8- أتضاح الأمور

91 11 11
                                    

لم اتأخر كما وعدتكم رُغم أن التفاعل مُحبط وبشدة

ولكن ...

قراءة ممتعة 💜

-----------------

أوقف سيارته بأحد الأزقة المهجورة وأستند على عجلة القيادة يحدق بالفراغ بشرود للحظات مُفكرًا بشأن سبب تواجد زين وماذا أفتعل كي يكون مطلوبًا؟، ولماذا راوغ زين في الأجابة؟، كما أنه ترجل من الطوابق العلوية وأتى بذِكر هاري فهل قتله؟، لماذا سيتم أغتياله وقد تم التخلى عنه وتسريحه دون جدال؟، ماذا يحدث؟

تفاقمت التساؤلات بعقله تُصيبه بتشوش حاد حتى أستفاق من كل هذا علي همهمات خافتة صادرة من جانبه فأرجع ظهره يستند علي المقعد وحدق بها بهدوء ينتظر أستيقاظها، وبكل براءة فركت عينيها بقبضتيها بطريقة طفولية وتثائبت وكأنها للتو أستيقظت وليست فاقدة للوعي وراحت عيناها تجول بالأرجاء بخمول وتساؤل عن مكانها

حتى وقعت حدقتيها على ليام فصرخت بهلع وأندفع جسدها نحو الباب تتكور حول نفسها تحتمي منه ظانة أنه قد يؤذيها، عدا أنه تبسم بهدوء ومد يده ببطء يستشعر فزعها وصراخها يشتد بأرتعاد *أبتعد، لا تقترب ولا تلمسني، أتوسل إليك* نواحها تحول مِن مجرد توسلات إلى خناجر أنغرزت بصدره

تألم لنبرتها دون أن يدرى السبب، وكأنه تمنى لو أن هناك شخصًا واحدًا يقبله علي ما هو عليه، وليس مسخًا مُشردًا لا هوية له ولا مكان!، تحولت أبتسامته للحسرة وظل يمد يده بتأنى حتى وضعها على رأسها بهدوء في حين كانت هى تتلوى بمقعدها كمحاولة للفرار عاجزة عن الوصول لمقبض الباب

وبمجرد وضعه لكفه على رأسها سطعت ياقوتةَ خاتمه لتهدأ صرخاتها بالتدريج حتى أنقطعت وأرتخى جسدها رويدًا رويدًا عن الحركة لتَسكُن تمامًا بمضجعها بثبات ويخرج منها لهثات مهتزة فقط *أهدئي، أنا حاميَّكِ ولستُ مؤذيَّكِ فأطمئني، أنسيتي أنني حارسكِ الخاص؟* تحدث بأكثر النبرات هدوءً تتخللها بعضًا مِن الحنان فشعر بأرتخاء جسدها أكثر وسَكُنَت أنفاسها لترفع نظرها له بخوف فلاحظ تلك الدموع اللامعة بعينيها

*ل-لماذا أنت بهذا المظهر؟، ألست فقط جُنديًا؟، ك-كيف أنت هكذا؟، ما أنت؟!* همست بأهتزاز أمتزج ببعض الخوف فتنهد بخفة وأبعد يده عنها *ما قَصَصّته عليكِ سابقًا ما كان سوى كِذبةً، عدا أنني كُنت جُنديًا سابقًا بالفعل، ولكن الأمر أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه* همس بهدوء يحدق بالفراغ أمامه مُسترجعًا جميع ذكرياته الماضية

رمشت عدة مرات بتعجب لحديثه وعفويًا تربعت بجلستها مستعدة لسماع حديثه وشعرت بهالة من الكآبة أحاطت به لتأتيها نغزات بقلبها تأثُرًا بحاله *أخبرني، لن أستطيع الأكمال معك دون أن أفهم ماذا يحدث، فحتى لا أُهاجمك بأنك وحشًا ومسخ، دعني أفهم ما مررت به* تحدثت بأهتزاز ورجاء تحثه على الحديث كي تفهم ما يدور هنا وحتى تتخطى خوفها كذلك

الجُندىّ السابق || L.PWhere stories live. Discover now