9- لا توجد صُدف

83 10 22
                                    

غير مراجع

..................

ساد الصمت بينهما حينما أدركا ما حدث منذ عِقد، ليام غاص بأفكاره حيث تلك الصرخة التى أستمع لها وقت أستيقاظه وعجز عن تفسيرها في ذلك الوقت، وچودي تصنمت مكانها تتذكر كل شِبرًا من تلك الذكرى ...

الأمر كان مؤلمًا لها بشدة ولكن الأكثر إيلامًا أنها تجلس قرب من أفقدها عامين من عمرها، تود لو تُعاتبه لكنها تدرك أن لا ذنب له، هو فقط خرج من تجربة كانت نسبة فشلها محتومة إلا أن المعجزة حدثت، في حين كان هو يتسائل هل صٌنعه كان يستحق كل هذا العناء؟، لازال يتسائل ما سبب قتال البشر؟

ما تلك القوة التى تجعلهم يقتلون بعضهم البعض دون تردد أو ذرة ندم فقط لأجل شيئاً مادي!، ليام عاشر البشر كثيرًا وللآن يعجز عن فِهمهم، لماذا يؤذون بعضهم البعض والأمر لا يستحق ألبتة!

أهذه ماهية البشر حقًا أم أن هناك ما أفقدهم أنسانيتهم؟

تجرع ريقه بخفة وشعر بوجوب الأعتذار لها على شيئًا لم يقصده فألتفت لها كي يتحدث لكنه صُعق من انهمار دموعها بشدة لدرجة إغراق وجهها، نغزة خفيفة داهمت صدره جعلت أنفاسه تهتز فدنا منها بهدوء وأمسك يدها بلطف يسحبها منها ليحتضنها بقوة

وكأنها كانت إشارة لچودى كي تنفجر في البكاء بكثرة، بكت كما لو أنها لم تبكي طوال حياتها، تشبثت بكنزته بقبضتيها بقوة وتعالت شهقاتها وودت لو تصرخ، لكنها عجزت عن هذا فأكتفت بإخراج شهقاتًا عالية بشدة، ظل ليام محتضنًا جسدها بلطف يتركها تبكي كما تشاء حتى تكتفي وعيناه تحدق بالفراغ ببرود، لم تتأثر ذرة داخله من بكائها ونحيبها، ولكن مع ذلك يشعر بأعماق دواخله بشيئًا تمنى لو يُخفيها عن الجميع كي لا تتأذى مجددًا

لم يعد يفهم نفسه حقًا!

مرت لحظات بقيا بها على نفس الوضع حتى هدأت شهقاتها تمامًا وأنقطعت دموعها لتبتعد عنه بصمت تمسح بقايا دموعها بخشونة ولبثت تحدق أمامها بشرود وجمود، فأتخذها ليام إشارة ليقود مبتعدًا عن هذا المكان ليذهب بهما حيث مكانًا آمنًا تمامًا تفاديًا لشر زين وكي يفكر مَليًّا بكيف سيُخرج چودي من هذا الأمر بأمان دون أن تتأذى

في الناحية الأخرى ...

عبرت سيارة رئيس الوزراء مع موُّكبه من بوابة القصر الرئيسية ليُوقف السائق السيارة بصدمة لتلك الجثث الملقاة هنا وهناك، تعجب توماس لتوقفه المفاجئ وهم لازالوا على عتبة البوابة فأنزل جريدته وتوجه بنظره نحوه *ما الأمر جونيور؟، لماذا توقفت؟* تسائل بتعجب فرفع المعنىِّ سبابته بأرتجاف يُشير أمامه

الجُندىّ السابق || L.Pحيث تعيش القصص. اكتشف الآن