كَ الأُمِ

18 3 0
                                    

-"إنها جميلة مثلك تماما"
-"هل تحب إحداهن" ردت أمه بنظرات ضاحكة..
أجاب في توتر "لا يوجد في النساء أجمل منك يا أمي.. أنا أقصد مصر"
-"نعم إنها جميلة.. ولكن لما شبهتها بي؟"
-"إنها دافئة مثلك تمام وحنونة أيضا ومعطاءة.. تقسو في بعض الأحيان ولكن حبا.. وقسوتها مقبولة لأني ملكها.. لها الحق في مثلك تماما.. إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا"
-" اممممم إنها قصة حب جميلة "
ابتسم لأمه ثم عاد إلى  النظر من الشرفة متأملا في شوارعها من جديد..وأخذ يتحدث في ذهنه.." أنت تعطيني الكثير ولكن هل أستحق هذا؟.. هل سأرده يوما؟ "
ولكنه تعب من كثرة تساؤلاته وغاص في نوم عميق..
ولكن مثلما قال.. هل نستحق هذا العطاء؟..
فكرت كثيرا مثله ولكن اخرج من هذا النطاق وادخل في آخر.. هل سنجد فرصتنا هنا؟.. هل سنعيش حياة كريمه؟... هل هل هل هل هل....
"لما يهتم معظم الناس بتناول الخبز؟ فقط البعض يفهمون معنى الديمقراطية
اننا دائما ما نفكر في الأخذ ولا نفكر في العطاء او المشاركه.. ودائما ما نلجأ لحلول مزيفة كالهجرة وغيرها
أتهجر مصر؟..
كيف نهجر أمنا.. كيف نترك هذه الشجرة الطيبة التي لا تنمو إلا في أرض التضحيات.. كيف لنا ألا نضحى..
شعرت بجشعي كثيرا ولازت افكر في الأخذ..
وأيضا أشعر بالغيرة من هذا وذا.. كيف أصبحت بهذا التقدم؟ هل سأصبح مثلك يوما ما؟..
نستطيع س أن نوقف هذا الجشع ونفكر في بلدنا قليلا.. أنا أسطيع لا بل نحن نستطيع..لست وحدي من عليه التضحية بل نحن لن أستيطع بمفردي
مصر ارجو العذر ان خانني تفكيري وأرجو العفو، فما أنا إلا شابا أراد أن يفكر في مستقبله.. ولم أكن اعرف أن للمستقبل عطرا وهو انتى يا مصر..
أستيقظ يا صغيري انتهي وقت التساؤلات نحن حتما نستطيع.."
أستيقط مبتسما من هذا الصوت الذي حدثه في غفوته على صوت أمه تناديه ليأكل

 Garden of words Where stories live. Discover now