❤️‍🩹وصلنا لنهاية الطريق ❤️‍🩹

214 0 0
                                    

البارت 33 و الاخير🤎
لسان حال يافوز:لكل بداية نهاية ، وكلنا سنموت في يوم ما ، و هنا تنتهي قصتي و تنتهي معها حياتي ، أحزنتم لأنني سأموت؟ انا ايضا حزنت ، ولكن ليس كثيرا لدرجة ان اتراجع عن ما سأقوم به ، صحيح انني حزين على ابنتي التي سأتركها من دون اب ، حزين على ابني الذي اما سيموت او سيولد يتيما ، حزين على زوجتي التي اخشى ان لا تتحمل الخبر او يحصل لها شيء ، ولكن مع ذلك واثق انها ستكون قوية ، رغم انني حزين لأن هذا ما سيحصل بعد موتي ، لا انني سعيد في نفس الوقت ، ضميري مرتاح للغاية لأنني استطعت ان اقدم ولو القليل من اجل حياة حبيبتي و ابني ، كما انني لست نادما ابدا لأنني ساموت و ادفن بدون قلب ، لأنني تركت قلبي بامانة اجمل امرأة بالعالم ، قلبي بعد الآن بصدر حبيبتي و زوجتي ، و بفضله قد ينجو ابني ،اعرف انها ستعتني بقلبي جيدا ، اردت كثيرا ان اودعها لآخر مرة و اقبل ابنتي قبل ذهابي و اشم رائحة ابني لأنه لم يسبق و عشت تلك اللحظة كما تعلمون ،و لكن احيانا لا يحصل كل شيء كما نريد ، عائلتي الصغيرة ، اصدقائي و زملائي في السلاح ، اخوتي و من اعتبرتهم عائلتي الكبيرة ، اعتنوا ببعضكم جيدا ، لا تحزنوا لفراقي لانني ساكون بمكان اكثر راحة من هذا ، و لكن في نفس الوقت لا تنسوني ، تذكروني دائما ، عيشوا كما لو انني بينكم ، هذا كل ما اريده ، ايدا ، ابنتي ، اعرف انني لن اكون باغلب اجمل اللحظات بحياتك انتي و اخاك الذي لا اعرف ان كان سيعيش ام لا حتى ، و لكن ثقي بأنني بجانبكم دائما ، لأنني احيى في قلبك الصافي و الجميل ذاك ، لا اعرف اي من امك و اخاك سينجو من العملية و لكن اريد ان اقول اعتني بهما جيدا ، و اذا كانت امك من ستعيش فلا تحزنيها و ان كان اخاك فلا تشعريه باليتم يا صغيرتي ، يا حبي الوحيد ، يا ملاكي الضحية ، داريا ، حبيبتي ، يؤسفني ماسمعته من لسانك و الذي جرى طوال مدة فراقنا و يؤلمني انني لم اكن بجلنبك و قتها و لم نتخطاه معا و لكن ارجو ان يكون ما اقدمه الآن نافع للموقف الذي نحن به ، اعرف انه ليس كاف مقابل تلك الآلام و لكن هذا ما استطعت تقديمه ، اعتني باولادنا جيدا ، و بنفسك ايضا ،  احبكم جميعا من كل قلبي ، سامحوني بحقكم جميعا ،
دخل كل من داريا و يافوز العملية معا دون علم احد بماقام به يافوز ، كل ما يعرفونه هو انهم وجدوا متبرعا و يافوز قد ذهب لمكان ما لانهاء عمل طارئ قد حصل و اضطر للذهاب
اغلق يافوز عينيه فوق تلك الطاولة يفكر في مصير ابنته التي ستبقى من دون اب...بعد مدة يحقنونه بالمخدر بينما فعلو المثل مع داريا ، بدأو العمليتين في آن واحد تماما كما قالو ، شقو صدره و بدأو باخراج قلبه من مكانه بعد ان فصلوه عن جسده ووضعوه بجسد داريا ، في نفس الوقت ولد ذلك الصغير ، و لكنه مع الاسف و كما خال والده ولد يتيما ، يتيم للاب و الأُم ، كما حدث تماما مع اخته التي اخذت تبكي في الخارج و تستودع خالقها ان لا يحصل شيء لامها و لا خبر لها بان المتبرع هو ابوها ، مات يافوز منذ زمان فلا قلب بجسده يضخ الدم لاعضائه و لا الروح لازالت به فقط فاضت لبارئها منذ وقت ، كما انه حصل كما قال الطبيب ، نجى فقط الصغير ذاك اما داريا فلم تتحمل العمليتين معا ، قامو بعمل مساج قلب لها و لكن مع الاسف ،فقد فاضت روحها لبارئها وتوقف قلبها عن العمل لعدم تحمله العملية ، خرج الطبيب من غرفة العمليات فرآهم جميعا و كانت ايدا مع سيريناي في الرواق الآخر لءا لا علم لها لا بأن امها دخلت العملية و لا بأن امها ماتت قبل قليل ، ولكنها قررت التحول في المستشفى فرافقت سيريناي على ذلك
ايلام و هي تركض نحو الطبيب:دكتور بي نولدو؟!
الطبيب و هو يشيري برأسه بعلامة الاسف:مع الاسف ، حصل ما توقعناه
ايلام بصدمة:ن..نسيل ،
نازلي:م..مالذي حصل مالذي توقعتموه ماااهوووو
الطبيب:لقد قمنا بعملية نقل القلب و عملية الولادة في آن واحد و الناجي الوحيد من العملية هو الطفل
صعق ذلك الكلام تلك الصغيرة التي لم تأبه ان تصدق 
الجميع بصدمة:ننييي
نازلي بهستيرية:هاايرر اولماز ياااا
ايلام و هي تقترب من الطبيب و تقول بهدوء:اي طفل ياهذا لما لينجو الطفل لما لا تنجو الام لماذا اخبرني لماذاااا
الطبيب:مع الاسف لقد خسرناها لم تستطع التحمل ، بسلامة رأسكم
ثم خرجت الممرضة من غرفة العمليات معها ذلك الطفل
الممرضة:ايكم هو والده؟
الطبيب:لا داعي لتسألي يا جيمري فوالد الطفل هو المتبرع
ينصدم كل من الممرضة و البقية
فتحي بصدمة:هل تعي ما تقوله انت
ايلام:ههاايرر اولماز يا اولماز
الطبيب:لم يرد السيد اعلامكم لكي لا تعترضوه و اراد الدخول للعملية دون الافصاح عن هويته ،
يصعق الجميع بالخبر و خصوصا تلك الصغيرة التي بدأت تذرف الدموع دون قول شيء و تتذكر كل لحظاتها مع عائلتها الصغيرة
ازال ذلك الطبيب القفازات من يديه و ذهب تاركا اياهم في حالة انهيار
خرجت ايدا من مكان اختبائها و قال بصوت صارخ كادت احبالها الصوتية تتقطع من قوته:هاااااايييرررررررر هما لم يذهباااااا لم يتركاااننيييييي ماما وعدتني و بابا ايضا هما لم يتركااااننييييييي
تتوجه اليها ايلام و تحضنها و هي تذرف الدموع:حسنا يا عزيزتي اهدأي اهدأي
تبعدها ايدا من صدرها بعنف و تقول:لن ابتعد.، ماما و بابا بخير ، لم يموتا لم يتركاني هما وعداني ، لاااا. ، ثم تدفع كل من بعترض طريقها بعنف حتى تدخل غرفة العمليات و ترى كلاهما فتذهب الى امها و تعانقها و هي تبكي
ايدا ببكاء:ماما ، ماما هيا استقيظي كفاك مزاحا لقد سئمت حقا هيا استيقظي ارجوكي ياماما انظري ، لقد جاء اخي و يريد ان ترضعيه ليكبر و يضبح مثلي ارجوكي يا ماما ، ثم تذهب الى والدها الذي ايضا كان مستلقيا
ايدا ببكاء:على الاقل لا تفعل انت يابابا ، لقد وعدتني ان نعيش كلنا معا بسعادة ، انت...انا ماما..و اخي ، استيقظ ارجوك ، حتى لو كنت تريد اخافتي كالعادة و دغدغتي لن اقول لك توقف المهم ان تستيقظ ارجوك يابابا ارجووكك ، ثم تقف بينهما و هي تنظر لهما تارة لهذا و اخرى لهذه ثم تقول بصراخ:يااا لما الجميع يتركنيي ، لماذا لا احد يرد علي ثم تعود الى امها تحاول ايقاظها حتى نامت على صدرها ... مكانها المفضل و للابد ، و الذي لن يكون موجود بعد الآن
كان الاطباء على وشك الدخول لاخذ الميتين الى المشرحة ولكن ايلام اوقفت رئيسهم بوضع يدها على كتفه مشيرة له بعدم الدخول فاستجاب لطلبها و قرر الابتعاد حتى نامت ايدا على صدر امها و هي متشبثة بزيها بقوة و دموعها منسابة على وجنتيها و انفها و عينيها حمراء من شدة البكاء ، و ما ان رآها احد الممرضين قد نامت اقترب ليأخذ جثة يافوز و يخرجها من غرفة العمليات لتراه تلك الصغيرة بعينيها الذابلة فتصرخ بصوت مدوي من حنجرتها الصغيرة التي تكاد تتمزق من الصراخ المستمر و البكاء و النحيب:لااا تقترررببببب اياااااككك انه باباااا ، ثم ؤكضت نحوه بهمجية تبعد يديه عن جثة والدها بعنف ثم عانقت ذراعه الذي سقط من على السرير و اكملت بكائها ، بعد ان تأكدت من ان جميعهم ذهبو بقيت فقط ايلام نادت اليها و قالت بصوت خافت و هي تحاول جر سرير والدها بكل قوتها لتقربه من سرير امها:هلا ساعدتني؟
تقهر ايلام و تحزن على حالتها و لكنها لم تىد ان تضغط عليها فقط ارادت ان تسايرها لترى مالذي ستفعله تساعدها في تحريك السرير حتى التصق بسرير داريا ثم صعدت على السرير و نامت وسطهما و هي تنظر للفراغ بينما اعتصر قلب ايلام الما للمنظر و ادركت مدى تعلقها بهما ، مر الوقت و تأكدت من انها نامت بعمق فحملتها بين يديها و اخذتها من الغرفة بينما اخذ الممرضون كلا الجثتين الى الثلاجة ، كان الجميع في حالة انهيار مما حصل ، فقد خسرا انسانان من اعز من لديهما ، فجأة ، فو لحظة غير متوقعة، و في نفس الوقت ،
يخرج فتحي من غرفة الصغير و هو يحمله بين يديه ليقترب الجميع لرؤيته
سيريناي بدموع و هي تبتسم بحسرة:انه...يشبه والده كثيرا
ايلام بحسرة:يالحظ هذا التعيس الصغير .. لم يستطع ان يرى امه او ان يحظى بقلبة واحدو منها ، بثوان قليلة في حضنها ، بقطرة واحدو من حليبها
نازلي بحزن:لم يحظى حتى باسم من اختيار والده و لا حضن واحد حتى
تتنهد ايلام بحسرة:ايدا كانت متحمسة كثيرا لرؤيته ... لكن الآن لا تريد رؤية احد و لا ينتابها الفضول و لو قليلا لرؤية وجه اخيها بعد الذي حصل
فتحي:بعد الآن هي و اخاها هذا بامانتي ... اي بامانتنا يا ايلام ، هذا ما قاله قائدي
ايلام:حقا؟؟ متى حكيت معه
*فلاش باك*
بعد ان خرج يافوز من غرفة داريا يصادف فتحي في الخارج
فتحي:كومتنم هل انت بخير؟
يتنهد يافوز بحزن:كيف من الممكن ان اكون ، زوجتي في الداخل تنازع روحها كسف يجب ان اكون؟؟
فتحي و هو يربت على ظهره:يحصل كل شيء كما هو مقدر له يا قائدي
يافوز و هو يمسك بكتفه:فتحي .. اخي .. اريد منك شيئا و اتمنى ان لا تردني
فتحي باستغراب:طبعا يا قائدي و هل ارد لك شيئا
يافوز:انت تعرف انه من الممكن ان تنجو يا اما داريا او الولد من العملية
فتحي و لازال مستغربا:نعم؟؟
يافوز:عدني انه ان حصل لي شيء ستهتم بعائلتي ، سواءا ابني و زوجتي و ابنتي او ابني و ابنتي فقط ،
فتحي بقلق:ماهذا الكلام يا قائدي مالذي تقوله ؟؟ ما يعني ان حصل لي شيء ماذا من الممكن ان يحصل لك؟
يافوز بابتسامة:انت نفذ الذي اقول لك عليه بالحرف الواحد و لا تسأل لماذا او كيف ... فقط نفذ .. ان كنت اعني لك شيئا يا اخي لا بد ان لاولادي مكانة في قلبك و عقلك ايضا
فتحي: انت اكثر من روحي ياقائدي ... ان قلت اعطني روحك اعطي و لا اتردد
يافوز بابتيامة:اعرف هذا ، و الا ما كنت طلبت هكذا شيء ، اريد منك ان تعتني بإيدا و الطفل جيدا ، ليس من المفروض ان يعلم انك لست والده فأنت بمثابة هذا بالنسبة له ، لتكن انت والده و ايلام الام الثانية له ، و ان لزم الامر تبونهما اذا لم تعش امهما ، اما اذا عاشت فاعتني بها جيدا يا اخي ، لا تدعها تحس بأي الم بعدي ، اخبرها انني فعلت من اجل مستقبل عائلتنا و اطفالنا ، احميها بمثابتي و لا تدع اي مخلوق كان يمسها بشر لا هي و لا اطفالنا ... ايضا ... قل لابني انني احبه ، بل احببه منذ ان كان بقدر حبة العدس ، اؤمنك على عائلتي يا فتحي
فتحي بنبرة مهزوزة:اولادك بامانتي يا قائدي و لكن... هل لي ان اعرف ماذا من الممكن ان يصيبك
يافوز:مهما كان ما سيصيبني ليس له اهمية بقدر الارواح التي سانقذها .. و لا تجرب ان تسألني هذا السؤال مرة اخرى يا فتحي ، رجاءا ،
فتحي و هو يطأطأ رأسه احتراما لقائده:امىك يا قائدي
يافوز:بالمناسبة ... لو سميت ابني باسم اردا .. سافرح كثيرا يا اخي
فتحي و قد احس ان شيئا سيحصل و لكنه تجنب السؤال:بكل سرور
*عودة للواقع*
ايلام بدموع:هل حقا اراد ان يسميه اردا
فتحي بغصة:نعم ، هذا الواضح
نازلي بابتسامة حزينة مترقبة ان يضع الاسم:هيا ... ضع اسمه يا اخي فتحي
فتحي:تمام
ثم يلتفت للقبلة و يبدأ في الهمس باذنه و تقبيل خده الصغير مستنشقا رائحته نيابة عن والده الذي لم يستطع ان يعيش هذا الشعور لمرتين متتاليتين:اسمك ... اردا ، و بقي يرددها باذن ذلك الصغير الذي ابتسم و هو نائم ، يقولون ان الاطفال حين يبتسمون يرون الملائكة و الارواح البريئة ، و لا بد ان الصغير رأى ذلك
بعد مرور وقت شبه طويل وصلو للبيت ووضعت ايلام ايدا في سريرها لتنام ووضعت بجانبها اخاها و الذي هم فتحي بسرعة لشراء سرير صغير له ليعيش معهم ، بدأ ذلك الصغير بالبكاء معلنا عن جوعه فمنذ ولادته لم يشرب الا الحليب الذي قد جهزوه له خصيصا و اكن ايلام لم تكن تعرف هذا حتى ادركت
ايلام:فتحي اظن انه جائع
فتحي:لأذهب و اشتري له حليبا من الصيدلية
ايلام:تمام ، ثم بعد قليل جاء فتحي معه الحليب فجهزته له ايلام و بدأت تشربه و كان واضحا انه جائع للغاية ، فجأ بدأت ايدا بالاستيقاظ و تذمرت ما حصل و لكنها ابت تصديقه و تمنت ان يكون مجرد حلم و لكنها حين رأت ذلك الطفل الصغير بحضن ايلام عرفت ان كل ما حصل حقيقة مرة ستضطر لتصديقها طوال العمر لتقول بصوت خافت مبحوح من البكاء:اين ماما
تلتفت ايلام للصوت و تنظر اليها بحسرة ثم تضع اردا بسريره بعد ان نام و تذهب لتجلس بجانبها:امك ذهبت للبعيد يا روح خالتك
ايدا:ستعود اليس كذلك؟
ايلام بابتسامة حزينة و هي تمسك بيدها:لن تعود يا حبيبتي ، ولكنها دائما بجانبك ، بقلبك الجميل ذاك
ايدا بحزن:ماذا عن بابا
ايلام:هو كذلك ،
ايدا بدموع:كم تصديق ذهابهم بهذه السهولة صعب
ايلام و هي تحضنها:صعب ... و لكنك ستعتادين عليه يا حبيبتي لقد اصبحا ملاكان الآن ، و هما في مكان اجمل من هذا العالم الظالم
ايدا ببراءة:الا يقولون ان الاباء يحبون كل شيء جميل لاولادهم
ايلام:نعم لماذا سألتي يا صغيرتي
ايدا بحزن:اذا لما ذهبا لذلك المكان الجميل و تركاني هنا
ايلام و هي تشد عليها الحضن:لان الذهاب الى هناك صعب ، و الطريق طويل ، و هما تركاك مع اخاك هنا ، لتهتمي به ، اتريدين تركه و الذهاب معه ليبقى وحيدا ؟
ايدا:بالطبع لا ... اذا ذهبت انا ايضا هو سيحزن كثيرا و يبقى وحيدا و يبكي كثيرا ، انا لا اريد لهذا ان يحصل
ايلام و هي تمسح على شعرها:صحيح ان والداك ذهبا يا عزيزتي ... و لكن انا يمكنني الاعتناء بكما ، لستما وحيدين ، لديكما عائلة كبيرة تهتم بكما ، انا موجودة ، فتحي موجود ، سريناي ايضا موجودة و ستعود من اجلكم الى اسطنبول و تستقر
ايدا و هي تشير الى السرير:هل هذا هو اخي؟
تبتسم ايلام:نعم ، اظن انه يريد رؤيتك بشدة
تبتعد عنها ايدا و تذهب اليه لتراه فتبدأ بتمرير اناملها الصغيرة على وجهه الصغير و تقول:انه يشبهني
ايلام بابتسامة:صحيح
ايدا:و يشبه بابا ايضا
تحزن ايلام
ما ان فعلت ايدا ذلك حتى استيقظ الصغير
ايدا:لقد استيقظ ، هل يمكنني حمله؟
ايلام:طبعا ، ثم تأخذه من السرير و تناولها اياه
لتعانقه ايدا و تقبله بهدوء ثم تقول له:انت بعد الآن بامانتي يا اخي الصغير لأن بابا و ماما ارادا هذا ساعتني بك تماما مثلما كانت ماما تفعل معي انت لا تقلق ابدا حسنا؟
ينظر لها ذلك الصغير الذي العلامات التي على وجهه تبدي انه لم يفهم شيئا من كلامها فقط ينظر متعجبا مما تقوله
تحضنه ايدا و تبدا في تنويمه بغناة الاغنية التي لطالما غنتها لها امها و هي صغيرة حتى نام لتعيده الى مكانه ثم تعود الى ايلام التي طوال الوقت كانت تراقبها
تعانقها ايدا بحزن و تقول:اريد ان انام
ايلام:لقد كنت نائمة قبل قليل يا صغيرتي الم تشبعي ؟ تعالي لننزل الى الاسفل و نأكل
ايدا:اريد ان انام و انسى
ايلام:ولكن هكذا لا يجوز يا حبيبتي ، تعالي لنأكل معا ثم تنامين
ايدا:لا اريد يا خالتي ايلام شكرا لك
تسمع صوتا من ورائها:اذا انا ايضا لن آكل رغم انني جائع للغاية
ايلام:فتحي!
ايدا براءة و هي تلتفت:فتجي امجا؟
فتحي:كما قلت ، ان لم تأتي انا لن آكل
، يغمز ايلام ايضا لتقول:و انا ايضا لن آكل
تنظر ايدا الى كليهما لوهلة ثم تقول:اوووف يااا تمام و تذهب لتأكل معهم
في اليوم التالي اقيمت الجنازة و كان الجميع منهار و حزين و بالاخص ايدا التي لم تعد تستطعم لذة شيء منذ رحليهما ، كما ان ايدا لم تستطع المجيء للمقبرة لصغر سنها كما ان ايلام لم ترد ان تراهم يرمون التراب على والديها خوفا من ان تسوء حالتها
°بعد مرور 3 سنوات°
كبرت ايدا و اصبح عمرها 8 سنوات ، و اردا اصبح عمره 3 سنوات و ايلين 4 سنوات و ايدا تعودت على موت والديها و تقبلت الامر
عند ايدا و اردا_____
كانت ايدا تمشي و تمسك بيد اخيها اردا ذاهبين الى مكان ما
اردا ببراءة:الى اين نحن ذاهبون ابلا
ايدا بابتسامة:انها مفاجئة
اردا بتذمر:اوووفف انه طريق طويل للغاية لقد تعبت
ايدا:تحمل يا اخي العزيز لم يبقى الكثير
يصمت اردا و يكمل معها حتى وصلو للمرج و الذي هو المكان الخاص بداريا و ايدا
ايدا:لقد وصلنا
اردا بانبهار:ابلا ياله من مكان جميل
ايدا بابتسامة حزينة:انه كذلك
°بعد مدة°
كان اردا جالس في حضن ايدا معانقا اياها تماما كما كلنت تفعل ايدا مع داريا
ايدا:هل تعرف من اين عرفت هذا المكان
اردا ببراءة و هو ينظر الى عينيها:من اين
ايدا و هي تمسح على شعره و تقول:لقد كان المكان المفضل لامنا
اردا بدهشة:هل ماما هي من دلتك على هذا المكان
ايدا بابتسامة:نعم , عرفتني عليه و اصبح مكاننا الخاص و السري انا و ماما فقط
اردا ببراءة:ماذا عن بابا؟
ايدا:هو لم يستطع معرفة هذا ، لقد ترجانا كثيرا لنريه اياه و لكننا لم نفعل
اردا:لما لم تخبروه
ايدا:قالت ماما اننا نريد ان نغيظه ثم نخبره في نهاية المطاف، ثم تنهدت بحزن:ولكننا لم نستطع اخباره ابدا
اردا:فهمت ... ثم قال بفضول:كيف تعرفت ماما على هذا المكان يا ترى
ايدا بابتسامة:لقد تعرفت عليه حين كانت تدرس بالجامعة و كانت تذهب اليه دائما و تستريح تحت هذه الشجرة ، هذا ما قالته ماما
اردا بفضول:ابلا سأسألك شيئا
ايدا:تفضل يا اخي الصغير
اردا:تعرفين انني لم ارى بابا و ماما ابدا سوى في الصور
تحزن ايدا و تتذكر تلك الايام
اردا بابتسامة بريئة:اريد ان اعرف كيف كانا معك
ايدا بابتسامة و هي تتذكر كل ذكرياتها مع والديها:لقد كانا اجمل اب و ام في العالم ، مهما حصل يا اخي لن تجد مثل ماما و حنانها ، مثل حضنها الدافئ ، مثل النوم على صدرها و مداعبتها لشعرك ، مثل غنائها لك بصوتها الجميل و مثل اهتمامها لك ، لقد اوصتني ماما ان اهتم بك جيدا كما اهتمت بي لذا سأفعل مع ذلك لن تجد مثل حنان ماما ، اما بابا فكان بطلي ، لقد كان يحمينا انا و ماما من كل شيء ، كما انه من انقذك حين ولدت ، شجاع و قوي كالابطال في افلام الكرتون و اكثر و لكنه ايضا حنون و لطيف ، لقد احبنا حتى قبل ان نكون موجودين ، مهما نظر لنا الجميع و اظهرو اهتمامهم لنا فلن نجد مثل حنان ابوينا ، نجد انفسنا غريبين من جديد ، و كانهم يشفقون علينا ،
اردا ببراءة:ولكن ماما ايلام تهتم بنا جيدا
ايدا بابتسامة:هي كذلك ، ثم تتنهد بحسرة:مع ذلك اشتاق لماما و بابا كثيرا
اردا:و انا ايضا ،اريد ان انام في حضن ماما
تنزل دمعة من عين ايدا و تقول:و انا ايضا ، ثم اكملا حديث و ايدا تحكي لاخيها اردا كل ذكرياتها مع يافوز و داريا والداها اللذان لم تشبع منهما لا هي و لا اخاها الذي لم يحظى ولو بدقائق قليلة في احضانهم كما اصبحت ايدا تأتي الى ذلك المكان كل يوم مع اردا و تحكي له ذكرى جديدة مع امها و ابيها ...
*عودة للواقع*
في مكان آخر _________
في غرفة بالعناية المركزة ، كانت تتمدد تلك الحسناء النائمة و الغائبة عن الوعي على سرير المشافي ذاك و بيدها البيضاء الناصعة مصل و على وجهها قناع الاكسجين و تحيط بها الالات من كل الجهات ، كما جلس بجانبها ذلك التعيس و هو يرتدي ملابس العناية المركزة ، يتأملها و يدقق في تقاطيع وجهها التعبة و و عينيها الذابلة المغلقة و التي لم يرى بريقها و جوهرها لحوالي اكثر من شهر و عينيه مليئة حسرة و حزن ،
يافوز بحزن:الن تستيقظي اليوم ايضا يا جميلتي ، لقد اشتقت لك ، اشتقت لضحكتك الجميلة و التي تفتح يومي ، كما ان طفلينا يريدان رؤيتك ، في الاصل هم يظنان انك متتي لانني طلبت ان يخبروهم هكذا ، لم ارد ان يتأملو عبثا في عيشك مع انني آمل هذا اكثر منهم ، اشتقت لصوتك و رائحتك و عينيك البنية الجميلة ، الن تستيقظي لاعانقك و اقبلك و اشبع منك ... ايضا ، لا تقلقي ابننا بخير ، لكنه في مستشفى آخر غير هذا لاتحزني يا روحي لابتعاده عنك لانه توجب القيام بهذا ،كما ان الجميع بجانبه ،و حين تستيقظين احضره لك اعدك ، صحيح ، لقد مر شهر او اكثر على الحادثة ، و لا احد يعلم بان داريا خية و لكنها في غيبوبة
*فلاش باك*
كان كل ذلك ما فكر فيه كل من داريا و يافوز و هما على طاولة العمليات كان مصير ولديهما هكذا ، يعني لو ماتا هذا ما كان سيحدث لو رحل اباهما لم يكن ليحظى ابنهم بلحظات معهم و لم تكن ابنتهم لتشبع منهما ، مما زاد قوة الكفاح عند داريا اما يافوز فما باليد خيلة اذ انه المتبرع و لا امل من عيشه بل لا مفر من موته اصلا ، انتشل جميع من في غرفة العمليات سواء الاطباء من تركيزهم او اليافدار من تفكيرهم والذي كان صوت طرق بابا العمليات باستمرار ، انها سيريناي ، ولكن ياترى لما هي تطرق بهذه الطريقة ، هناك اصوات اخرى ايضا ، انها للاطباء و الممرضين الذين يحاولون ابعادها عن هناك مرددين نفس العبارة"ياسيدة ممنوع الدخول الى هنا انها غرفة العمليات"
ولكنها كانت تقاوم بكل قوتها
سيريناي:اقول لكم افتحوو الباااابببب ، يأتي فتحي على صراخهم ليقول:مالذي يحدث هنا
سيريناي:فتحي ارجوك قل لهم ان يفتحو الباب
فتحي:سيريناي لا تهذي ، لنهم يقومون بعملية طبعا لن يفتحو الباب
سيريناي بانفعال:اقول لك دعهم يفتحو لي ان يافزز في الداخل
فتحي باستغراب:نيي؟؟ما عمل قائدي بالدتخل لا تهذي يا سيرين...
تقاطعه بصراخ:لانه سيتبرع لها بقلبه ياهذا علينا ايقافه
فتحي بصدمة:نييي
سيريناي بغضب:وانت لا تجيد قول شيء سوي ماذا ليس وقت اندهاشك علينا ايقافهم
يستجيب فتحي لما قالته و يبدأ بدفعهم لبعيد و لان بنيته قوية استطاع ازاجتهم عن طريقه بسهولة فتحي و هو يدفعهم:ولكن كيف سنمنع قائدي من فعل هذا ، هو لو يعطيها روحه و قلبه معا لا يهمه
سيريناي:لقد وجت متبرعا او بالاحرى متبرعة لانها فتاة و هي من ستتبرع لداريا
فتحي بفرح:حقا؟؟
سيريناي:ولكن عابنا يافوز بالاول عيا لندخل ، دفع فتحي الباب بقوة ليلتفت له جميع الاطباء و الممرضتين التان كانتا ستحقنان كل من يافوز و داريا بالمخدر و يافوز ايضا التفت لانه لم يغب عن وعيه بعد ، ليردف الطبيب المسؤول عن العملية بغضب:ماهذا يااا انه اقتحام رسميا ، اخي هل انت في اسطبل؟
سيريناي و هي تذهب ليافوز و تمسك بيده لينزل من السرير:هيا انهض
يفلت يافوز يده بقوة و يقول بغضب:مالذي فعلته يا سيريناي
سيريناي بسرعة:يافوز علينا الخروج من هنا و تأجيل العملية
يافوز بغضب:اي تأجيل يا هذه داريا تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة و انتي تقولين تأجيندل و ما شابه، ايضا من سمح لك بالدخول الى هنا ؟
سيريناي بغضب:لن تتبرع انت هل فهمت
يافوز بغضب اكثر:بل ساتبرع و انقذ ابني و زوجتي
سيريناي بصراخ:ماذا عنك , حتى بعد ان يعيشوا مالذي سيفعلونه بعدك ، انت رب عائلة يا هذا هل ستترك ولدين يتيمين و امرأة بعز شبابها ارملة وراءك
يافوز بصراخ:انتي قلتها ، هل سنرمي التراب فوق امرأة بعز شبابها؟
سيريناي بغضب و صراخ:لن نرمي التراب فوقها يا هذا هل فهمت ؟؟ انت و ابنك و زوجتك كلكم ستعيشون !!
يافوز بسخرية:حقا؟؟؟ و كيف ذلك ؟؟هل نحن في فلم هندي؟
تصفعه سيريناي بقوة لدرجة انه بقي مصدوما لدقائق لتقول:فوق ما انا متوترة تزيد من توتري ،كان شاردا لثواني حتى سمغها تقول:لقد وجدنا متبرعا آخر،
يافوز بفرح:ماذا؟؟؟ احقا؟؟؟
سيريناي:نعم انها فتاة في العشرينات من عمرها كانت في غيبوبة طوال 5 سنين على التوالي و تعرضت لسكتة دماغية و قد فقد الاطباء الامل من اعادة دماغها للعمل و لكن قلبها سليم
*فلاش باك*
بعد نحاولات عديدة من اقناع سيريناي لام الفتاة
سيريناي:تيزة جم ، اعرف انك تريدين ان يدفنو ابنتك قطعة واحدة دون مساس شيء منها و اكن قلب ابنتك سينقذ حياة شخصين ، ام و طفلها
ام شاغلا بصدمة:نيي؟؟هل ... هل قلتي انها ... ام ؟؟
سيريناي بترجي:نعم انها كذلك يا خالتي ، انها حامل و على وشك الولادة و لكنها لن تستطيع ان تلد قبل ان يتم نقل قلب لها عاجلا و الا ستموت هي او ابنها او كلاهما معا ... حياتهما بين يديها يا خالتي العزيزة
الخالة بتشتت و قلق:ح..حسنا ... افعلو ما يلزم المهم ان تنقذوا الفتاة و الطفل
سيريناي و هي تعانقها بفرح:اووههه بييي شكرا لك كثيرا يا خالتي حقا لن ننسى لك هذا ما حيينا
ثم بدأت تلك الام المسكينة تذرف الدموع:لانني لو كنت اعرف ابنتي ولو قليلا ، كانت ستقبل لا ترفض ، ابنتي الملاك ذات القلب الابيض لاترد طلبا لاحد لاسيما ان كان الامر يتعلق بحياته ، وانا كنت مثل عكس ابنتي ذات القلب الطيب ، كنت جشعة و اعترف بخطأي ، و لكني بعد الان سأكون مثلها ، لن ادع احدا يفتدها ، الا يقولون ان الابناء يقتدون من اباءهم ؟ انا ساقتدي بابنتي حسنة الطباع
سيريناي بحزن و هي تربت على ظهرها:ليرحمها الله يا خالتي العزيزة ، انا متأكدة انها في مكان افضل من هذا بكثير
الخالة:آمين يا ابنتي ... آمين
*عودة للواقع*
يافوز بفرح:كنت اعرف ، كنت اعرف ان حبيبتي ستعيش ، اما فتحي فذهب ليترجي الاطباء ان يؤجلو العملية فوافقو وبينما كانو على وشك الخروج من الغرفة بدأو يسمعون صوت انين داريا لانها بدأت تعود لوعيها حتى اطلقت صرخة تعبر على المها لانها على وشك ان تلد
دب الرعب في قلب كل من سيريناي و فتحي و يافوز و بالاكثر يافوز لتقول لهم طبيبة و هي تخرجهم من الغرفة:لم يعد هناك الكثير من الوقت لقد بدأت ولادتها ، اما يافوز فكان شاردا بتلك
التي تصرخ الما لما تعيشه من الم
مر الوقت و تمت الولادة و انجبت داريا ولدا و فقدت وعيها تماما لانها تعبت للغاية و قلبها لم يستطع التحمل
اخرجت الممرضة الطفل الذي كان ينازع روحه ايضا مثل امه فتدخلو سريعا منذ ولادته علهم ينقذونه كما فعلوا المثل مع داريا اما البقية فبقو بلا خبر و كل ما يعرفونه انهم وج.و متبرعا لداريا اما سيريناي و يافوز و فتحي لم يعلموا بما حصل و ان وضع داريا و الطفل خطير للغاية ، بقو ايضا بلا خبر
مر الوفت و خرجت الطبيبة من غرفة داريا ليهرع لها الجميع
يافوز بخوف:حضرة الطبيبة ....
الطبيبة:لقد كانت بمثابة معجزة حقا ... استطعنا إنقاذ الام و الطفل في آن واحد و لكن يؤسفني قول ان حالتهما خطيرة للغاية بسبب تأخر عملية التبرع ، استطعنا التدخل و انقاذهما في آخر لحظة و لكن مع الاسف ... لا نعرف ان كان الطفل سيعيش اكثر ام لا ، في العادة مثل هذه الحالات نادرة ان يعيش طفل بعد ان ولد من ام مريضة قلب و دون التبرع ، الطفل الآن بالعناية المركزة كما ان الام في العناية المركزة
يافوز بلهفة:ان تبرعتم لها بعد هذه العملية ستتعافى تماما اليس كذلك؟
الطبيبة:بالتسبة لعملية التبرع قول شيء مبكر جدا ، لاننا لم نفقدها في الولادة قد لا تستطيع التحمل اثناء التبرع
يافوز:ولكن يوجد امل ... اليس كذلك ؟
الطبيبة:التعلق ب و لو امل صغير سيفيد في ازالة القليل من التوتر على الاقل ، زال البأس
تذهب الطبيبة بينما يجلس يافوز في الارض ممسكا برأسه فنا عاشه من مصائب في الفترة الاخيرة كفيل بجعله يجن ،
سيريناي:لا تقلق يا يافوز ، على الاقل يوجد امل
يافوز:سيريناي ... اذهبي الى الطبيبة و اتفقي معها بخصوص تزييف موت داريا
سيريناي بصدمة:نييي هل ستزيف موتها؟؟يافوز هل جننت
فتحي:لا تهذي يا قائدي
يافوز بغضب:انظر يا فتحي لا نعرف حتى ان كانت ستعيش ام لا حتى انه من الممكن ان تموت ، علينا تزييف موتها و ان فقدناها حقا ليتأكد الخبر و اذا لا نخبرهم ،
فتحي:ولكن...
يقاطعه باصرار:لا يوجد ولكن و ماشابه ... قل لهم هذا فقط ، ليعرفو .. اعرف ان هذا مؤلم و لكن ليس اصعب من الانتظار ، سيقلقون اكثر لو انتظروا هناك ، و انا سأنقل داريا الى مستشفى آخر ,
سيريناي:ان حالتها لا تسمح لك باخذها ايضا لا تنسى ان هناك طفل ايضا
يافوز:آخذ كلاهما في طائرة خاصة طبية
يكون فتحي على وشك فتح فمه للتكلم او المعارضة ليرمقه الآخر بنظرات حادة فيبلع ريقه و يقول بتردد:امرك قائدي ،اما سيريناي بقيت تنظر له باستغراب غير مصدقة ما يقوم به حتى ذهب الآخر الى الخارج لتزفر بعمق و حسرة و بعد مرور وقت فعلا تم تنفيذ ما طلبه يافوز و زيفو موت داريا لينهار الجميع و يحزنو كما ان ايدا لم تتقبل الفكرة اما يافوز فاراد اخذ كلاهما و قد اخبرهم بانه جهز طائرة بكامل التجهيزات الطبية لتنقلهم الى مستشفى آخر ليتم اتمام علاج داريا هناك و القيام بعملية التبرع و لكنه لم يستطع اخذ الصغير لان حالته لا تسمح له بالابتعاد عن الاجهزة ولو دقيقة واحدة فقد يموت باي لحظة بحكم انه حديث الولادة ،وصلو الى المستشفى و كانو قد اتفقوا مع اهل تشاغلا لياتو الى نفس المشفى وقامو بعملية التبرع و تمت بنجاح و لكن بعدها حدث مالم يكن بالحسبان ، ان ان داريا قد دخلت في غيبوبة
*عودة للواقع*
بدأ يافوز بمسح على شعرها و يداعبه كالعادة ، امضى شهرا كاملا يقوم بهذا و كل يوم يحكي لها نفس الكلام راجيا ان تستيقظ باي لحظة و لكنها لم تبدي اي ردة فعل لحد الآن ، ثم قبل جبينها برقة و هو يسحب رائحتها التي لازالت عالقة بها الى داخله ثم يبتعد عنها و يقول وهو يمسح على وجهها بحذر:لازلت تفوحين كالمسك يا روحي ، كما ان هذا المرض اللعين لم ينقص من جمالك شيء ، بقي فقط ان تستيقظي و يكتمل قمر دنياي (معلش سرقنا جملة بويراز كمان🙂😂)
الممرضة:ياسيد ... رجاءا هلا خرجت ،لقد حان وقت تغيير مصلها
يافوز:حسنا ، ثم يقترب ليقبل جبيها مرة اخرى و يقول:سأعود يا حبيبتي اياك ان تذهبي ،
ثم خرج من الغرفة تاركا قلبه و عقله معلق عند تلك الحسناء النائمة ,
عند سيريناي و ايدا______
كانتا جالستان على طاولة الفطور
سيريناي و هي تحاول ادخال اللقمة بفمها:هيا يا حبيبتي افتحي فمك
ايدا:اووففف يا خالتي سيريتاي قلت انني لا اريد ان آكل لا اريد يعني لا اريد لما تجبرينني
سيريناي بتبرة دافئة و هي تداعب خصلات شعرها:يا حبيبة خالتك ، يا عمرها و روحها .. ان لم تأكلي الآن كيف ستكبرين و تصبخين قوية و قادؤة على اللعب و الركض
ايدا بعناد:لا اريد ان العب
سيريناي و هي تمسك بيدها:انظري يا صغيرتي ، ان فعلتي هذا بنفسك ستحزن امك كثيرا ،
تدمع عيني ايدا فتقول بصوت باكي:لقد اشتقت اليها كثيرا
تعانقها سيريناي مقبلة رأسها و عذاب الضمير ينهشها لانها شاركت في الكذب على هذه الصغيرة ثم قالت و هي تربت على ظهرها:لا تبكي يا حبيبتي انها في مكان افضل الآن ، ابتعدت عنها فاكملت بقولها:ايضا انظري ... لست وحيدة ، انا موجودة ، اباك موجود...
تقاطعها تلك الصغيرة بصوت صارخ و باكي:هل قلتي اباك موجود؟؟ اين هو ؟؟هااا!! اين.. انا لا اراه هل هو بجانبي؟لا هل هو هنا؟لا ,هل رأى اخي على الاقل و حمله في حضنه ؟لا ,هل حضر جنازة ماما و رآها لآخر مرة ؟ هذا ايضا لا ، هل بكيت فب حضنه حين سمعت الخبر؟لاا لانه مشغول، مالعمل الذي قد يكون اهم من هذا يا خالتي ؟ هل يوجد اهم من وفاة زوجته التي يدعي انه احبها او ابنته التي وعدها بان لا يتركها؟؟
تصمت تلك المسكينة دون قول حرف فهي محقة بكل جملة قالتها بالنسبة لانها لا تعرف الحقيقة فاخفائها عنها ليس بيدها لان يافوز طلب منها هذا ، فعانقتها بقوة و هي تذرف الدموع اما تلك الصغيرة فأكملت بكائها و نحيبها كالعادة و الذي تتحجج به للابتعاد عن طاولة الطعام كل مرة و الذهاب الى غرفتها و النوم دون اسطعام لقمة واحدة ، بعد ان نامت ايدا ذهبت سيريناي الى الحديقة مبتعدة و اتصلت على يافوز
في المشفى عند يافوز_______
ثم
و بينما كان يمشي في الممر ورده اتصال من سيريناي
يافوز:الو!
سيريناي:يافوز ، كيف حالك
يافوز و هو يتنهد بحزن:كيف يجب ان اكون؟
سيريناي بابتسامة:قويا ... قويا و صبورا لكي تستطيع مجابهة هذه المصاعب و الظروف ،
يافوز بحزن:افعل ما بوسعي ولكن مع ذلك اجد نفسي ضعيفا ، مهزوما ، منكسرا امامها في كل مرة
سيريناي:سيمر، سيمر هذا ايضا ... الم يقل الاطباء شيئا؟
يافوز بحسرة:لم يقولو شيئا فقط يزودونها بالمصل لكي تبقى على قيد الحياة ، و كل مايقولونه انهم فعلو ما بوسعهم و بقي امر الاستيقاظ عليها وعلى جسمها ، ان كافحت و كانت قوية كفاية تستطيع تخطي الامر و اذا لا... يبلع ريقه لتتنهد سيريناي بحسرة على حالها فيقول : على كل حال ، كيف ايدا؟
سيريناي بحزن:انها مدمرة للغاية ، لا تأكل و لا تشرب جيدا و لا حتى تنام جيدا
يافوز بقلق:مالذي تقولينه يا سيريناي
سيريناي:والله هكذا ... كما انها مستاءة للغاية منك تقول مادام تركتني امي لما ابي ليس بجانبي لما تركني ايضا
يافوز بحسرة:اووفف كنت اعرف ان هذا سيحصل ، ايدا عنيدة للغاية و لا تسامح بسهولة سيستغرق وقت طويل لتسامحني ، اولا لانني تركتها و ثانيا لانني كذبت عليها بخصوص موضوع امها
سيريناي:لهذا برأيي تعال بسرعة و حاول مصالحتها لانه كلما تأخرت اكثر كلما زاد الوضع سوءا
يافوز:حسنا ، سآتي
°مر الوقت °
ووصل يافوز الى البيت و بدأ يمشي بخطوات مترددة من مقابلة ابنته الوحيدة و التي قد خسر ثقتها ، و هو الآن خجول من النظر الى وجهها ، طرق الباب طرقات خفيفة نوعا ما و مترددة ، عرفت سيريناي انه هو من طرقاته ففتحت و قالت:اهلا بك ،
يافوز:اهلا ، ثم عانقها و ابتعد:اين هي!
سيريناي باحباط:لقد نامت و هي تبكي
يافوز:اوف يافوز اووفف اللعنة علي ليتني لم اتركها ابدا
سيريناي:لا تلعن نفسك ، لقد كنت بجانب امها
يافوز:مع ذلك كان يجب ان آتي و اراها و اخفف عليها ، هي صغيرة و لن تتحمل اخبار كهذه لوحدها
سيريناي:وهذا صحيح ايضا و لكن... ليس وقت ان تلعن نفسك
يافوز:بل هو الوقت المناسب ،
سيريناي:اهدء ارجوك
يافوز:اين هي ؟
سيريناي:بالداخل ، انها نائمة ،
يافوز:لاذهب و اراها ، ثم يدخل الغرفة بحذر خشية من ان يوقظها او يزعجها ، جلس بجانبها و رآها نائمة بتعب عينيها متورمة من شدة البكاء فتأشف لحالتها هذه ، اقترب منها و طبع قبلة طوييلة على جبينها ساحبا رائحتها التي لم يشمها لقرابة شهر بقي لدقائق يقبلها و يسحب رائحتها الى اعماقه معبرا عن شوقه ، حتى استيقظت تلك الصغيرة و تقلبت بخمول و تململ ، و حين رأته فزعت و ابتعدت عنه بسرعة حتى التصق ظهرها بمسند السرير فانصدم من فعلتها و قال بصوت مبحوح معبرا عن صدمته: ايدا ، حبي انه انا ، والدك
ايدا بصوت مهزوز و رجفة:ابتعد .. عني
يافوز و هو يمسك بيدها:صغيرتي ارجوكي لا تفعلي هذا ،
ايدا و هي تفلت يدها بعنف و هي تبكي:لا تلمسني ابتعدددد
يقترب يافوز ليمسك بذراعيها محاولا ايقافها و لكنها تردعه و يقول و هي تضربه:اي اب هذا انت ؟ انت تركتني وحيدة بعد ان تركتني ماما ايضا ، لقد وعدتماني الا تتركانني و لكنكما فعلتما و تركتما اخي ايضا ، لنقل ان ماما لم تستطع ان تتحمل و رحلت انت لما ذهبت؟؟ لما ةىكتنا انا و اخي ، لما لم تكن بجانبي حين كنت اصرخ و انام باكية ، اين كنتتت؟؟ اين كنت حين دفننا ماما ورمينا فوقها التراب ؟؟ على اساس كنت تحبها اكثر من نفسك و لم تكن لتتخلى عنها و لكنك اول ما سمعت انها مريضة ذهبت و تركتها لماذا؟؟؟ هل هو ذنبها ؟؟ لماذا تركت اخي الصغير هناك في المستشفى لوحده و لم تحمله حتى؟؟ اين كنت ؟؟ مالعمل الذي كان اهم من هذا ، باتت تصرخ هكذا و هي تضرب صدره اما هو فاكتفى بذرف الدموع اسفا على الحالة التي وصلت اليها ابنته و ظنها ان امها ماتت حقا و ندما لانه كذب عليها و لكن لم يكن امامه حل آخر ، لم يرد ان يجعلها تتأمل فحقا حالة امها لا تطمن ، مد يديها لها و عانقها بقوة مانعا اياها من التحرك حتى سوى البكاء على صدره حتى خارت قواها ليبدأ هو بالقول:آسف يا حبيبتي لانني جعلتك تعيشين هذا ، اعتذر كثيرا ، اعرف ان اعتذاري لن يشفع لي و لكنني اعتذر بشدة لانك عشتي هذا لوحدك ... ايضا
تىفع رأيها و تنظر له بعيون باكية
يافوز بتردد:انت...لقد...شي
ايدا بدموع:نيي؟؟
كان يريد اخبارها ان امها حية و انه كذب عليها و لكنه لم يكن مستعدا لتخبطها و نفورها منه مرة اخرى كما ان حالة داريا لم تتحسن بعد فقال و هو يمسح على شعرها و يقول بنبرة هامسة:اعدك انني لن اتركك بعد الآن، لا انتي و لا اخاك ، انتما امانة امك عندي ... سيصبح كل شيء جميلا قريبا ، ثقي بي...
تعانقه ايدا و تقول ببكاء:عدني انك لن تتكرني مرة اخرى
يافوز و هو يقبل رأسها:ابدا ... والآن ، ترفع رأسها و تنظر له بترقب
يحملها يافوز و يأخذها الى طاولة الفطور و يقول:عليك ان تتغذي جيدا من اجل صحتك
ايدا بتذمر:ولكن...
يقاطعها باصرار:لا يوجد ولكن و ماشابه ، ستأكلين من يدي ، ودون اعتراض
ايدا:اوووف تمام يااا ،
يافوز و هو يغرس الشوكة بقطعة طماطم:افتحي فمك لارى ، تفتح ايدا فمها فيطعمها و يمضؤ الحال حتى انهت ايدا فطورها ، لينهض يافوز فتقول ايدا بامتعاض:الى اين؟!
يافوز بابتسامة:لدي عمل سأحله و من ثم آتي انتي لا تحزني خالتك سيريناي تمام؟
تبتسم ايدا:تمام ،
يذهب يافوز الى المستشفى تحديدا غرفة داريا فيرى الممرضات و الاطباء يدخلون غرفتها و اباجهزة من غرفتها تصدر اصرات صاخبة و مخيفة جعلته يرتعد خوفا ليقول:مالذي يحصل ياااا
لا يد عليه احد لان الجميع كان مشغولا ، رأى داريا من الغرفة و هي تمر بنوبة فانتابه الرعب و فكر لولهلة انها ستموت و تتركه حتى اتى طبيب واضعا بده على كتفه: هلا ذهبت من هنا يا سيد
يمسكه يافوز من ياقته ليقول بانفعال:مالذي يحصل هنا يا هذا اخبرنييي مالذي يحصللللل
الطبيب:اهدء ارجوك .. انها تمر بنوبة
يافوز و هو يتركه ليقول و هو عاقد حاجبيه:ماذا يعني هذا
يقول الطبيب بابتسامة:اظن ان مرضتنا بدأت تبدي ردة فعل و النوبة دليل على ذلك ، لقد بدأ بالاستجابة للعلاج
يافوز بفرح:نييي؟؟ هل هذا يعني انها ستعيش
الطبيب:غالبا ، لقد حركت يدها قبل دخول النوبة ،
يافوز بفرح:الللهممممم الشكر لك يا الله ، لم تمت ، لم تمت ستتعافى جميلتي ،
مر الوقت خرج الطبيب من الغرفة و الابتسامة تعلو وجهه :لقد استيقظت مريضتنا
يافوز بفرح:أحقا؟؟؟؟
الطبيب:نعم ، لقد كانت قوية و كافحت بنفسها و تغلبت على المرض
يافوز:اذا متى بامكاني رؤيتها
الطبيب:الآن ساقوم بفحصها من ثم بامكانك رؤيتها
يافوز:تمام ، سلمت حضرة الطبيب
الطبيب:نيديميك
°مرور زمني°
يدخل يافوز عند داريا و يجدها فاتحة عينيها مسلطة نظرها على بطنها و ما ان احست به حتى نظرت له مترقبة ما سيقوله ليقترب منها و يقبل جبينها قبلة عميقة و هو سعيد للغاية و يتمتم:انتي بخير ، لقد استيقظتي انكي بخير ، ثم وضع جبينه على جبينها لتقول بصوت تكسوه غصة:يافوز
يافوز:قولي يا روحي
داريا بتردد و قد تمردت من عينها دمعة:اين ابني
يافوز:انه بخير لا تقلقي يا روحي
داريا بلهفة:ايدا ... ماذا ان ايدا
يافوز:وهي بخير ، و انتي استيقظتي ،انني اسعد انسان في العالم ،
داريا بدموع:اريد رؤيتهما ، اين هما؟
يافوز و هو يمسح دموعها:اهدأي ساخبرك بكل شيء ، (يخبرها يافوز ماحصل منذ لحظة تقريره التبرع لها حتى ماحصل في الصباح)
داريا ببكاء:هل ابنتي الان تظن انني متت؟؟
يافوز:لا تؤاخذيني يا حبيبتي اضطررت لاخبارها هذا ، لم اكن اضمن ان تعيشي لذا اخبرتها بهذا
داريا بترجي و دموع:ارجوك اريد رؤية طفلاي احضرهما الي
يافوز:لا تتعبي نفسك يا عمري ساحضرهما اليك و لكن الطفل لازال متعب لذلك لا اظن انه بامكانك رؤيته عن بعد لانه في العناية المركزة و لكن بامكانك رؤية ايدا ، ساتصل الان على سيريناي و تحضرها ، يتصل يافوز بسيريناي و يخبرها بان داريا قد استيقظت و يطلب منها احضار ايدا على انها ستريها مفاجأة فتوافق سيريناي و تحضر ايدا الى المستشفى
سيريناي:زال البأس داريا جم ، اخفتنا عليك كثيرا
داريا بابتسامة تعبة:سلمتي يا سيريناي
سيريناي:ايدا ،هلا دخلتي الى الغرفة ، تدخل ايدا و عينيها معصوبة بقماش و هي تحاول تحسس المكان:لقد...لتيت ولكن.... ماهذا المكان ، تمسك سيريناي بيدها لتقودها الى الطريق حتى تبدأ ايدا بالاقتراب لتشم رائحة امها و تقول:انا اعرف هذه الرائحة ، ثم تقترب اكثر و تبدأ بالتماس وقه ومها التي كانت تذرف الدموع دون قول شي
ايدا و هي تتلمس وجه داريا:من هذه!!
تشهق داريا لتستغرب ايدا و تقول:ماما!! ثم تفتح عينيها بسرعة و ترى داريا فتقول بدموع و هي تلمس وجهها:ماما اهذه انتي؟
تهز داريا رأسها لتقول ايدا بدموع و دهشة:انتي ... حية
يافوز:سامحيني يا صغيرتي كنت مضطر لاخفاء الامر عليك ، و يخبرها بكل شيء فخاصمه(ما حبيت اطول عشان البارت صار طويل و لسا في تفاصيل🙌🏻)
ايدا ببكاء:لقد اشتقت اليك كثيرا يا ماما
داريا ببكاء:وانا يا عمري و انا ، و تعانقها
ايدا:هل بامكاني النوم على صدرك
يافوز بسرعة:لا يا حبيبتي ليس الان امك خضعت لعملية و هي متعبة
ايدا بتفهم:حسنا
داريا بابتسامة:ولكن بامكانك النوم بجانبي فانا اشتقت اليك كثيرا ،
ايدا:حسنا ، ثم تستلقي امامها واضعة رأسها على كتفها لتحيط داريا يدها بخصرها الصغير و تدفن رأسها بعنقها ساحبة رائحتها ، اما يافوز فقد بقي ينظر اليهما بأسف
يافوز:انتما جميلتان للغاية
تبتسم داريا فيقبل جبينها من جديد و يخرج
داريا و قد احست بندمه:الى اين
يافوز:انا في الخارج ان احتجتما شيئا نادياني ، و يخرج ، ثم يجلس في الخارج على احدى الكراسي و هو يفكر في ما ان كان ما قام به صائبا ام انه خطأ ، حتى خرجت ايدا و وقفت امامه فرفع ناظريه اليها ينظر اليها ثم يقول بابتسامة مخفية حزنه:ايدام ، لما خرجتي من غرفة والدتك الم تكوني مشتاقة لها للغاية
تنظر له ايدا قليلا ثم تعانقه بقوة و تقول: لن تخفي عني اي شيء رعد الآن يا بابا حسنا
يستغرب يافوز من ردة فعلها السريعة ثم يبادلها العناق بتردد و يقول:هل...هل سامحتني؟
ايدا بابتسامة:نعم ، ثم تبتعد عنه و تقول ، هيا تعال الى الداخل ماما ايضا سامحتك ، ثم يدخل يافوز الى الداخل و يقترب من داريا و يقف لينظر الى عينيها لثواني بشوق كبير رغم انه اول من قابلها فور استيقاظها فبادلته تلك النظرات اما ايدا فكانت واقفة امام الباب ليقترب اكثر و يقبلها بقوة فتبادله و بقيو على هذه الحالة لدقائق متناسؤن وجود ايدا امام الباب حتى قالت:احممممم
يبتعد يافوز بسرعة و يقول بتذمر:هل لازلتي تفعلين نفس الشي
ايدا بمكر نعم:و ساظل افعل حتى اكبر
ثم تقترب منهم ليعانقها يافوز و يقول:ايتها الشقية لتضحك الاخرى
°في اليوم التالي°
كانت داريا طوال الوقت تطلب من يافوز لن يأخذها لطفلها و لتراه و بعد محاولات منها قبل ان يأخذها فذهبوا معا و معهم ايدا التي قد كانت رأته من قبل كما يافوز اما داريا فلاول مرة ستراه ، اخذوها في الكرسي المتحرك لانها لازالت لا تستطيع المشي جيدا و هي متعبة ايضا ، اقتربوا من الغرفة التي بها ذلك الصغير و لمحوه من الزجاج ، كان جسمه ناصع البياض ذاك مربوط بالالات و نائم كالملاك
تدمع داريا لذلك المنظر الي يعتصر القلب الما له كما حصل مع يافوز الذي ابى 1عيفا امام رؤية ابنه بتلك الحالة
ايدا بفرح و هي تشير به من الزجاج:انظروا انه اخي !
داريا بدموع فرح:نعم انه هو
يافوز:لقد اصبح عمره شهرا تمامام ،  لم نستطع ان نسميه حتى الآن ، تلتفت له داريا و الدموع بعينيها فيكمل:انتظرنا استيقاظك
تبتسم داريا و تمسك بيده باحكام و تكمل تأمل ابنها من بعيد ثم تقول بعدم صبر:انا لم اعد استطيع التحمل اريد ان احمله بحضني حالا
يافوز:انني افهمك يا داريا ولكن ليس الآن لو تصبرين قليلا بعد
داريا:الى متى ساصبر صبرت شهرا
يافوز:اصبري بعد قليلا يا عزيزتي قليلا فقط
ايدا:وانا اريد رؤية اخي
يافوز:حسنا سأتكلم مع الطبيب عله يقبل ، ثم يذهب الى الطبيب و يأخذ منه الاذن فيدخلهم الطبيب و لكن من غير ايدا لصغر سنها
تمشي داريا نحوه بخطوات ثقيلة و هي مستندة على يافوز ، فرؤية ام لابنها بتلك الحالة ليست بالشيء السهل ،تقدمت حتى وصلت و رأته عن قرب ، ابتسمت لرؤيته يتململ و الدموع تنساب من عينيها ، باتت تمسح على جسمه النحيل الصغير و وجنتيه الناعمة و شعره الذهبي حتى وصلت الى يده ليمسك بيده الصغيرة اصبعها السبابة ليخلق بجسمها شرارات جعلت قلبها يخفق و كانها اول مرة تصبح اما ، لتجهش بالبكاء فيبتسم يافوز لما فعله ابنه فيمد اصبعه ليده الاخرى فيمسكها ايضا و كان هذا اول لقاء للطفل مع والديه رغم انه اصبح بعمر الشهر قبل يافوز يده الصغيرة ليتسلسل الى داخله رائحته العطرة ، و تقترب داريا من اذن ذلك الصغير لتقول:ابني ، طفلي ، صغيري و روحي ... اهلا بك في حياتنا ، اهلا بك في عائلتنا ، انا امك ، داريا ، آسفة لانني لم احملك بحضني طوال الشهر او حتى اشربك من حليبي و لكنني بعد الآن سأبقى بجانبك ، ثم طبعت قبلة حذرة على طبين الصغير ساحبة رائحته الى داخلها بعمق ، ثم ابتعدت و قالت ليافوز:الن تضع له اسما يا اباه ، يبتسم يافوز لما سمعه منها و ينظر للطبيب آخذا الاذن منه و لانه مربوط بالآلات انحنى له و همس في اذنه مغلقا لعينيه و بدأ يردد"اسمك ... اردا"تماما كما تخيل
داريا بابتسامة:هل بامكاني معرفة ما مناسبة هذا الاسم
يافوز:لكي يكون مشابها لاسم ايدا ، اردا .. ايدا ، تبتسم داريا و تقول:احسنت الاختيار فعلا ، ثم التفتت لذلك الصغير و قالت:سأعود يا صغيري ، كن بانتظاري ،ثم خرجت ووجدت ايدا امام الباب لتقول لهم يتذمر:لما لم يتركوني ارى اخي
داريا وهي تمسح على رأسها:سترينه و تحملينه قريبا يا عمري ، كما انه اصبح لاخاك اسم
ايدا بفرح:حقاا؟؟ ما هو؟
داريا:اسمه اردا ،
ايدا:انه اسم جميل للغاية ، بابا انا سأحب اخي اردا كثيرا ،تماما كما احبكما
يافوز و هو يداعب شعرها:و نحن نحبك انتي و اخاك يا حبي ، فجأة بعدما خرجو خرجت ممرضة و هي تحمل اردا بين يديها و فاتح لعينيه في لحاف صغير بحجم جسمه لتقول لداريا التي بقيت مندهشة من تصرفها:هل تريدين ارضاعه من حليبك لاول مرة يا سيدة كاراسو ؟
لتقول داريا بدموع فرح:و هل لي ان اعارض ، تتقدم منها الممرضة لتحمله بحذر تام و هي تنظر اليه و الى عينيه شديدة الزراق كوالده ، سقطت دمعة من عينهل ليقول يافوز:يكفي دموعا يااا ، تستيقظين فتبكين ترين ابنتك و تبكين ترينني و تبكي ترين ابنتك و تبكي ثم تحملين ابنك في حضنك و تبكين من جديد ماهذه المشاعر الزائدة يااا
تضحك داريا وسط دموعها و تضربه بخفة قائلة:اصمت انتت!
ايدا :بابا انظر ان اخي يشبهك
يافوز:ويشبهك ايضا يا حبي
داريا:كم بالغتم انتم ايضا انه يشبهني ايضا انظروا
يافوز و هو يغمز ايدا:نعمم يا امه انه يشبهك كثيرا في الملامح
تلاحظ داريا انه يسخر منها فتقول بحدة في صوتها:احممقق
يافوز ليراضيها:انظري حقا انني لا اكذب انه يشبهك في الملامح
تنظر له داريا بحدة و تقول:اعرف اساسا
ثم تنظر الى ذلك الصغير الذي بات يلعق شفتيه الصغيرة معبرا عن جوعه لتقول بابتسامة:هل جاع صغيري ، هاا؟ ثم تبدأ في ارضاعه و ايضا تحممه بمساعدة الممرضة و تلبسه ثيابا جديدة و تنومه بنفسها و تبقي بجانبه مع يافوز و ايدا
داريا:و هي تمسح على شعره:كم ينام بشكل جميل
يقبل يافوز رأسها:اعرف ... مثلك تماما
ايدا:ماما متى نستطيع اخذ اخي من المستشفى
داريا:سننتظر اسبوعا آخر يا عزيزتي حتى شيفى اخاك
ايدا بتذمر:اووفف ياا هل سانتظر اسبوعا ايضا و انا اناظرت 10 اشهر؟
يضحك الاثنان على جملتها
°بعد مرور سنتين°
تغيرت الكثير من الاشياء خلال السنتين ، كبر كل من ايدا و ايلين و اردا ،حيث اصبح عمر ايدا 7 سنوات و اردا سنتين كما اصبح عمر ايلين 5 سنوات و رزق ايلام و فتحي بفتاتان اخريتان ، توأم حقيقي اسميتاهما ايلا و بيلا ، و فعلا كان صعب التفريق بينهما
في بيت اليافدار_______
كان يافوز نائما بعمق من التعب فهو كان في عملية سرية امس ، و لكن تلك النومة الهادئة لم تدم طويلا اذ سمع صوت مقبض الباب و هو يفتح ثم فتح الباب و سمع اصوات وقع اقدام صغيرة تتجه تحوه فمثل انه نائم ليعرف ما مصدر الازعاج هذا مع الصباح و ينتقم منه على طريقته اازعاجه ، قفز عليه ذلك الصغيرة و هو يهرب من اخته
اردا بصراخ:باباااا انقذني (طبعا اردا نص كلاامه مش مفهوم لانو لسا صغير😂)
ايدا بغضب:اقول لك اعطيني اياها
يستيقظ يافوز و يعتدل في جلوسه ليفهم مالذي يحصل معهما فيقول بتذمر:مالذي يحصل ياااا ، لينتهز اردا الفرصة و يتخذ من ظهر والده جدارا حاميا له فيختفي وراءه ببراءة
لتقول ايدا بغضب:ابنك المتعجرف هذا سرق مني الحلوى خاصتي و جاء يمثل امامك البراءة
اردا ببراءة:ولكنك لم تريدي اعطائي
ايدا بغضب:ماذا يعني انني لا اريد؟ بعني لن تأخذها قصرا افهمت ايها الصغير
اردا بغضب:انا لست صغيرا
ايدا:بل انت كذلك
يضحك يافوز على مناقرتهما فيمد يده و يحمل ابنه و يضعه على ركبة و يمد يده الاخرى ساحبا ابنته و حاملا اياها ليضعها على الركبة الاخرى و يقول:اييه اخبراني ما سبب هذا الازعاج منذ الصباح الباكر
ايدا بغضب:اخبرتك لقد سرق مني حلوتي
اردا بغضب:انا لم اسرقها فقد اخذتها لانك لم تريدي اعطائي
ايدا:ان اردت اعطيك و ان لم ارد لا اعطيك ما شأنك
يافوز:هووبب هووب هووب اهدئا ، ايجوز ان تتشاجرا من اجل الحلوى فقط؟
اردا و هو ينظر لايدا بحدة:اسألها هي
ايدا بغضب:لاتنظر الي هكذا انت المخطئ
اردا بغضب:بل انتي المخطئة
يافوز:تماممم ، اهدئا ، كلاكما مخطئان
ينظر الاثنان له بدهشة و بعينيهما الزرقاء الكبيرة
يافوز:نعم لا تنظرا هكذا ، كلاكما مخطئ ، ايدا لقد تصرفتي بانانية ولم تعطيه الحلوى ، مما دفعه الى سرقتها منك و هذا تصرف غير لائق ابدا ، لم يكن عليك عدم اعطائه الحلوى لانك ظفعته للسرقة ، و كلاهما تصرفان سيئان ، و
الآن ، اعطياني الحلوى ، تمد ايدا يديها و اردا كذلك ليأخذ منهما الحلوى ثم يقول:اعتذرا من بعضكما
تنظر له ايدا
يافوز:لا تنظري هكذا اعتذري منه
ايدا بتأسف:اعتذر يا اردا لانني لم اعطيك الحلوى
اردا:وانا اعتذر لانني سرقتها منك
يافوز:عانقا بعضيكما
تعانق ايدا اردا ق
فيبادلها العناق ثم يبتعدان عن بعض
يافوز و هو يريهم الحلوى:ياله من امر عجيب اليس كذلك
ينظر الاثنان له بعدم فهم
يافوز:ان تستطيع هذه الحلوى الصغير جعلكما تتشاجران بقسوة
اردا ببراءة:ولكنها لذيذة
ايدا:نعم اردا محق انها لذيذة
يافوز و هو يمسح على رأسيهما:مع ذلك لا تستحق منك يا ايدا ان تتصرفي بانانية تجاه اخاك الذي شاركك امك و اباك ، او ان تسرق الحلوى يا اردا
اردا و هو يقبل خد والده:حسنا اعتذر يا بابا لن اعيدها مرة اخرى
يافوز و هو يقبله:افدي هذه القبلة
ايدا بغيرة:وانا ايضا اعرف كيف اقبل
يافوز وقد انتبه انها غارت:حسنا هيا قبليني من خدي هنا
تقترب ايدا و تقبله
اردا:ولكنها ليست مثل قبلتي
يافوز :حسنا و انت ايضا تجيد التقبيل
ايدا:انظر يا بابا سأقبلك بعدها احكم من يجيد التقبيل
يافوز باستسلام:حسنا
تقترب منه ايدا و تعضه ليتأوه الما:اووفف ماذا فعلتي
ايدا:لانك قلت ان قبلة اردا اجمل من قبلتي تستحق
يافوز بصدمة:هل انا قلت هذا؟...يالهي انها مجرد قبلة ياا لما تغارين و تقسين علي هكذا ،
اردا:ارأيت قبلتي اجمل
ايدا بغضب:غليظ
يضحك يافوز:حسنا انتي قبليني من هنا (يشير لخده الايمن)و انت هنا(يشير لخده الايسر)و نتعادل
يقبله كلاهما من خديه فيعانقهما معا ضاما اياهما لصدره وهو يقبل رأسيهما حتى دخلت عليهم داريا:احمممم ماذا فوتت يا ترى
يلتفت لها اردا و يركض ناحيتها:ماماااا
تحمله داريا و تقبله من خده بقوة:اووويي صغيري ،
تركض اليها ايدا لعانقها داريا بقوة فتبادلها
يافوز:والله فوتتي مصارعة او دعيني اقول قتال حر
داريا بعدم فهم:اءاء ماذا تعني ... ام ان هاذان الصغيران ازعجاك و لم يدعاك تنام
يافوز بابتسامة:لا تقلقي لقد استيقظت على ا0مل منبه بالعالم
تفهم داريا قصده لتبتسم ثم تقول:اييي الن تنزلوا لتناول الفطور
اردا:حسنا يا ماما و لكن ايدا لن تستطيع اكل الفطور لانها اكلت الحلوى صباحا كما انها لم تغسل اسنانها
ايدا:😳🤦‍♀️
اردا:🙆🏼
داريا:اءاء هل صحيح ما اسمعه ايدا جم
ايدا بتوتر:شيي... ماما
داريا بابتسامة متملقة:نعم يا حبيبتي
ايدا:سأغسلها الآن
داريا:هاا اذهبي بسرغة و لا تدعي لي فرصة لاغضب عليك هيا، تذهب ايدا و خي تشتم اردا سرا لانه فضحها
يافوز:ايييي
داريا:ني اييي
يافوز:و هو يقترب منها مطوقا خصرها:الا يوجد صباح الخير
داريا بابتسامة مطوقة عنقه بذراعيها:صباح الخير
يافوز:تبدين نشيطة للغاية اليوم و ... جميلة
داريا بابتسامة:لقد نسيت غالبا ، اليوم سنذهب الى فتحي و ايلام من اجل تناول الغداء
يافوز:لقد بقينا لوحدنا بضع دقائق ، بعد قليل ستهب العاصفة
داريا:مالذي تحاول قوله
يافوز:اقول انه منذ ان اصبح لدينا طفلين اصبح الوقت الذي نقضيه معا محدودا للغاية
ظ
داريا:اعرف هذا و لكن ماذا عسانا ان نفعل ،هما طفلينا بالنهاية
يافوز:على الاقل اسمحي لنا هذه الدقائق القليلة
ثم قترب منها فتقترب الاخرى و ... يسمعان صوت اردا و هو قادم يقول:ماماا هيا اين بقيتي تعالي و اطعميني اني جائع
ما ان سمعت داريا صوت اردا حتى دفعت يافوز بقوة مبتعدة عنه بينما بقي في حالة صدمة
يافوز بصدمة:مالذي فعلته
داريا:لن تود ان يرانا بتلك الوضعية غالبا
كان على وشك فتح فمه للرد عليها و لكن اردا داهم المكان و تقدم من امها يجرها من فستانها قائلا:هيا يا ماما ارجوكي لنفطر
داريا بابتسامة:حسنا حسنا يا صغيري هيا لنذهب،
يافوز بنفسه:و هذا اخذ مكان اخته بافساد لحظاتنا ،
يافوز:ايها المخادع الصغير ،لقد سرقت مني زوجتي ، يأتي صوت ايدا: و ماما ايضا
يافوز و هو يغمز لايدا ليغيظو اردا:اظن انه حان وقت اتحاد الاب و الابنة
ايدا:ذلك صحيح بابا جم ، فيحملها يافوز ليقول اردا بلامبالاة:لا يهمني ما تتحدثون عنه انا اريد ماما ،

Kamu telah mencapai bab terakhir yang dipublikasikan.

⏰ Terakhir diperbarui: Sep 13, 2021 ⏰

Tambahkan cerita ini ke Perpustakaan untuk mendapatkan notifikasi saat ada bab baru!

الملاك الضحية💔Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang