قلب مزهر (2)

71 4 0
                                    

لحقت بها بينما كانت تسارع في خطواتها ثم وصلنا الى حديقة يحرسها جنود كالذين رافقوني  يحيطون بها من كل الجوانب ، نوقفت الملكة لبرهة ثم استدارت الي وابتسمت  وقالت " شششت حاولي ان تكوني هادئة قدر المستطاع " وضعت يدها على الباب فتفرقت الاغصان ، دخلنا اول ما استقبلته حواسي رائحة الاطفال الشبيهة بالكراميل والكعك بقيت اتجول هنا وهناك مندهشة اطفال مولودون من الازهار ، سمعت همس الملكة تناديني بابتسامة عريضة ولطيفة، ذهبت اليها فوجتها تمسك بين يديها شيء ثم استدارت الي بهدوء فاذا بها طفلة بحجم كفيها بل اقل تتحرك لتجد الوضعية المناسبة لترتاح فيها وعندما وجددتها كانت قد تمددت على ظهرها ويديها مسترخيتان اضحكني شكلها لانها كانت نائمة بالوضعية التي اعتدت النوم بها ..ركزت في وجهها كانت تشع نورا وملمسها كان يبدو ناعما جدا وتلك الخدان الورديتان والفم الصغير والعينين ذات الرموش الشقراء الطويلة قالت الملكة وهي تهمس هؤلاء الاطفال كلهن اناث تلد كلما اكتمل القمر طفلتان ، يكبرن هنا في الحديقة الى ان يصرن قادرات على الجري واللعب " ثم تثائبت وتمددت و فتحت عينيها ونظرت الى الملكة وابتسمت لها ، ثم ظمتها سيدتها الى جبينها ووضعت الصغيرة يدها كانها كانت تبادلها العناق، انهمرت دموعي فجاة، كان المنظر مؤثرا نوعا ما بالنسبة كوني لم احضى بهذا النوع من الحضن من امي، ظلت كذلك لمدة دقيقة تقريبا ثم اعادتها الى وردتها وقالت " اليس جميلا ان تكوني اما؟ رغم قلقك وسهرك وتعبك الى انك تنسين كل شيء في اللحظة التي يعانقك فيها صغيرك لانه يحبك ويثق بك" زادت دموعي تساقطا وغزارة ثم رفعت راسي ومسحت دموعي وقالت "الام حين تحب ابنائها قد تتحول الى شخص سيء مع الجميع فقط لتحميهم "ونظرت الي بنظرات ثقة ممزوجة بالم ، ثم قامت وقالت " هيا الان دعيني اريكي باقي المملكة قلت " سيدتي ؟.." اجابت "اممم" نطق صوت من مكان ما " هل انت ايضا وردة؟ " نظرت الي بتعجب ..صمت للحظة ثم احمر وجهي وقلت  "لست انا اقسم لك "  ابتسمت وامسكت يدي وقالت" لنخرج من هنا اولا "  وقبل خروجنا لفت انتباهها شيئا ما ركزت جيدا ثم وجلت وقالت وصوت مرتعب "مستحيل!!!" وركضت بسرعة الى احدى الازهار ثم لحقت بها فاذا بتلك الزهرة قد ذبلت اقتربت اكثر فوجدتها تحمل احدى الاجنة ارتجف قلبي لمنظرها وبمجرد ما وضعت يدها عليها صارت رمادا قالت الملكة بخوف " لماذا اطفالي ..." اهتزت الارض بقوة ثم انتبهت انه هناك بعض الازهار قد تخللها بعض الذبول ، لم احتمل رؤية الملكة تفقد صغيرتها بتلك الطريقة فقلت "جلالتك... لا اقصد التدخل في شؤون المملكة لكن ، هل يمكنك ان تحكي لي ماالذي يحصل لها ولك؟" وقفت وقالت تعالي .." خرجنا من الحديقة وعدنا الى طاولة ثم باشرة بالحديث قائلة" منذ حوالي سنتين ، التقى ملوك هذه الارض في وليمة فيها ذهبنا لنهنئ ملك وملكة الرياح على اول امير لهما ، ومن الملوك الذين حضروا الوليمة انا وملك النبلاء وملك الجليد وملك الوحوش ، قدمت لهما كهدية للمولود بذور كل ما اتم سنة تزهر بذرة وكل بمفاجاتها اما ملك النبلاء فاهداه سيفا براقا محفور عليه اسمه وملك الجليد وساما من جليد لايذوب مهما طال الزمن ، انتهينا من تقديم الهدايا للرضيع ، لكننا لم نتوقع اي شيئا من ملك الوحوش فرائحته النتنة تكفي بتبيين حضوره الخير المرغوب به، قال ملك الجليد "الن تقدم هديتك للامير ؟" ملات ضحكت ملك الوحوش القاعة وقال "اتيت لارى زوجتي وحسب "تسأل الجميع عن هذه الزوجة المسكينة فرد ملك الرياح "ومن صاحبة السعد ؟" نظر الي ملك الوحوش بابتسامة متوحشة " تلك الزهرة المضيئة" صدم الجميع لما قاله وتعالت الأسئلة في قاعة ونظروا اليه باحتقار فقال ملك الجليد " لسانك اقذر من شكلك" رد الوحش" ان كنت بهذه القذارة لما لا تحاول تنظيفي بجليدك ههههههههههههههه" بدات الامور تسوء والجو صار مشحونا والرضيع بدا البكاء لم يعد الجو مريحا وبدات اتوتر حتى وضع ملك النبلاء يده فوق يداي وشدهما و همس لي " لا تقلقي مملكتك تعتمد على راحتك " استعدت هدوئي ثم ابتسمت اليه فقال " هاانت ذي "وابتسم قام الملوك من اماكنهم عائدين الى مماليكهم ودعنا الملك و الملكة واثناء خروجنا بالتناوب انحنى لي ملك النبلاء وقال " اراك في وقت قريب سيدتي" فرددت له قائلة " في القريب العاجل " لمحت ملك الوحوش كان ينظر الينا ثم احنيت راسي اليه وركبت عربتي ، وبعد اللقاء بعدة ايام اتى ملك النبلاء لزيارتي تجولنا في مملكتي ولعبنا حتى اللعب ثم جلسنا لنستظل تحت شجرة و قال " ماذا ستفعلين اذا علم ملك الوحوش اننا سنتزوج ؟" فرددت" انا اخشى ان يؤذيك عندها " فقال لي لا تقلقي لن يحدث شيء خطير ستسير الامور على مايرام "، ودعته وهو عائد مع حراسه وفي تلك الليلة وانا استعد للنوم اتت احدى وصيفاتي متهجمة واخبرتني ان مملكة النبلاء ستواجه مملكة الوحوش في معركة  في الغد  فسالتها عن السبب فقالت انه قد سمع بامر زواجنا فاراد ان يمحو مملكة النبلاء من الوجود وفي اليوم التالي بدات المعركة سمعت ان جنود ملك النبلاء قد قتل نصفهم فارسلت جنودي ليدعموهم قاوموا معهم وحاول جنودي حماية الملك لاجلي لكن عنف الوحوش كان اقوى من دروعهم فقتلوا الجنود ووصلوا الى الملك... وهو اسير عندها الان ..وملك الوحوش يهددني ان لم اقبل الزواج منه فانه سيدمر مملكتي ويقتل ملك النبلاء ...انا الان احاول حماية مملكتي و جنودي وبناتي منه املة ان يعود الي..."  قالت الخنفساء وهي تغطس الكعك في الشاي "مؤثر حقا ، ماذا تخططين بعد ذلك؟" التفتنا اليها ثم قفزت من مكاني وامسكتها وخباتها خلفي اعذريني جلالتك انها خنفساء غبية وجدتها لا تؤخذيها رجاء " قالت " هل يمكنني رؤيتها؟" فتحت دياي فقالت" استعمليني جلالتك ولن تندني صدقيني" ضحكت الملكة وقالت" هل هذا ما اتيت بها من عالمك؟؟....

حين يصبح الحلم حقيقة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن