وداعاً،ايتها الصهباء

5.5K 366 22
                                    






(Part9)











أصوات تلاطم الامواج، زقزقة طيور النورس، صوت حركة الستائر، المكان هادئ، جسدي مازال مُخدّر، أريد فتح عيناي و لكن لا استطيع، لا اريد، لا اريد مواجهة ما حدث لي، ربما لم افقد الكثير من الدماء و لكنني فقدت نفسي، كاتي!، فعلت بي كل شي قالت انها لن تفعله لي في هذه الحياة اطلاقا!، حطمتني!، لطالما اعتبرتها صديقتي المفضله، أحببتها أكثر من كل شيء، تشاركنا كل اسرارنا، نولان!!، أعطيته قلبي، احببته، و لكن ماذا فعل؟؟ اخذه و كسره، مزقه لأشلاء، قصتي لم تعد نظيفة، توسخت.!




رفعت جسدي ببطئ، انني في غرفه جديده، المكان فارغ تماما، فقط السرير الذي انا عليه الآن، انها ساعات الفجر الاولى، أزلت الغطاء عني و لملمت ما تبقى من فستاني الممزق حول جسدي المليئ بالكدمات، اردت الخروج من هنا بسرعه، رأسي يؤلمني بشده و لكنني قاومت كل آلامي، استندت على الجدار ابحث عن مخرج ما، القاعه فارغه، آثار الحفلة ما زالت باقيه، وأخيرا وجدت باب خارجي، خرجت منه ليداعب نسيم البحر شعري و يجعله يتطاير في الأرجاء




كانت هيئتي يرثى لها، و لحسن حظي لا يوجد احد هنا، ما زال الناس نيام، مشيت و مشيت اتبع لائحات الشارع، المكان بعيد و لا اعرفه، انا حقاً متعبة، متعبة من كل شيء، متعبه من انسانيتي و طيبتي، هل أصبحت الطيبة لعنه أو عقاب؟؟، هل اصبح جزاء الطيبة و اللطف الألم و الخيانه؟؟؟





وصلت أمام منزلي بعد بحث طويل، علي ان اكون قويه، لا اريد توريط ابي و أخي مع تجار مخدرات، سيؤذوهم، سيقتلونهم، كل شي يمر و ينتهي و يتغير، الغد يوم جديد، خسرت الكثير، ولكن هناك شيئان لا يمكن للانسان ان يخسرهما في حياته، عائلته و كرامته، الانسان يحاول ان يكون مناسباً لكرامته دوما، يُبقي رأسه مرفوعا دائما لاجلها، من اجل نفسه.



دخلت البيت و توجهت لغرفتي مباشرة، وقفت أمام المرآه، شهقت لمظهري المزري، لوني شاحب، وجهي متورم، عيناي مغطاه باللون الازرق، فمي متشقق و و به بقايا دماء، فروة رأسي بها فراغات، بكيت بألم، لم اتمنى البكاء يوماً، و لكن ألم القدر ابكاني، تمنيت ان اعيش بهدوء و بسعادة، ان اعيش كما تريد نفسي.






بعد أن جفّت دموعي توجهت للحمام استحم، فركت جسدي بعنف، ازيل قذارته عن جسدي، لفتت الشاش حول يداي المليئه بجروح القيد، خرجت لأرى ان الشمس قد شرقت و سمعت أصوات في الاسفل، لا بد ان ابي و اخي قد وصلا من الرحلة، أغلقت الستاره و ألقيت جسدي على السرير لأنام بعمق




فتحت عيناي بفزع عندما شعرت بثقل على بطني، ازلت الغطاء عن وجهي لاجد أولي يجلس على بطني يلعب بهاتفه، " ابعد مؤخرتك اللعينه عني!!!! "، لم استطع رفع جسدي فقط صرخت به، وقف لتتوسع عيناه بذهول ليقترب و يجلس بقربي " سام!!!!ما الذي حصل لكِ؟؟؟من فعل هذا بكَ؟؟؟؟مرر يده على وجهي، وضعت ذراعي على عيناي اغطيها كي لا أذرف الدموع، " اتركني أولي، وقعت في الحمام لا اكثر مسك أولي يدي و سحبها نحوه " سام انظري الي!!، لا تظني انني سأصدق هراءك هذا!!، اعترفي من فعل بك هذا؟؟،" بدت نبرته غاضبة و لكنه يحاول تمالك نفسه





صهباءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن