28

25.2K 903 8
                                    


مضى شهرين بتاعيش الجميع معا بحب و إهتمام متبادل بين الجميع . عمر فهم مشاعره تجاه سما و على أعتاب الاعتراف لها لكن ينتظر التأكد من مشاعرها تجاهه و أيضا زاد حبه لها بعدما قررت أن ترتدي الحجاب... ياسين يزداد تعلّق بشهد وهي أيضا تزداد مشاعرها تجاهه. أما زين فقد نبتت بذرة العشق تجاه هذه المي التي رأي منها العطف و التسامح و الحب ، وهي خوفها منه أصبح شبه منعدم فقد أثبت لها أنه امانها الآن وتدعوا الله أن ينصلح حالها و حاله و تجتمع معه بشكل طبيعي...
   
سطعت شمس يوم جديد بالقصر و بدأت تتغلغل داخل جناح كلا منهم.
يتناولون الإفطار بصمت رهيب فالفتيات غاضبات منهم بشدة... بالأمس كان  يوم اجازتهم و كانوا على وعد بأن يخرجون معا لكن التهوا بالعمل المكثف و تناسوا وعدهم، لذلك فاليوم كل الفتيات غاضبات بشدة و ينظرون لبعضهن و لأزواجهن بغيظ دفين. ولكن الشباب لم يهتموا كثيرا و فضّلوا الصمت لكي يذهبوا للعمل بسلام...
بعد أن ذهب الشباب للعمل  تجلس الفتيات بصمت  إلى أن ضاق زرعا بنسمة و أصبحت لا تستطيع كتم غضبها أكثر من ذلك:
_ نسمة بغيظ: لأ بقا ماهو انا جبت أخري و مش هاقدر اسكت و اخبي اكتر من كدا وهما ولا على بالهم
_ ندى بحزن: يعني هانعمل ايه يا نسمة بس
_ شهد بضيق: انا مخنوقة اوي من امبارح و اللي ضايقني اكتر أن ولا على بالهم
_ نسمة : يعني ايه ؟ هانسكتلهم كدا؟! مش هانعمل رد فعل لبرودهم و لا مبالاتهم دي؟
_ مي : ماهو لو اتكلمنا، هانبقى بالنسبة ليهم تافهين مش هايفهموا ان الخروجة دي مهمة بالنسبة لينا
_ سما بحزن: عندك حق و هايقولوا مش مسئولين ولا فاهمين طبيعة شغلهم...
_نسمة بغيظ: انا متغاظة اوي...
وأخيرا تحدثت الهادئة ، همت رحمة بالوقوف و تحدثت و هي تتجه للمطبخ :
_ النهاردة الأكل عدس ، و مافيش لا عصاير ولا حلو ولا اي حاجة و حتى مش هانروح نشتري مستلزمات البيت النهاردة. حد يجي يساعدني منكو و روحوا حضروا الجنينة و طلعوا الشاشة الكبيرة، هانتسلى وهانقضيها فرجة على افلام و ناكل كل التسالي اللي في البيت و مش هانخلي اي حاجة غير العدس في المطبخ ... النهاردة هايبقي يوم تسلية لينا و يوم عسكري ليهم ، ماحدش فيكم هايتكلم و لا يفتح حوار طول ما هما هنا و انتي بالذات يا نسمة مش عايزة اسمع صوتك ولا توجيهي كلام لسيف
_ نسمة : رحمة ! تفتكري...
_ قاطعتها رحمة و توقفت  قبل الدلوف للمطبخ: انتوا مش زهقانين ؟ و متضايقين و كمان متغاظين ؟ يبقى هاننبسط و نسيب البيت يضرب يقلب و هاننبسط، أما بالنسبة ليهم فهايكون كيوم شاق على عساكر ، أكل مغصوبين عليه و مافيش حوار و لا استعناء و لا إهتمام و كمان هاننبسط من غيرهم،مش عايزة كلام كتير...
                    ********
بإحدى مستشفيات المحروسة تجلس فتاة يظهر عليها الإرهاق و تحمل بين زراعيها طفل جميل بعمر السنة والنصف تقريبا ، أمام الطبيب:
_ الطبيب بجدية: المرض في مرحلته الاخيرة
_ الفتاة بحزن: ايه؟! مافيش حل يا دكتور؟
_ الطبيب : هو  في حل، بس ضعيف. عملية جراحية بس ماقدرش اوعدك بنجاحها ... الورم في مكان خطير في المخ
_ الفتاة و قد نزلت دموعها: يارب... ابنى اسيبه لمين ؟
_ الطبيب باشفاق على حالها والطفل: مالكيش حد يتكفل بيه ؟
لم تجب و بكت فقط...
                    *********
بالمساء عاد الشباب من العمل و اندهشوا...فالفتيات تجلس بالحديقة الداخلية للقصر و تشاهدن افلام و يضحكن و يأكلن مالذ و طاب و بجانبهم أكياس و قمامة من باقايا التسالي والطعام  و لا يهتمون بوجودهم :
_ بادر حمزة بالاقتراب منهم، قائلا بدهشة: ايه دا؟!
_ تحدثت نسمة في ظل صمت الأخريات: اوعى كدا يا حمزة عايزة اشوف الحتة دي حلوة
_ عاد حمزة ادراجه لا يعرف ماذا يحدث، وقال لياسين: هو في إيه؟
_ياسين و هو ينظر عليهن: مش عارف انا اول ما جيت لقيتهم كدا، روحت اقعد معاهم ،قالولي قوم دي قعدة ستات ،حاولت اتكلم مع شهد قالتلي الفيلم حلو و مش عايزة اتلخم ،اتنرفزت و قومت و بردوا ماحدش فيهم اتحرك و لا حتى بص عليا
_ عمر : دول مقضينها ، انا دخلت جوة  لقيت البيت و الدنيا جوة  تضرب تقلب
_ سيف: يا نصيبة ليكون معملوش أكل بردوا ! انا جعان اوي
كل هذا و مالك و زين ينظرون بصمت ، إلى أن حسموا أمرهم بالذهاب اليهينّ، تحمسوا الشباب و ساروا خلفهم:
_ زين بهدوء: ممكن تبطلوا اللي انتو فيه دا؟
_ ردت شهد : في إيه ؟
_ أجاب مالك و عيونه على رحمة: الاستهتار دا... احنا هنا من بدري وانتو ولا على بالكوا . وبعدين ايه المزبلة اللي انتو عاملينها دي؟
_ نسمة: احنا بنتسلى، هو حرام نتسلى؟!
_أجاب سيف: لما تسيبوا البيت يضرب يقلب و تقعدوا بالمنظر دا و كمان بتتعاملوا بلا مبالاة بالطريقة دي يبقى ما ينفعش
_ شهد: يعني ايه؟
_ عمر موجه نظره لسما : يعني تبطلوا القرف دا و تقوموا توكلونا و تشوفوا البيت اللي سايبينه دا
نظروا لبعضهم بصمت حسمت رحمة الأمر بوقوفوها بهدوء ،فقاموا هنّ أيضا :
_ رحمة بهدوء: حاضر عشر دقايق و الأكل يكون ع السفرة احنا طبعا مش هانسيبكوا من غير أكل...
                     **********
على طاولة الطعام يجلسون منتظرين ان يأتوا بالطعام، و انصدموا من ما يوضع على الطاولة :
_ حمزة بصدمة: ايه دا ؟!
_ ندى بهدوء مصطنع: دا عدس ماشوفتش عدس قبل كدا؟
_ حمزة بضيق: لأ شوفته بس انتو عاملينه ليه مين قالكوا تعملوه؟
_ نسمة ببراءة مصطنعة: اهو تغيير
_ سيف بحدة : روحي هاتيلي حاجة تانية غير القرف دا
_ أجابت رحمة بهدوء: حرام ، نعمة ربنا مش قرف يا سيف ، أحمد ربنا على نعمته لاتزول
_ ابتسم مالك ابتسامة خفية على دهاء زوجته فهو يفهم ما يحدث و عجبه ذكاء زوجته، فهي جديرة بأن تكون زوجته، ثم تحدث : خلاص بلا كلام كتير ،نعمة ربنا و هانكولها
_زين: قصدك هانحاول، ماحدش فينا بياكل عدس و بصل و الكلام دا
_ وجه كلامه للفتيات: انتو واقفين ليه؟ ماتكلوا انتو كمان!
_ سما : احنا اكلنا الحمد لله ،كلوا انتو بالهنا والشفا
_ عمر : نعم ! كلتوا ايه دا ؟ ماتكلوا العدس اللي انتو عايزينه
_ حمزة : لحظة واحدة... انا شوفت ف بواقي الأكل إللي انتو واكلينه برة فراخ و أكل تاني دا غير الفاكهة و التسالي و العصير
_ نسمة لايغاظتهم: أيوة احنا طول النهار بناكل لحمة و فراخ و كل حاجة لحد ما فضلش حاجة
_سيف بحدة: تاكلوا كل حاجة ف البيت و تعملولنا عدس؟ ايه التهريج دا؟ طب ماخرجتوش ليه تشتروا بدل اللي اكلتوه؟
_ مي: نسينا ، اندمجنا مع الأفلام و السهاري مع بعض لحد مانسينا
_ عمر بضيق: لأ بقا كدا كتير ...
                     ********
بجناح زين دلفت مي و معها عصير و طبق كبير بالفواكه و قدمته لزين:
_ مي : خد كل دول عشان سكرك و ماتتعبش، عشان تلاقيك اجهدت نفسك في الشغل و ما اكلتش تحت
_ ابتسم على اهتمامها : عملتوا كدا ليه يا مي؟ قوليلي من غير لف و دوران
_ عشان انتو ضايقتوانا ولا همكوا،ماخرجتوناش زي ما وعدتونا و كمان حتى ماحولتوش تبرروا
_ تقوموا تعملوا كدا  عشان مجرد خروجة ؟
_ الخروجة دي كانت مهمة بالنسبة لينا احنا مش بنخرج ولا بنعمل حاجة و كنا مستنين طول الأسبوع على وعدكوا لينا، لكن انتوا ولا انتو هنا...
                     ********
بمضجع عمر:
_ انا على آخر الزمن مش عارف أكل و اتعاقب؟ ماشي أما وريتك انتي و هما... لأ وكمان اجي اطلب أكل من برة رحمة تكلمني ببرود و تقعد تقولي حرام و بتاع و ما ينفعش الأكل دا و تمسكنا من ادينا اللي بتوجعنا و مانعرفش نعترض و تاخلينا ناكل بالعافية!! ... 
                   ********
بجناح مالك تجلس تشاهد المطر بهدوء، اتجه إليها :
_ يتخاف منك
_ مانت فاهم اهو
_ بس كان رد فعل غريب و يضايق و عديته...
_ مانت ضايقتني ، انا عارفة انك فاهم من امبارح و عاملت كأنك ناسي
_ بس دي تفاهة يا رحمة ، لما تعملوا كدا  عشان حضراتكوا زعلانين من حاجة تافهة و مش مقدرين تعبنا ف الشغل، حاجة مش بنحبها و كمان حتى مش بنطيق ريحتها و أكلنا عشان انتي داخلتي من حتة حرام الأكل دا وعرفتي تلجمي لسانّا بردودك  و تسيبوا الدنيا خراب كدا
_ التفاهة بالنسبة ليك كانت حاجة مهمة بالنسبة ليّا و ليهم، كل واحدة كانت بتتمنى تقضي يوم مختلف مع جوزها تغير الروتين المميت دا تشوف حاجة جديدة ، تعمل حاجة غير الأكل و التنضيف، وزودتوا الموضوع بلا مبالاتكوا و عدم اهتمامكوا و كأننا ولا حاجة، وخاصة انت عشان عارف و فاكر و طنشت ، فقررت نتسلى ف البيت بقا
_ ياااه كل دا؟!
_ ايوة
_ خلاص هاعديها المرة دي مع انك عارفة اني ممكن يكون رد فعلي مختلف لاني كنت متضايق...
_ معلش بقا... بس تاني مرة ماتبتسمش من تحت لتحت كدا...
ابتسموا الاثنين فكلاهما يفهم الآخر بامتياز...
                 *********
باليوم التالي يتناولون الإفطار بالحديقة اتفقوا ان كلا الشباب و البنات اخطأوا و تصافوا واتفقوا على قضاء الإجازة يومين باحد المنتجعات،فرحت الفتيات بشدة.و فجأة دلفت ما لم يكن متوقع ابدا... فتاة تحمل طفل ، انصدم عمر و وقف بصدمة:
_ ريم؟!...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)Where stories live. Discover now