14- حرب

57 10 31
                                    

دفع لوي بوابة قاعة التدريبات وصفق بيداه بقوة جاذباً أنتباه الرجال المُتدربين ضُخام الجثة فحدقوا به بهدوء وتعابير الجمود تحتل ملامحهم حتى ظن زين أنهم هم الغيلان وليس هو لفقدانهم لمشاعرهم ولا يُدرك أن الحراس يتوجب عليهم فقدان كل ذرة مشاعر يملكوها لأنهم يعتبروها نقطة ضعف في وظيفتهم ومَن يملك مشاعر فهو مَنفي ومنبوذ ..

"جميعًا، إن ليام باين بخطر وتم أختطافه مِن تلك المنظمة المدعوة بمنظمة السلام، نحتاج لجمع أسلحتنا وقنابلنا لتفجير هذه المنظمة وأنهائها، نحن بحرب أستعدوا" صاح لوي بجدية فصرخ الرجال بنفسٍ واحد وبصوتٍ جهوري "حسناً سيدي" وشرعوا بالتجهز سريعاً

أصدر زين صوت أعجاب لتحركاتهم ثم نظر إلى لوي الذي ينظر له سلفاً "كيف تموتون؟" فاجأه لوي بسؤاله مما جعله يرمش عدة مرات بعدم أستيعاب حتى أصدر "أوه" متفهمة وحمحم بخفة "ضع قنبلة بفمنا وسنتحول إلى فُتات" أجاب بأعتيادية ليهمهم لوي بتفهم وأخرج قنبلة من جيبه وأسرع بأمساك عنق زين ليشهق الأخير فأستغال لوي هذا ودس القنبلة بفمه "هكذا؟" تسائل بهدوء رافعاً حاجبيه فهز زين رأسه صارخاً بهلع درامي

أبتعد لوي بتفهم فبصق زين القنبلة ونظر له بحدة *كدت تقتلني أيها اللعين" صاح بأنزعاج فرفع لوي كتفيه بلامبالاة وسار مبتعداً عنه يتجاهل صياحه المتذمر وتتبُعه له

--------

جفت دموعها على وجنتيها بعدما توقفت عن الأنسيال وهذا حينما غفت بهدوء وآنات خافتة تخرج من شفتيها مع كل نفسٍ تستنشقه وتزفره بسبب ضربة نايل بمعدتها التي مازالت تؤلمها حتى الآن، دمائها تجلطت على جانب شفاهها وحالتها كانت مُزرية بالفعل وينفطر لها القلب

لا تستحق ذات السابعة عشر من عمرها أن تُعاني كل هذا، وبيومٍ وليلة تتفاجأ ببشاعة البشر وبالأخص والدها، هي تتألم من دواخلها وخارجها، ليتها فقدت حياتها مع والدتها لما عانت بكل هذا ..

------

تراجع هاري سريعاً عن الفراش حينما نهض ليام جالساً ينظر أمامه بتشوش وكأنه ضائعاً يحتاج مَن يُرشده، يشعر بضربات منتظمة بصدره وأنفاسه تخرج بهدوء فرفع يده ببطء يضعها على صدره حيث موضع قلبه يستشعر نبضاته فقطب حاجبيه بتعجب، أيملك قلب حقاً!، أبتسامة خفيفة لاحت علي محياه ليرفع نظره نحو هاري الذي أبتلع ريقه بتوتر شديد خوفاً مِن أن يؤذيه مجدداً

تأمله ليام بهدوء ثم تنهد بخفة "ماذا حدث لي؟" تسائل بخفوت وضياع فتنهد هاري بأهتزاز ودنا منه ببطء "مما سمعت فلقد كنت بحالة غريبة ليام، لقد تشكلت بجسدٍ ضخم وقضيت على مئات الضباط الذين أرادوا قتلك، ثم فقدت وعيك عندما لامستك الياقوتة، والآن بعدما أُمِرت بنزع قوة التجدد من داخلك وفعلت العكس وحقنتك بسائل يُنشط القلب فأصبح يعمل بشكلٍ جيد فأنت ... بشري أعتقد"

الجُندىّ السابق || L.PWhere stories live. Discover now