البارت 15 🤎
في المساء، و وبعد ان عادت داريا من التسوق رفقة ايدا توجهت تلقائيا الى البيت مع ايلام و هي تحمل ايدا بين ذراعيها و هي نائمة
ايلام تهمس:انها تنام بشكل جميل جدا
داريا بابتسامة و هي تضعها في سريرها:ليرزقك الله ايضا
ايلام و هي تمسح على بطنها المنتفخ فهي اصبحت بالشهر السادس:ان شالله...اذا انا لاذهب
داريا بعبوس:الى اين تعلي لنشرب شيئا
ايلام بابتسامة:دعينا نفعل في وقت لاحق ،كما انني وعدت فتحي
داريا:تمام ، انتبهي لنفسك ، ثم عانقتا بعضهما البعض ثم انصرفت ايلام الى بيتها
°بعد ساعتين°
عاد يافوز الى المنزل و قد وجد داريا بانتظاره و التعب ظاهروعلى وجهها
يافوز باستغراب:داريا؟الم تنامي حتى الان
داريا بابتسامة:كنت بانتظارك
يافوز:لماذا؟
داريا تتوتر:شي...لانك تأخرت قلقت من ان يكون قد حصل معك خطب ما
يافوز بمزاح:قلقتي علي يعني
داريا بضحك:دعنا لانقول ذلك تماما ، بالنهاية نحن متزوجان و ابنتي تحت حمايتك طبعا ساقلق
يافوز بدون وعي:بالنهاية لدينا ماضي يجمعنا...داريا
داريا:افندم؟
يافوز:اريد ان اسألك سؤال و لا اعرف ما ان كان بمحله
داريا باتسامة تطمئنه:اسأل
يافوز:الازلتي تكنين تجاهي اي مشاعر
داريا باستغراب من فتحه هذا الموضوع و جرأته:من اين خرج هذا الان؟
يافوز:جاء من داخلي
داريا تصمت و هي متوترة لا تعرل مالذي تجيبه به
يافوز بحزن:تمام ، انا اخذت جوابي...بالمناسبة آسف لاني فتحت معك هذا الموضوع...اعرف مدى حساسيته بالنسبة لك ...هو كذلك بالنسبة لي ايضا ،لاتعتبريني قلت شيء فقد هذيت من التعب
داريا و هي تنظر لعينيه و الدموع على حافة جفونها و تقول بنبرة ثقة بها رجفة:لا ، لم يعد كذلك
يافوز:كيف؟
داريا:لم يعد الموضوع حساسا بالنسبة لي ، احيانا يصل الانسان الى مرحلة يصبح لايحس فيها بشيء ، يعيش فقط من اجل من هم حوله ،هذه هي انا ،تألمت لدرجة ... اصبحت كل مخاوفي و نقاط ضعفي تعادل صفرا امام ما مررت به ، لدي حلم واحد،لا اعرف ان كان سيتحقق ام لا حتى ، اريد ان ارى ابنتي في منصب كبير مستقبلا ، ان تحقق حلمها ، ان تنعم بحياة جميلة تعوضها عن ما تعيشه و هي في المهد تتألم و لاتعرف حتى مامعني مصطلح الالم ، اريد ان اوثق اكبر عدد من المشاهد و الذكريات معها و ان اكون بجانبها لا اكثر ، انا تركت كل هذا على جنب تركت امور الحب و الغرام و الصداقات المزيفة ، كل ما يهمني الى حد الان ابنتي و نقطة
تأثر يافوز من كلامها الذي يبدو و كانه نابع من القلب مما جعله يتشوش ، تعيش امرا ، تقول امامه امرا و لكن ما تكبته في حنجرتها و قلبها مختلف تماما عن الاثنين
،و السؤال الذي لطالما دار بذهنه هل حقا هي تعيش كل هذا ام انها ممثلة بارعة نجحت في جعل الجميع يكسبها و يشفق على حالتها ، و ان كان هذا حقيقيا مالذي مرت به ليكسر كيانها و يحولها من داريا الصامدة القاسية ذات القلب القوي الى داريا الحزينة المكسورة التي لا تلوم احد على توبيخها. افراغ غضبه بها و كانها اقترفت ذنبا عظيما و تعزم على انها تستحق كل عقاب ليغفر
يافوز:و لكن الموضوع لازال حساسا بالنسبة لي, الهذا اردتي ان تتزوجيني من جديد؟ لكي اتعذب اكثر؟
داريا :لا ، ليس كذلك و لكنني فكرت في انك الشخص الوحيد القادر على حماية ايدا
يافوز بقهر:لما انا؟لما؟ لما يجب ان اكون انا؟
تكتفي داريا بالصمت و دموعها تنزل لا اراديا
يافوز:اتمنى ان اعرف السبب في اقرب وقت يا داريا، ثم ذهب الى غرفته تاركا اياها واقفة في الممر ، لما الكذب؟و هي تنقهر لرؤيته هكذا اكان هذا الكلام الذي قالته قبل قليل كونها تخلت عن حبه صحيحا ام لا ، ذلك غير واضح ان كان صحيحا ام كذبا و المالسبب الذي يدعوها لتكذب كذبة كهذه و لكن على امل انه سيتضح مع مرور الايام بالتاكيد اما كونها لاتقلق عليه او تندم لانها اوصلته لهذه الحالة ذلك واضح وضوح الشمس من نظراتها له التي تعبر عن مدى كونه شخصا مهما بالنسبة لها ،عن اشتياقها لذكرياتهم لولا الفاجعة التي فرقتهم و التي قد تكون الخيانة او شيئا اخر غير معروف ،مسحت دموعها و ذهبت لغرفتها تحاول النوم دون الاهتمام لما تفكر به
°في الصباح°
استيقظت جميلتها على صوت الهاتف يرن فالتقطته بفزع و اذ بها سيريناي
داريا بنفسها:ماذا حصل لهذه المجنونة تتصل بي باكرا ، ثم ردت قائلة:خيرا في هذا الوقت
سيريناي :ما به الوقت ، ااا ام انك لازلتي نائمة ايتها الكسولة
داريا بالاصل مالذي ايقظك انتي بهذا الوقت
سيريناي:لا سلام و لا كلام تهجم و تصرخ منذ الصباح ، يا ابنتي قولي على الاقل صباح الخير لنحس باننا بشر قليلا
داريا بضحك:حمقاء فعلا
سيريناي:هل ستستمرين هكذا ام اغلق في وجهك
داريا:صباح الخير لاكثر انسانة غبية في العالم
سيريناي بثقة:لن اخذ على خاطري منك ، على كل حال اريد ان نلتقي في الحديقة المجاورة للمصرف اريد ان نتكلم في موضوع ما
داريا:تمام امهليني نصف ساعة اكون هناك
سيريناي:لا عليك ،ساسبقك و اطلب لنا قهوة
داريا :امان لا تطلبي لا اثق كثيرا بذوقك بالقهوة
سيريناي بسخرية :هيهي و انا اخذت الموافقة منك انني اخبرك لا اخذ الاذن منك يا غبية
داريا بغضب:هييي سير...اغلقت الحمقاء السافلة ... شيء في داخلي يقول اذهبي لربما الموضوع مهم و شيء اخر يقول لاتركها تنتظر الحقيرة حتى تتعلم كيف تتكلم معي 😑
يأتي يافوز الى غرفتها لسماعه صراخها و غضبها:ما لذي يحصل هنا؟هل انتي بخير
داريا:و الله كنت بخير يا سيدي الى حد ما حتى اتصلت بي صديقتك الهمجية و عكرت مزاجي😤
يافوز بضحك:ايلام مي؟
داريا:وانت تبين ان لديك الكثير من الصديقات البنات 😒
يافوز بتفاخر:طبعا ، و هل تترك الفتيات ياقة رجل وسيم مثلي 😌
داريا :قل هذا امام فتحي لارى مدى جرأتك
يافوز:فتحي اخي و صديقي يفهم جيدا بهذه الامور ليس مثل البعض يفهم كل شيء بشكل عكسي
داريا بغضب:لم ينقصني سوى انت😒..على كل حال ساترك ايدا معك بقليل من الوقت اعتني بها جيدا و لا تنسى ان
في الحديقة______
وصلت داريا الى الحديقة فوجدت سيريناي جالسة على احد الكراسي في الحديقة واضعة قدم على قدم فوق الطاولة و تحتسي القهوة
داريا:فعلا همجية
سيريناي:صباح الخير لاحلى صديقة
داريا:الم تطلبي لي القهوة
سيريناي باستفزاز:اوووبببسس لقد نسيت ، الم كتوني قد اخبرتني انك لاتريدين شرب القهوة على حسابي
داريا:كنت قد قلت ذلك و لكني ظننتك اذكى
سيريناي:اذهبي و اطلبي لنفسك ما شأني بك انا؟الله الله
داريا:ساذهب و لكن طريقة جلوسك هذه لاتوحي باننا سنتكلم في موضوع مهم
سيريناي:ليس موضوعا مهما كثيرا
داريا بصدنة:ماذا؟اذا لما تنادينني في مثل هذا الوقت المبكر
سيريناي:اردت التحدث قليلا مع صديقتي الحبيبة الا يمكن
داريا:🤦🏻🤦🏻🤦🏻🤦🏻🤦🏻
سيريناي تخرج البهوة التي طلبتها لداريا من تحت الطاولة:تفضلي لقد طلبتها لك
داريا بسخرية:ساول يااا😒
سيريناي:اجلسي اجلسي
تنظر داريا اليها قليلا ثم تجلس و تبقياتن تحتسيان القهوة دون قول شيء حتى فجأة تحس داريا باختناق و تسارع في دقات قلبها و الم شديد في صدرها فتضع يدها على صدرها محاولة التقاط نفس بينما سيريناي مرعوبة مما يحصل
سيريناي بهلع:داريا هل انتي بخير ماذا حصل لك؟
بينما التفت الزبائن و المارة الى تلك التي تتنفس بصعوبة حتى ركض نحوها نادل المطعم الذي بالحديقة نفسها و بيده كأس ماء ناوله لسيريناي لتساعدها على شربه لعلها تتحسن قليلا ، شربت داريا كأس الماء و بدأت تهدأ قليلا
سيريناي بخوف:لقد اخفتني عليك كثيرا يا داريا ، هل نذهب للمستشفى يا ترى
قاطعتها داريا بسرعة:لااا..لا يمكن ان نذهب الى المستشفى
سيريناي بقلق:مالذي تقولينه حالتك هذه لا تسمح لك بالوقوف حتى
داريا بعتاب:سيريناي حقا لا داعي لهذا ابدا انني بخير
سيريناي:اكنت تشتكين شيئا ما من قبل
داريا:لا،ظن الامر طبيعيا
سيريناي:تمام و لكن ان حصل مرة اخرى لن ادعك تبقين دقيقة واحدة هنا
داريا و هي تغمز لها:شش..ام انك خفتي علي
سيريناي بتهرب:اخاف طبعا و لما لا اخاف بالنهاية انا انسانة لا فضائية
داريا بضحك:واضح واضح
سيريناي بغضب:هيييي ام انك تقصدين انني فضائية
داريا بقهقة:برأيك
تضربها سيريناي بخفة فتتصنع داريا الام
سيريناي بخوف:نولدو هل عاد الالم من جديد
تنفجر داريا ضحكا:و الله انك تخافين حقا
تضربها سيريناي من جديد:غبية حمقاء😡
داريا:على كل حال دعينا لا نبقى هنا اكثر اريد ان نذهب لمكان هادئ و تفصحين عن موضوعك بعدها ما رأيك
سيريناي:هل يناسبك بيتي؟
داريا:تمام
عند يافوز في المنزل_________
ذهب الى غرفة ايدا و بات يتأملها و هي نائمة حتى فتحت عيناها و هي تفركها بيديها الصغرتين بخمول بينما هو مبتسم لذلك المنظر البريء و ما ان لاحظت ايدا وجوده حتى اطلقت ضحكة و قهقهة بريئة تبدي مدى فرحها بوجوده
يافوز بابتسامة شقت وجهه:صباح الخير ايتها الاميرة الصغيرة
مد يافوز يديها له كالعادة و قابلته هي بمد يديها طالبة حمله لها ،و ما ان عملها حتى احست نفسها تحلق في السماء فاخذت تضحك معبرة عن فرحتها ، بعد مرور بضعة دقائق
يافوز:اسمعيني جيدا ، امك ذهبت لمقابلة خالتك سيريناي و طلبت مني ان ابدأ يومي معك لذا آمل ان تكوني عاقلة و لا تشدين شعري لانني رتبته للتو
تبتسم ايدا و هي تسمع كلامه
يافوز:والان سنذهب للمطبخ لنخضر الافطار ، هل انتي جاهزة؟..حسنا و يحملها يافوز في حضنه و يضعها على سطح المطبخ(مدري شسمو بالعربي بس هاد اللي بالمطبخ يحضرو فوقو الاكل 😁💔)و كان بجانبها كرتون الحليب الذي قد اخرجه يافوز من الثلاجة للتو و كان مفتوحا فما ان دفعته قصد اللعب به حتى انتهى به المطاف في الارض و كل الحليب فيه قد انسكب
يافوز بدهشة:ايداا!!ماذا فعلتي سامحك الله!!
قابلته ايدا بابتسامة بريئة جعلته يمف عن لومها لصغر سنها فماكان بيده الا ان ينظف الحليب الذي سكبته ، فوضعها في كرسيها ليتجنب حدوث مشكلة اخرى وواصل تحضير الفطور و الغريب انه حين وضع فنجان القهوة امامه حتى بدٱت تصيح بلهفة تريده ان يناولها القهوة ، وهاهي تفاجئه مثل كل مرة بتصرفاتها حتى انه قضى وقتا طويلا و هو يحاول اقناعها ان القهوة مضرة بصحتها و لكن هيهات فهي بعناد امها و لا تستسلم حتى يحصل ما تريده
فاراد يافوز خداعها لكي تكف عن طلب القهوة فناولها ملعقة صغيرة من القهوة كان قد ملئها من فنجانه و كانت مرة لا حبة سكر فيها و سادة ايضا فما ان اطعمها اياها حتى بدأت البكاء معلنة ان الذوق لم يعجبها حتى اخذها في احضانه يضحك و يعتذر منها:اعتذر يا صغيرتي و لكن كان علي فعل ذلك لقد اجبرتني بعنادك هذا
حتى هدأت بعد لحظات و اكملو فطورهم ثم اخذها يافوز معه الى الثكنة
عند داريا و سيريناي_____
داريا:اييي لما ناديتني
سيريناي:شعرت بالملل و اردت ان اتبادل معك الهموم ... كيف حالك
داريا:كما ترين...اننا نعيش و لله الحمد
سيريناي:هل بدأت ايدا تمشي يا ترى
داريا بابتسامة:لا لازلت صغيرة كثيرا على المشي
سيريناي بتردد قليلا:بيكي...كيف هي علاقتك انت و يافوز ،كيف يتعامل معك
داريا بابتسامة حزينة:نحاول ان نتفهم بعضنا البعض و نتعامل معا بجفاء فقط من اجل ايدا
سيريناي:تلك معاملاتك له انت يا داريا جفاء و برود و رسميات الى غير ذلك ، اسألك عنه هو الا تستطيعين ان تري نظرات الحب بعينيه
داريا:و مالفائدة ان كان هناك..انا دفنت تلك المشاعر بقلبي منذ زمن طويل
سيريناي:لماذا ، الا تريدين ان تعطيه فرصة
داريا بضحكة تهمكية:انا من اخطأ بحقه و انا من كان يجب ان اتقدم لاطلب منه فرصة
سيريناي:اييي ماذا تنتظرين
داريا:لم اعد اريد ان اخوض مثل هذه التجارب...تعبت...سئمت ، لم اعد اريد اي شيء غير ان اربي و اكبر ابنتي ،لا اريد علاقات معقدة و حزن و بكاء
سيريناي بتردد:يغيت...الازلتي تحبينه
داريا:اجل هو ابو ابنتي طبعا ساحبه
سيريناي:مالشيء الذي عند يغيت و ليس عند يافوز لتمنحيه كل هذا الحب
اجل، و هذا ماقاله لها يافوز ايضا في تلك الليلة ، مالذي يملكه يغيت و لا يملكه هو ، لابد من جواب لهذا السؤال، يافوز لم يخطئ بحقها ابدا لم يخطأ بشيء و لم يقترف ذنبا تجاهها سوى انه احبها و بشدة ،اهذه هي مكافأتها له ، الخيانة؟؟ هل اذا عاد الزمن كانت لتفعل نفس الشيء ام انها نادمة؟لا يبدو هذا ابدا ، و لكن لما هي مستاءة هكذا و كانها تريد الموت؟هل رغم أنها لا تحبه الا ان خيانتها له تؤلمها و تنهش كيانها
داريا بدموع:ارجوكي سيريناي لاتعبثي في تلك الجهة ، ليس لي حال اتكلم في الموضوع اريد نسيان كل شيء و المضي قدما و لكن هذا الشي لا يتركني ، ان لم تفتحي هذا الموضوع مرة اخرى سافرح كثيرا
سيريناي بحزن على حالتها و هي تربت على ظهرها:تمام 😔
عند الايفيت_________
كان فتحي جالسا في الصالة يقرأ كتابا اما ايلام كانت في المطبخ تحضر الغداء حتى احست بمغص فصرخت الما:فتحيييييي
قام فتحي من مكانه بهلع و اتجه نحوها و الفزع يعتريه :ماذا حصل يا حبيبتي
ايلام:اظن انه يأتي
فتحي بخوف :ولكن اليس مبكرا يا روحي
ايلام ببكاء:لا اعرف لا اعرف لا اريد ان افقدها ايضا لن يحدث هذه المرة اطلاقا
فتحي بحزم:تمام اهدأي يا وردتي سنذهب الى المستشفى ، ثم حملها نسرعا بها الى السيارة ووجهته المستشفى ، وصلا الى المستشفى و فحصوها و كان فتحي في الخارج ينتظرها ،بعد مدة خرجت الطبيبة المسؤولة عن حالة ايلام
فتحي بتوتر و خوف:دكتور هانم ماذا حصل لزوجتي
الطبيبة....القفلة❤️
