5- الطابق الثالث

141 12 48
                                    

تنهد بثقل يمر من جانبها بينما يدس يداه بجيبي بنطاله فتبعته سريعاً تسير بمحازاته وشابكت أناملها خلف ظهرها تُناظره بحماس عله يتحدث، زفر بحنق ومرر لسانه على وجنته داخلياً ورمقها بطرف عينيه يراقب حماسها فرضخ للأمر الواقع مقرراً أطلاعها على القليل فقط

*أنا شخصاً هادئ وحريص، كذلك سريع الملاحظة ومنتبهاً للتفاصيل كثيراً، كارهاً للفوضوية وعنيفاً وصارم، نشأت بأسرة بسيطة وأبى كان ذو مكانة مرموقة بالجيش فحَذوت حُذوه ودخلت للجيش كمتدرب ومتعلم في عمر الخامسة عشر حتى ثانويتي ومراحل كُليتي كانت في الجيش، ثم فقدتُ شغفي عندما توفى والدي وغادرت الجيش لأعمل حارساً شخصياً، النهاية* تحدث بملل مُقتضِباً فتوقفت مكانها ترمش عدة مرات بعدم أستيعاب *أهذا كل شئ ؟، أنت تغش* صاحت بأنزعاج متذمرة فتوقف يلتفت لها متنهداً بقلة حيلة *ماذا تريدين أن تعرفى أيضاً ؟* تسائل بضجر رافعاً حاجبه

أبتسمت بأتساع مُكراً وشراً *كل شئ، أين نشأت وكيف كانت أسرتك ؟، هل كانت هناك علاقة عاطفية بحياتك مسبقاً ؟، كيف كانت حياتك بالجيش ؟، علاقتك مع والدك كيف كانت ؟، ألديك أصدقاء ؟، كيف كانت تجربتك بالجيش وهل أحببتها ؟، أحدثت صراعات أثناء تواجدك هناك ؟، ألديك أشقاء أم لا ؟، كل شئ بمعني كل شئ وبالتفصيل* أنهالت عليه بأسئلتها بينما تُعدد على أصابعها وأنهت حديثها تفرق بين ذراعيها ولازالت تُحافظ على تلك الأبتسامة الماكرة

رفع حاجبيه بأستنكار وشرع بفصل المسافة بينهما فأختفت أبتسامتها مُخفضة يديها وراحت عينيها تجول بكل مكان عداه بتوتر، توقف أمامها حيث لا يفصل بينهما سوى أنشاً واحداً وأنحنى ليكون بمستواها هامساً بنبرة عميقة أرسلت رجفة بسائر جسدها *أمنحيني سبباً واحداً منطقياً يجعلني أحشر أنفكِ بحياتي*

تجرعت ريقها بتوتر ونظرت له بتلك العينان البريئة *لأننى أمتلك فضولاً نحوك، كما أننى أخبرتك لن أخبرك شيئاً عن حياتى حتى تخبرني أنت عن حياتك، هذا عادلاً كفاية على ما أظن* بررت بتوتر فاركة كفيها ببعضهما، حدق بها لدقائق بصمت وهمهم بأقتناع يعتدل بوقفته *لا أريد معرفة شيئاً عنكِ إذاً* هتف بجفاء وأستدار يُكمل طريقه حيث الطابق الثالث، صاحت به بينما تتبعه *ولكننا أتفقنا على هدنة وأننى يجب أن أثق بك، كيف يجب أن تكون هناك ثقة دون أن نعرف عن بعضنا شئ*

تسمر بمكانه مُفكراً بحديثها في حين أردفت هى *ألا يجب أن يكون بيننا خيطاً يخلق تلك الثقة ؟، كيف تريد وضع ثقةً لا أساس لها فمن المؤكد أن تسقط مع أول مشكلةً تحدث بيننا، العلاقات لا تنشأ هكذا بتاتاً، يتحتم عليك أخباري عنك كى أستطيع أنا كذلك فى المقابل، لا أن تكون أنانياً ومُنغلقاً فهكذا لن تُحرز تقدماً، كما أنه ليس عدلاً* تسلل حديثها لأعماق قلبه متذكراً الكثير بحياته فألتفت ينظر لها بهدوء *كان هذا أكثر من مُقنعاً* همس بشرود فأبتسمت بأتساع مُدركة حجم ما أنجزته بحديثها

الجُندىّ السابق || L.Pحيث تعيش القصص. اكتشف الآن