالك لا يقلّ عنها لكن فضلوا الصمت والنظر بعيدا عن الآخر لحين حضور حمزة:
_ مالك بهدوء: هو دا اللي حصل يا حمزة، والحرس اللي ع الأوضة من أكفأ الناس و فاهمين شغلهم كويس. عايزك بعد ما تخلص شغلك تيجي ع المخزن انت و الباقي عشان نتصرف. الكلب دا خلاص نهايته قربت
حمزة: ماشي تمام ... رحمة انتي كويسة
رحمة : آه الحمد لله... انا هاقوم بقا امشي ...
_حمزة: رحمة لحد ما نخلص م الكلب اللي بيحوم حوالينا دا ما ينفعش تفضلي لوحدك ولا تمشي لوحدك كدا من غير حد يحميكي. اكيد عرف قمتك وعلاقتك بينا وهايحاول يوصلك عشان يأذينا. مالك، خلّي حرس معاها مايفرقوهاش
_ مالك ببرود ومكابرة: تمام
                      ********
بالمساء بمكان متطرف بعيد عن الأعين كان يدور صلاح حول نفسه بغضب:
_ حيوان... غبي... قولتله لما يكون لوحده... ماسمعش الكلام واتصرف من دماغه...
_ وليه متقولش انك انت اللي غبي...
صدح هذا الصوت الذي هزّ كيان صلاح ... أنه مالك ظهران الأسد الاكبر للعائلة
_ صلاح بدهشة وخوف:انت؟!... دخلت هنا إزاي؟! ... المكان متلغم بالرجالة بتاعتي !
_ مش قالك انك انت اللي غبي..
اتى الصوت من جهة أخرى ... تباً أنه زين الأسد الهادئ هدوء مقلق ...
_ صلاح: هههههههههه
_ شكلك طلعت غبي وعبيط...
أسد آخر قادم من جهة أخرى، أنه ياسين الأسد المهلك
_ طبعا غبي عشان يقف ويتجرأ على عيلة ظهران... إنه الأسد المجنون حمزة
_ و عبيط عشان مش عارف احنا نقدر نعمل اي أو بيستعبط ... الأسد الجامح عمر
_ ههههههه انتو مش هاتعرفوا تخرجوا من هنا رجالتي ف كل مكان
_ فعلا بس كلهم ع الارض ... وأخيرا الأسد الصغير سيف
_ مالك بهدوء و برود: بس عجبتني المرة دي... الكلاب اللي مسكتها تبعك ماقلتش حاجة ولا ادتنا مكانك ، المرة دي عرفت تسكتهم
_صلاح محاولا التماسك: بس متنكرش اني علمت عليكوا وخاصة انت
_ مالك: قصدك يعني أننا مكناش عارفين مين ؟ وأنك قربت لبيتنا و كمان حاولت تقتل جدي. بس انت غبي. ماتعرفش أو عبيط انك تلعب معانا ...
لحظات ودلف شريف بالقوات :
_ مالك : شريف
_ متقلقش يا أسد كله تحت السيطرة، هايتأدب دا كمان عشان الشغل المشبوه اللي بيشتغل فيه...
صلاح بصياح : سيبوني... مش هاخسر تاني.... انتو لازم تموتوا .... لازم انتو تموتوا زي ابني... اوعاااااا سيبونيييييي...
                    ********
بالفندق المتواجدة به رحمة ذهبوا لكي يطمأنوا عليها :
_ رحمة: ممكن اسألكوا بقا مين اللي عمل كدا وليه ؟
_ زين بهدوء: دا باختصار واحد كان منافس لينا وكان بيحاول ياخد مننا شغل وثفقات كتير لحد في يوم اتعرض ابنه الوحيد لمالك في مكان و اطورت الحكاية لحد ما مالك قتله دفاع عن النفس لأنه طلع السلاح وحاول يصيبه والناس شهدوا بكدا. ومن يومها بيكرهنا و عدونا... سافر بعد الحادثة، خاصة ان آخر ثفقة دخلها ضدنا في مشروع عقاري شركتنا كسبتها وهو فلس و بعدها معرفناش عنه حاجة من ساعة مسافر...
_ بس هو ليه ابنه اتعرض لمالك و ليه كان عايز اصلا يخسركوا دايما ويهدكوا؟!...
_ رد ياسين هذه المرة: طمع يا رحمة... في اليوم دا راح مالك لصلاح مقر شركته وهزأه جامد على اللي بيعمله ضدنا وضربه لما استفزه جامد انتي عارفه مالك  و جنونه وعصبيته . ابنه لما عرف بكدا، عرف ان مالك ف مطعم ، دخل و عيونه كلها شر وابنه غشيم برده اتعرض لمالك وطبعا غبي أنه يروح للدمار بإديه مالك علّم عليه، التاني مستحملش رفع عليه السلاح وانتهت بخروج رصاصة من المسدس في لحظة غضب ومات الواد ف الحال.
_يااه ليه الناس كدا دايما
_ عمر : انتي اللي طيبة يا رحمة
_ زين : بصوا بقا سيبكوا من اللي حصل دا وزمان اهو عدا ... المهم يا رحمة انتي بكرة هاتروحي شقة انا جبتهالك،هاتكوني فيها
_ مالوش لزوم
_ سيف بحدة :ماتنرفزيناش يا رحمة واسمعي الكلام. انتي من عيلتنا ولولا احنا عارفين انك مش هاتقدري تكوني ف البيت ومالك موجود بعد اللي حصل كنا خاليناكي تقعدي ...
_حمزة: وجدي يا جماعة حالته ماتسمعش خبر خروج رحمة م البيت ولا السبب عشان هايضايق و هايتعب...
_ رحمة :ماشي انا موافقة اروح الشقة بس جدي اصلا مش طايق المستشفى و عايز يخرج، وهايعرف...
_ زين : يحلها الحلال بقا لما يخرج ...
                     *******
مرت بعض الأيام ولم يحدث جديد إلى أن اتى يوم فاجأ الكل و صدمهم،مات شاكر ظهران بعد أن عانى من المرض بشدة بآخر ايامه ...

مرّ أسبوع على وفاته والكل كان حزين لوفاة الجد، كان عون لهم دائما حتى لو لم يظهر حنانه دائما.اتى المحامي للقصر وكان الكل موجود عدا رحمة:
_المحامي: شاكر بيه الله يرحمه كان كاتب وصيه. وكمان كان سايب فيديوا تأكيد منه على وصيته الورقيه ليكم... وعشان أفتح الوصيه لازم تكون رحمة هانم موجودة ...  الشرط ان يكون حضرتكم الستة و رحمة هانم اللي هايطّلعوا على الوصيه حتى انا شرط اني اديكوا الفيديو والورقة اللي فيها الوصيه و اسيبكوا و محدش يطلع غيركوا انتو بس...  

انثى في عرين الأسود(مكتملة)Where stories live. Discover now