Chapter 57

1.1K 150 11
                                    




في قاعة كبيرة كان جالساً الإمبراطور علي عرشة بكل فخرٍ و غرور بينما تمثل ابنته دالمينا جاثية علي كلتى ركبتيها بيدين مُربطتين للخلف و ظهر منحني للأمام بشعرها الاحمر الكثيف الذي كان يغطي وجهها من اليمين و اليسار
- ارفعي رأسك
قال الإمبراطور بينما صدت كلماته الحادة في تلك القاعة الإمبراطورية الضخمة

رفعت دالمينا عينيها ببطيء ثم يليه رأسها حتى نظرت الى الإمبراطور , ثم اعطى الامبراطور نظرة الى المستشارة الذي تحدث بعد ان اخذ الامر بالحديث قائلاً
- الاميرة دالمينا , ابنة الامبراطور العظيم سيلفستر , لقد وجهت اتجاهك العديد من الجرائم التي تتخطى فيها جميع قوانين العفو كالشروع بالقتل في حق النبلاء و غيرها من القضايا , و كل الملفات المطروحهة موثقة بالأدلة و شهادة الشهود , لذا سوف تحالين الى المحكمة التي ستكون بعد ثلاثة ايام الموافق يوم الثلاثاء من تاريخ ##### , هل تملكين ما تقولينه ؟

ضحكت دالمينا ضحكة هستيرية جعلت الامبراطور يهتاج غضباً بصدمة تبددت علي ملامحه قائلاً بينما يضرب علي يد العرش بقوة
- كيف تجرئين علي السخرية و انتي في هذا الوضع , هل جننتي ؟؟؟؟ هل هذه هي الاداب التي تمت تربيتك عليها ؟

وجهت دالمينا نظرات حادة مباشرة الى الإمبراطور مع الحفاظ علي تلك الإبتسامة الساخرة علي وجهها
- اداب ؟ لماذا .. اتعبتم انفسكم بقراءة تلك الورقة لي ؟ كان فقط يجدر بكم القاء الامر بإعدامي فحسب , لأنني لست سوى عثرة في طريق الجميع , حان وقت التخلص مني بالنسبة لكم بعدما استنزفتموني .. لذا لستم بحاجة الى ارهاق انفسكم بإخراج الاعذار
- لقد تجاوزتي حدودك !!!!!!
- ايها الامبراطور .. لقد كنت عادلاً مع جميع ابنائك .. عاداي ..
- هذا ليس صحيحاً , لقد عاملتك كما عاملت اخوتك جميعهم !!!!
- ليس صحيح , لقد كنت تعاملني دوماً بشكل غريب و اعلم جيداً انك تمقت شعري و لون عيني كما هو الحال مع ليون ابنك الاول , الذي لطالما كان منبوذا ًمن طرفك يحارب وحده من اجل ان يبقى حياً و سط تلك المجازر ..
انفجرت دموع دالمينا بصمت و اشتد احمرار عينيها و هي تقول بصوت هادئ
- ان كنت قد ندمت علي شيء في هذه الحياة , فأنا الوم القدر بشدة لكونه جعلني اولد كأميرة ... اكرهك .. اكرهكم جميعاً , اكره كل شيء حولي .. اعلم بأنك ستقرر حكم اعدامي بعد جرئتي في قولي لتلك الكلمات لكن .. دعني اعطيك هدية وداعي الاخيرة .. هناك الكثير من الاسرار التي لا تعرف عنها شيء جلالتك .. كمثلاً .. انا لست ابنة الامبراطورة

بدت الصدمة العارمة علي وجه الامبراطور الذي قال بنبرة مصدومة
- ماذا .. مالذي تهذين به الان
- يمكنك ان تصدق ما سأقوله الان او يمكنك فقط التظاهر بعد سماعه لكن .. سأقول كل شيء هنا و الان .. لن ارحل عن هذا العالم بسهولة بينما الجميع يحظى بنهاية سعيدة فحسب ..
صرخ الامبراطور مجدداً وهو يقول بصوته الحاد
- هل جننتي !!!!!!!!
- يمكنك اعتماري مجنونة , لكن لا يمكنك اعدامي قبل ان تستمع لما سأقوله لجلالتك , و اقسم بشرفي و شرف الامبراطورة الراحلة بصدق ما سأقوله الان

بقى الامبراطور صامتاً يستمع الى دالمينا التي بعد مرور بعض الوقت قام الامبراطور بإحتجازها في غرفة و قام بمنع خروجها من الغرفة و وضع عليها العديد من الحراس و اعلن عن احتجازها حتى وقت المحاكمة حيث سيُعلن الامبراطور عن قراره بعد التحقيق فيما ذكرته دالمينا

بعد خروج دالمينا من القاعة الملكية و تم احتجازها في الغرفة , قام الامبراطور بطلب المعبد فحضر ثلاثة رجال و امرأة ثم طلب حضور الدوق اوروس حيث حضر بشكل عاجل برفقتهم
- احضروا لي الراهبة التي ساعدت في توليد الامبراطورة الراحلة و افتحوا تحقيقاً بما يخص تلك الحادثة التي تخص وفاتها , ستتعاونون مع الدوق اوروس الذي سيكون مكلفاً بالتحقيق في الامر , اريد ان اعرف عن كل التفاصيل التي حدثت في تلك الليلة لوفاة الامبراطورة سيا
- نعم جلالتك

──────────────


في قصر الامير الثاني فينيس

كان فينيس يقرأ رسالة قد اثارت غضبة من احد جواسيسه لذي اخبره بمعلومة افسدت مخططاته
- اللعنة !!!! اخبرتك الا تقومي بالتدخل في شؤني الخاصة ..
بدأ يدفع كل الاشياء من حوله بغضب و جنون مسقطاً اياها ارضاً و هو يصرخ

اعلن الحارس عن وصول مخطوبته التي تطلب رؤيته
- ماذا ؟ ليليان ؟ مالذي احضرها الى هنا ؟؟

دخلت ليليان بشكل اجباري عن الحراس الذين حاولوا منعها و لكن من دون فائدة
- اميري !!!! لقد اشتقتـــ ...
توقفت ليليان عندما رأت كل شيء من حول فينيس في حالة فوضى
- عزيزي ؟ مالذي يجري ؟؟ لما ..
نظر اليها فينيس بأطراف عينيه بنظراته الحادة قائلاً
- مالذي سمح لكِ بالدخول !!!!
- نعتذر جلالتك لم نستطع منع الانسة من الدخول
- ايها الحمقى الم اخبركم الا تجعلوا احد يقوم بمقاطعتي !!!!
- لماذا تتصرف معي بتلك الطريقة ؟
- غادري
- ماذا ؟
صرخ فينيس قائلاً
- غادري !!!!!!

كانت ليليان واقفة مصدومة من غير حراك الى ان ذهب فينيس بإتجاه كرسيه قائلاً
- اذاً سأغادر انا !!!!
اخذ ستسرته من علي ظهر كرسية و غادر تاركاً ليليان وحدها متجهاً الى قصر الملكة الثانية والدته

و في اثناء كل تلك الفوضى التي باتت تعم كل افراد العائلة الامبراطورية و القصر الامبراطوري و من فيه
بدأت فتاة تبحث عينيها بصعوبة

كانت رؤيتها مغبشة الان انها تمكنت من سماع صوت الطبيب الذي كان واقفاً بجانبها
- ياللهي !!!! لا اصدق !!! انها معجزة !!!

و لكن من شدة الارهاق و التعب عادت تلك الفتاة الناجية من الموت بإغلاق عينيها و غطت في نوم عميق لإستعادة عافية جسدها الذي كان اشبه بالمحطم اثر محاربته للسم لفترة طويلة

الدوقة الخبيثة || 2020Where stories live. Discover now