رَادِيو مِينِي (2)

6 3 0
                                    

ها هو الليل عاد من جديد وها أنا ذا عدت من جديد..أعلم أعلم لقد اشتقتم إليّ وأنا أيضاً ... هل كان يوماً شاقاً؟ .. حسناً إذاً فلنأخذ قسطاً من الراحة ونطلق العنان لخيالنا ونذهب في رحلتنا المعتادة... رحلة اليوم ستكون في أعماق أعماق الغابة... فلنبدأ
كان هناك صديقان يعيشان داخل الغابة شبّا سوياً تحت ظلال هذه الأشجار...لم يكن لهم أي أحد ولكنهم كانا كالعائلة لبعضهما.. كانا كالغطاء الدافيء لإحداهما الآخر في ليالي الشتاء الباردة التي لطالما كرهاها..مرّ الكثير منذ أن تقابلا.. أصبح كلٌ منهما يعرف الآخر جيداً...أطفال ملتزقة في الأرض ثم شابين ذوا قوام يافع لقد مر الكثير بالفعل،
وفي ليلة من ليالي الشتاء القاسية نشب شجار بين الصديقين كان يحدث عادةً ولكن هذه المرة تغلب عليهم الكبرياء رفض كل منهما الإعتذار وها هي هذه اللحظة حين قرر أحدهم أن يغادر  ولكن أين ولمن؟ كيف سيعيش الآخر بدونه
كان من الممكن إصلاح الأمر ولكن كل منهما كان يرفض الاعتذار اولاً على الرغم من شعورهم بالحزن والخوف من الوحدة الذي تملك قلبيِّ الصديقين، ولكن لم يتنازل أحد وهكذا أُغلق الستار وأنتهت الحكاية مثل ذرات الغبار الصغيرة التي تناثرت في الهواء
كم اشتاق كل منهما إلى الآخر وكم كان الوقت قاسياً على كلاهما كم تمنا العودة بالزمن وألا يفترقا.. كل الفصول أصبحت شتاءً مظلماً حتى هذا الصيف المشرق، قلب كليهما أصبح يتباطأ  مع الوقت كهذه الثلوج المتناثرة كم أرادا وضع نهاية لهذا الشتاء فكم من الزمن يتوجب عليهما رؤية المطر ينهمر؟ .. كم أرادا الوصول إلى أيام الربيع، كم رددا "اشتقت إليك.. صديقي"
وهكذا أعزائي الندم لن ينفع ..أحياناً يكون الندم لايجدي ولا فائدة منه، كما أن الإنسان يقسى على نفسه عندما  يتملكه الندم فيغلق أذنيه عن كلام عقله ويفتح مع قلبه نقاش حول ما حدث ..وها هما ذا لم يتبقَ لهم غير هذه الذكريات ،وبعض الذكريات ألم ..والبعض الآخر ندم
فهل يمكننا التنازل قليلاً لكي لا نندم؟ ربما مرّت على الكثيرين هذه اللحظات حين نلوم أنفسنا وهذه اللحظات حين نتمنى الرجوع بالزمن، فلما لا نصلح الأمر الآن لا زالت هناك فرصة فلنسرع قبل أن يُغلق الستار كمان أُغلق على هذين الصديقين.. هذه الكلمة "آسف" لن تَحطّ من شأنك بل سترفعه وسترفع  من قيمتك لدي الطرف الآخر فلنتنازل قليلاً أحبائي ليبقى الود حاضراً بيننا
والآن يؤسفني القول أن عليّ الذهاب ولكني سأعود من جديد مع مغامرات وقصص عديدة انتظروني
لقد عملتم بجدٍ اليوم، أحبكم أكثر من الحب
طاب مساؤكم ♡
Radio miny

 Garden of words Where stories live. Discover now