فتى بشعر أسود

10.8K 570 53
                                    



(Part2)





نزلت للطابق السفلي تجذني الرائحة اللذيذة لأومليت الارز الخاص بأخي، انه حقا طباخ ماهر اظن انها الخصلة الايجابيه الوحيده فيه

ألقيت التحيه على اخي و قد نسيت ما حدث هذا الصباح، أول بالأصح تناسيت لكي لا نزعج أبي بعراكنا، جلست بجانب أبي بهدوء ليرفع رأسه و يتفحصني بنظراته ثم ابتسم لي تلك الابتسامه الباهته المعهودة، ابي يظن ان هيئتي هكذا بسببه، بادلته الابتسامه و كان على وشك قول شي ما لولا تلك الضربة القويه على الطاولة التي جعلت الاطباق تهتز و تصدر اصواتا مزعجه، ليلتفت كلينا لأخي أولي الذي يبدو غاضبا بشده

فهمت ما سيقول لاحقا، سيعيد السيناريو الذي لطالما سمعته صباح كل سنه دراسيه جديده رمقته بملل، قال بصراخ:"سامانثاماخطب مظهرك الصبياني هذا؟؟، وافقت انا و ابي على قص شعرك و تغيير لونه، و ان تلبسي عدسات لاصقه ايضا، و لكنك تبالغين حقا!!!".

توقف ليأخذ نفس و صدره ينخفض و يعلو، نظراته الغاضبه تحرقني، اخذت رشفه من القهوه الفورية أمامي و قلت ببرود"هل انتهيت من صراخك؟؟؟"، فتح عيناه بذهول و كانه استوعب ما فعل، لقد تصرف عكس طبيعته، عادةً اولي لا يغضب ابدا احيانا يجعلني اتساءل هل هو خُلق لازعاجي و الضحك فقط؟؟

نهض من مكانه بسرعه و جثى على ركبتيه بالقرب من الكرسي الخاص بي، تنهد بقوه و مسح على وجهه ليُهدئ من غضبه قليلا و قال بنبرة لطيفه " اسمعيني حبيبتي آسف على صراخي عليك قبل قليل، و لكنك تتمادين في الامر!!، الى متى ستظلين عالقه في الماضي سام؟؟ عيشي كما انتي ... كفتاة بالغة، حقا اشتقت لأختي الجميلة المتأنقه" انهى جملته الاخيره بنبرة مكسوره

شعرت بغصه في حلقي، قلبي آلمني، لا أريد رؤيه عائلتي هكذا ، لا اريد منهما ان ينطفئا، انا اعيش من اجلهما و لأجلهما يجب ان اكون قويه، كل ما اريده و اتمناه ان يعود بي الزمن تسعة عشر عاما و أولد كفتى، على الاقل لن اواجه ما واجهته (كفتاة!!)، حمحم ابي لنعيره الاهتمام ليقول"حملي الصغير الجميل يجب عليك اكمال فطورك و الذهاب للجامعه، وانت أولي انهض و عد لمكانك و اياك ثم اياك ان تعيد هذا الحديث على مسامعنا مره اخرى، كما قلت سام بالغه و تعي ما تفعل، هيا لنكمل الفطور لقد برد بالفعل"

اكملنا فطورنا بهدوء و كأن شيء لم يحدث ، كنت اشعر بنظرات اخي صوبي بين فنيه و اخرى، توجهت للباب و قبل خروجي اخذت نفس عميق و رفعت رأسي عاليا و أقول بصوت جهوري" سامانثا الصهباء ذهبت ولن تعود انا الآن سام و كفى شددت على آخر كلامي، ثم خرجت لاغلق الباب خلفي بقوه.

لقد قررت منذ سنتين ان أتغير، ان اقص شعري الاحمر الطويل، ان اخفي عيناي ذات اللون الغريب و المييز ان ابدو كفتى كي لا يحدث ما حدث قبل سنتين،صفقت بيدي و اغلقت عيناي بقوه لاصرخ" لتحل اللعنه على كل فتى بشعر اسود"

فتحت عيناي لاجد مجموعه من الاطفال يقفون بجانبي ينتظرون حافلة المدرسه،"إه سحقا لم انتبه لهم قلت لنفسي لاتوجه لهم بباتسامه لطيفه، علي ان اصحح سوء الفهم، لم انتقل الا مؤخرا سيظنون اني مختله عقليا تصرخ في الصباح الباكر

"مرحبا ايها الصغار كيف حالكم؟؟"

مرت لحظات طويله و لم يتحدث منهم احد، ياللهي هل اصابوا بسكته قلبيه من الصدمه، ألهي انا آسفه لم اقصد ذلك، اقترب مني فتى يبدو انه في السابعه من العمر بشعر اسود طويل ليمسك بطرف قميصي و يقول بصوت طفولي خافت " يا عم لقد لعنتني هل سأموت قريبا؟؟، سأتبرع بألعابي للأيتام سامحني ارجوك؟؟"،وبدا بالبكاء بحرقه، تبا سأتاخر في اول يوم لي، نزلت لمستوى طوله و رفعت وجهه لامسح دموعه المنهمره بغزاره " لا صغيري فقط السيئين بشعر اسود سيموتون هل انت سيء مثلهم؟؟بالطبع لا انت بطل تحارب السيئين"

ياللهي ما هذا الذي اقوله لم اعتد التعامل مع اطفال صغار هل سيصدق؟؟، و الحمد للرب لقد صدق هرائي عن الابطال و بدأ بالضحك و التفاخر امام اصدقائه بكونه بطل شجاع، تراجعت بخطى هادئه انسحب نحو جامعتي

انتهى

الجامعه مخبية كثير لحملنا سام(تبتسم بخبث)

كلام أولي؟؟

تصرف ابوها؟؟

ادعموني بتصويت لطفا

كل الحب

صهباءWhere stories live. Discover now