11- خطر ليام

77 12 107
                                    

طالعته بدهشة لحديثه وتألم قلبها كثيرًا حينما ألتمست بعيناه الحزن، هو لا ذنب له بكل ما يحدث، لقد كان كطفلًا صغيرًا أستغله الكبار بوحشيه وعليه أن يحتمل نتيجة أفعاله التى لم يقصدها، أخفضت رأسها تداعب أناملها وقضمت شفتها السفلية بقهر لترفع رأسها له وسارت نحوه تعانقه دون تردد

شعرت أنه بحاجة لهذا العناق أكثر من حاجتها له، أن تعش حياتك مُلَقَبًا بالوحش والمسخ وتُجبر على تحمل هذا حتى كدت تصدق أن هذه حقيقتك حقًا لهو أمرًا أكثر بشاعة من أن تقتل نفسًا بريئة، قررت البدأ معه من جديد، أن تجعله جيدًا ليس وحشًا، قررت دون تردد أن تعامله كبشري، رغم أن هذا قد يجعله أكثر شرًا

أرتجف جسده حينما شعر بعناقها، للمرة الأولى يشعر بهذا الدفئ، أهذا ما يشعر به البشر حينما يعانقون بعضهم البعض؟، الشعور رائع بالنسبة له ولا يريد تركه، ولكن لا حق له بالمطالبة به أبدًا، تحديدًا منها

*لابأس، الجميع يُخطئ ليام، رُغم أن خطأك شنيع وبشدة، لكنك لم تكن تقصده وأنا أثق بهذا، أتعلم ؟، لم أكن أُطيقك حينما رأيتك للمرة الأولى، لكنني الآن أدرك أنك الوحيد الجدير بثقتي، فلا تُخيب ظني* همست بلطف بينما تربت على ظهره ثم أبتعدت تنظر له بلطف مع أبتسامة خفيفة، حديثها كان دافئاً كعناقها مما أشعره بخفقة بصدره جعلته يتسمر مكانه بدهشة، خفقة!

وضع يده على صدره يتحسسه لعله أخطأ الشعور بداخله وسرعان ما قطب حاجبيه حينما لم يجد شئ، لا شئ ينبض بالداخل فمن أين جائت هذه الخفقة؟، تعجبت لتصرفاته فتأملته بأستغراب *ما الأمر ليام ؟* تسائلت بهدوء فرمش عدة مرات ثم رفع نظره لها ومد يده عفوياً يضعها على صدرها لتشهق بتفاجئ صافعة يده متراجعة للخلف قليلًا بينما تضع ذراعيها بطريقة عكسية علي صدرها

*م-ما الذي تفعله بحقك؟* نهرته بصرامة فأخفض يده عابساً بخفة وعاد لوضع يده على صدره *أ-أنا آسف، لكنني شعرت بخفقة، أهكذا يخفق القلب ؟* تسائل كما الطفل الصغير التائه، تغمره مشاعر غريبة يدرك تماماً أنها ليست بموضعها، أستمع عن القلب كثيرًا رآه أكثر عندما قتل وأقتلعه من أجساد الأعداء، لكنه مُتيقن أنه لا يملك واحدًا، فمن أين له بهذه الخفقة!

مالت برأسها بتعجب وهزت رأسها تُجيب على سؤاله *أجل، الخفقات تأتي من القلب!، مهلًا ليام أقلت أنك شعرت بخفقة؟* دُهشت لمجرد تخيل الأمر لتزداد دهشتها حينما هز رأسه بالأيجاب، عجبًا عجبًا ما الذي يحدث هنا!

كادت تتحدث حينما دنت منه ولكنه سريعًا حملها وقفز للوراء لينهار سقف المنزل بذلك المكان الذى كانت تقف به فينتشر الدخان بالأرجاء جاعلًا منها تسعل بأنزعاج على أثره، ومن بين الدخان ظهر زين بمظهره الغولي

الجُندىّ السابق || L.PWhere stories live. Discover now