10- آسف ...

92 10 9
                                    

*ماذا تعنى أنه هرب؟* صاح ذاك العجوز بحدة ضاربًا سطح مكتبه بقوة غضبًا، رفع زين كتفيه بأعتيادية بينما يحدق بالأخير بجمود *لقد أختفى وكأنه تبخر سيدي، لكنني على مشارف إيجاده، لا تقلق سأحضر لك رأسه بعدما أفصلها عن جسده* تحدث ببرود وثقة مبتسمًا بجانبية.

أرتخى العجوز وسكنت تعابيره الغاضبة لتتحول لهدوء *وكيف ستجده؟، أتدرى أنه خفيف وسريع الأختباء كالحرباء؟، أأنت مغفل لتلك الدرجة رقم عشرة؟* سخر العجوز عاقدًا ذراعيه لصدره فأحتدت عينا زين بحدة وسرعان ما قفز علي المكتب ممسكًا بعنق ذاك العجوز غارزاً مقدمة مخالبه بجلده *حتى وإن كان بجوف الأرض سأحضره، وأحذر نبرتك معي أيها العجوز فلن أتردد لحظة بشق عنقك* هسهس بحدة وأنفعال

أبتلع الآخير ريقه بجزع وهز رأسه بتفهم عدة مرات متآوهًا بألم فتركه زين وقفز عائدًا للوقوف بمكانه ثم أنحنى بأحترام وكأنه لم يفعل شيئًا *أستمحيك عذرًا سأذهب لأتمم مُهمتي، وفى تلك الأثناء فلتحاول إرجاع ذلك المخبول لعقله لحين عودتي فإن لم يُضاعف قوتي أكثر لن تحيا على هذه الأرض مجددًا* أردف بجمود مع أبتسامة واسعة مخبولة فأومأ العجوز بأنصياع خوفًا من قدرة زين على القتل دون تفكير

خرج زين من مكتبه وصعد علي سطح البناية ليبدأ في القفز على أسطح البنايات بكل سلاسة ركضًا وعيناه تنظر بالآفاق بحثًا عن فريسته راغبًا بإيجاده بأسرع وقت

في حين جلس العجوز على مقعده واضعًا يده على عنقه مبتلعًا ريقه بصعوبة لاعنًا نفسه على اليوم الذى فكر به بأنشاء ذلك المشروع، فقد أصبحت الغيلان تتطور يومًا بعد يوم حتى أصبحوا على وشك أن يملكوا شخصية مستقلة بهم، وهذا معناه أنهم لم يعودوا عبيدًا ... بل آلات قتل متحركة

...........

يسير ذهابًا وأيابًا ببهو القصر ضاربًا قبضته بكفه فى أنتظار حضور نايل، أختفت أبنته مع حارسها وكذلك المخترع المخبول، وهذا ليس جيدًا أبداً، لم يشأ ان تصل الأمور لكل هذا بل رغب بقتل قطعة الخردة والتخلص منها بعدما أكتشف ما قد يصبح عليه ليام إن أستمر على قيد الحياة

خطوات مسرعة تقترب منه صدحت صوتها بالبهو جعلته يستفق من شروده ونظر نحو مصدرها ليجد نايل بتعابير قلقة يقف أمامه *ما الأمر أبي؟، ما الذى حدث؟، أين چودي والحارس الخاص؟، ومن فعل هذا بحق اللعنة؟* صاح بأنفعال وقلق فوضع توماس يده على كتفه *أهدأ نايل، هى بخير ربما وحارسها معها، آلات التصوير أظهرت أن هناك أقتحامًا حدث لعصابةٍ ما وليام قد أنقذها وأخذها بعيدًا، الحرس يبحثون عنهم الآن*

توسعت عينا نايل بفزع وقرع قلبه طبول قلقه على شقيقته ليصرخ بقلق *وأين هما الآن؟، واللعنة لماذا لم يأتي هذا الحارس اللعين بأختي لنا بعدما أنقذها؟* تنهد توماس بقوة فاركًا جبينه بقلة حيلة *لا أعلم، كل ما أعلمه أنهما بخير حتى الآن، سنجدهما بالتأكيد* تحدث بهدوء فتعجب نايل لهدوئه الشديد بوضعٍ مثل هذا

الجُندىّ السابق || L.PWhere stories live. Discover now