كَمَان 🎻

15 3 0
                                    

كان في بداية الشتاء في مكان بعيد لا أعرف فيه شيئاً ذهبت لإنهاء هذا البؤس والرحيل بسلام دون أن يمنعني أحد، هناك حيث كنت أتحدث مع الشاطئ وموجاته المتدافعة و أتساءل هل إذا كان هذا القرار صائباً، وبطريقة ما تمنيت أن يمر أحد من هنا ويخبرني أنه لا بأس بالبقاء ولكن لا أحد فقد قصدت هذا المكان لذلك السبب، يمكنني نسيان كل شيء إلا ذلك الشعور، كنت خائفاً ولأول مرة على الرغم من أنها ليست مرتي الأولى ربما لأنني كنت أعلم أن هناك من سيمسك بيدي ويخبرني بأن كل شيء سيصبح بخير ، حتى سمعت تلك الألحان من شخص ما يجلس بعيداً لا أستطيع تناسي جمالها شعرت بأنها تواسيني أخبرتني بأن أتراجع وبالفعل تراجعت آملت ألا تنتهي تمنيت وبشدة ألا يذهب وبالفعل كلما أنتهى بدأ مرة أخرى هل ربما يسمعني؟، استمر في العزف حتى حل الظلام و ازداد خوفي.. هل أنتهى؟ هل سيذهب؟ بدأ بالتحرك قليلاً حتى توقف ولوح لي من بعيد ذهبت إليه وتركت ورائي ذلك الشاطئ وصيحات موجاته التي تستمر بدعوتي إليها سرت بجوار ذلك الرجل استمر في النظر لي بابتسامة دافئة من حين لآخر تساءلت ما هذه الألفة المبتاغة التي أشعر بها.. هل لديه أبناء؟ و شعرت بالراحة فقد تركت ذلك المكان المظلم، ربما لم أهتم إالى أين يأخذني الأهم أنني ابتعدت عن ذلك الشاطئ..
وصلنا إلى مكان ما حيث طلب مني أن أنتظره قليلا وترك آلته معي وذهب، أسعدتني رؤية البشر لم أدرك هذا من قبل شعرت بالراحة ولكنه تأخر أنتظرت أكثر ولكن لم أكن مستاءً من انتظار هذا الشخص الذي لا أعرفه أحبتت هذا المكان وهؤلاء من يمرحون هنا وهناك وهذه الأصوات الحية، ولكن أجبرني فضولي على استكشاف هذا الكمان ورغبتي في سماع هذه الألحان قادتني إلى ذلك، ولكن وجدت ورقة لم أكن لأفتحها ولكن كُتب عليها "إلى فتى الشاطئ"
"آسف على عدم إخباري هذا لك وجهاً لوجه، ولكن لما كل ذلك الحزن في عينيك، بني ما زلت صغيراً لقد رأيتك أمس في نفس المكان لا أدري ماذا كنت تفعل ولكن لم أستطع تركك راقبتك من بعيد إالى أن رأيتك تذهب ولكنك عدت اليوم لم أستطع مواساتك وأيضاً لم أستطع تركك رأيت في انحناءة رأسك وحدتي وما مررت به من قبل فبدأت بالعزف لألفت انتباهك لأخبرك أن هناك شخص هنا، شعرت بالراحة حين رأيتك تشعر بتحسن فكلما انتهيت أبدأ من جديد لم أرد التوقف،وأرى قلقك الآن حين توقفت عن العزف لأكتب لك هذه لا تقلق سأعزف لك حتى يحل الظلام... أريد أن أخبرك بشيء ربما عليك إفراغ ما في قلبك من حزن يجب على المرء أن ينسى كل ما هو مؤلم لأنه سيزيد ما في القلب من جروح، وهذه الجروح يجب التخلص منها وأظنك أيضا لا تريد تذكر ما مضى ها نحن ذا فقط أنسَ كل شيء هناك بدايات جديدة أينما ذهبنا عليّ القول أن ربيع قلبك قد آن وأظنك لا تهوى الشتاء...
لا تذهب إلى ذلك الشاطئ مجدداً، وإذا ذهبت لا تذهب وحيداً خذ هذا الكمان معك إنه صديق جيد
لم أسأل عن اسمك سأسلك لاحقا ولكن عندما أقابل وجهك الآخر الذي يبتسم..لا أدري ألديك واحداً؟ "
-واو ما كل هذا أظنني سألت أين تعلمت هذا العزف الجميل فقط
=وهذه إجابتي

 Garden of words Where stories live. Discover now