Chapter 72

906 123 18
                                    


هدأت اموريس قليلاً بعد بكاء طويل حتى تورمت عينيها ثم نظرت الى غراسيا قائلة
- اشعر , كم لو انني فقدت هويتي ..
- لماذا ؟
- فقط .. كما لو ان كل ما قد عشت حياتي لأجله كان مزيفاً , ولا اعلم ما كم الاشياء التي لا ازال اجهل عنها , لماذا ..

عادت دموع اموريس لتدفق علي خديها بسخونة
- كم يجب ان يكون هذا العالم مخيفاً حتى حتى يرضى البشر !!!! هل بالعادة جميع الناس حول العالم يعيشون بهذه الطريقة

امسكت غراسيا وجه اموريس مديرة اياه بإتجاهها وهي تنظر اليها بنظرات ممزوجة بين الالم و الحقد
- لا , الاشخاص امثالنا فقط هم من يعيشون بهذه الطريقة
- امثالنا ؟
- انتي , يجب ان تعلمي الحقيقة كاملة , لقد عاشت والدتك وهي تخفي كل شيء عنك لكن , جدتي تود اخبارك عن شيء ما بنفسها , و بعد ذلك اعدك انني سأكشف كل اوراقهم الخبيثة امامك ثم انا وانتي .. سوف نقوم بتدميهم جميعاً ..
- لماذا .. تريدين تدميرهم ؟
- لقد قتلوا جدي , قاموا بحرق امي , امر الامبراطور السابق بقتل ابي مما جعله عرضة لجميع محاولات الاغتيال البشعة , كان اربعتنا ننتقل من مكان الى مكان بحذر شديد بينما نحن مرتعبين من ايتم الامساك بأحدنا , لقد استطاع ابي انجاة و التخلص من المختالين , صدقيني لقد تعرض لما هو اسوء بكثير مما تعرضتي له

ابتسمت غراسيا بألم بنما الدموع تغلغلت الى عينيها هي الاخرى
- لم تكتمل طريقنا بعد يا اختي , اذ بكينا الان سنصبح الطرف الاضعف , لا يجب ان نكون الطرف المنهار هنا و انما هم ..

كفكفت اموريس دموعها بأطراف كميها قائلة بصوت مرتجف من البكاء
- انتي محقة
- و الان , حان وقت الرحيل
- الى اين ؟
- جدتي طلبت مني احضارك , و غير ذك كوني مستعدة للتنقل من الان فصاعداً , لا يمكن لنا ان نبيت في مكان واحد اكثر من يوم واحد , هكذا تسير هذه اللعبة , ارتدي عبائتك جيداً
- حسناً , ماذا بشأن بايلوريا و اطفال الدوق
- سيأتون معنا للأن , لا املك اي خطط لهم الان
- الخطة الوحيدة هي ان يكونوا سالمين , سيأتون برفقتي اينما اذهب
- ترحالنا بهذه الطريقة سيكون اكثر صعوبة
- سأتدبر الامر لاحقاً
- كما تشائين

غادرت غراسيا و صعدت العربة برفقة اموريس و بايلوريا و اطفال الدوق الثلاثة متجهين الى مكان سري سيأخذهم عبر الممر السري المؤدي الى داخل غرفة الامبراطورة الام بالتحديد
- لما نقف امام هذا الجدار تحديداً ؟ هل خلفه ممر سري او شيء من هذا القبيل ؟

نظرت غراسيا الى اموريس بإبتسامة جانبية خفيفة وهي تخرج القطعة الناقصة من الجدار من جيب تحت عبائتها
ثم ادخلت غراسيا القطعة الناقصة و دفعتها الى الداخل مما اصدر صوت خفيفاً جعل من غراسيا تدفع الجدار من الجهة اليسرى الى الداخل ليظهر عبره ممر طويل دخلت كلاهما عبره , و ما ان دخلت غراسيا حتى اعادت اغلاق الجدار و سحبت القطعة واضعة مكانها صخرة عشوائية لتسد مكان القطعة الاصلية ثم التفتت مكملة سيرها عبر ذلك النفق ثم توجهت عبر اربعة انفاق في طرق مختلفة و متفرقة , بدت للمرة الاولى كما لو انها متاهة من الانفاق

قالت اموريس وهي بدأت تتعجب من مررورهم بكل تلك الانفاق
- لماذا يوجد هذا العدد من الانفاق ؟ هل انتي متأكدة من اننا لسنا ضائعون ؟
- لا تقلقي انا احفظ الطريق جيداً , اعرف خريطة المكان , لقد تم تصميم هذه الانفاق لتشتيت الاعداء ما ان تم اقتحام القصر او النفق الخلفي , هذه الانفاق هي عبارة عن كلمة مرور , ان لم تحفظ الانفاق جيداً لن تصل , و بهذا نكون قد تلافينا النسبة الاعلى في مرور العدو من الطريق الصحيح عبرة في الوصول او الخروج منه
- فهمت ..
- هذه الانفاق هي من صنع ابي , لذا لا احد يعلم عنها سوى ابي و جدتي و انا , و الان انتي , لا يجب ان يعلم اي شخص اخر عن هذا فهمتي ؟
- اجل

عبرت غراسيا و اموريس عبر النفق و خرجوا منه عبر غرفة غسيل مقفله بباب حديدي
اخرجته مفتاحها من تحت العبائة و افتحت الباب لتخرج عبرها بعد ان تفقدت و تأكد من عدم وجود اي شخص في الممر
خرجت خلفها اموريس ثم اقفلت غراسيا الباب الحديدي بسرعة و توجهت كلاهما الى جناح الامبراطورة حيث ان الحراس هناك تعرفوا علي غراسيا و قاموا بإدخالها الى جناح الامبراطورة الام ثم الى غرفتها مباشرة برفقة اموريس التي لم تكشف عن نفسها امامهم

وصلت كلاهما اخيراً الى غرفة الامبراطورة الام و دخلى كلاهما مغلقين الباب خلفهما حيث مدت الجدة ذراعيها علي مصرعيهما متلقيه غراسيا بعد ان رأتها

- جدتي !!
قالت غراسيا ذلك وهي تعانق الامبراطورة الام التي انتبهت الى وجود اموريس بعد معانقة غراسيا , توجهت نحوها ببطئ وهي تبتسم ابتسامة خفيفة ثم مدت يدها ماسحة علي وجه اموريس التي لم تتحرك مشاعرها وهي تنظر اليها

قالت اموريس بتعجب محاولة السيطرة علي مشاعرها المتألمة
- هل لهذا السبب كنتي تطلبين مني ان اناديك بجدتي ؟ , كنتي .. تعلمين كل شيء .. ؟
- نعم ... انا اعتذر .. لعدم مقدرتي علي اخبارك الحقيقة بذلك الوقت .. كان ذلك سيؤذيك ..

ظهرت ضحكة خفيفة ساخرة ممزوجة بنبرة متألمة من اموريس التي عادت الدموع المحتبسة بقوة حتى لا تنفجر
- مالذي يجعلك واثقة جداً بأنه لم يؤذيني الان ؟ ما الفرق ؟ الحقيقة لن تختلف ابداً مهما ماطلتم في اظهارها
- لقد فهمتي بشكل خاطئ , انا اقصد .. كانت ستتسبب في مقتلك بشكل عاجل و اكثر حدة , لذا لم اكن اود المخاطرة بما تبقى من حفيدتي
- بما تبقى ؟ , انتي حقاً تعلمين عن كل ما حدث معي من البداية هاه , انتي تعلمين جيداً انه لم يتبقى مني الكثير , معظم الاجزاء قد تحطمت بالفعل
- اعلم , جميعنا لم يعد بداخلنا الا القليل , لذا يجب ان نتماسك جيداً حتى النهاية

ضغطت الامبراطورة الام علي معصم اموريس بقوة قائلة بنبرة اكثر حدة
- يجب ان تتماسكي , ان كُنتي لينة الى هذا الحد ستكونين اول من يسقط
ثم التفتت الجدة مفلته معصم اموريس و تنهدت ثم رفعت رأسها الى الاعلى قليلاً بشد ظهرها مبرزة وقفة مهيبة للأمبراطورة الام قائلة بكامل جديتها
- لم اكن قادرة علي تعلميك اي شيء بسبب كونك كنتي بعيدة عني , لذا انتي .. تفتقرين للكثير من الخبرة , بعكس غراسيا , لذا سوف اعطيك اول درس لك , تعلمي دوماً ان كنتي في حرب فكتمي عواطف , لا تكتميها فحسب بالأقتليها , القاعدة الاولى للبقاء علي قيد الحياة .. لا عواطف في الحرب , يجب ان تتعلمي هذا الدرس و ان تتأكدي من تطبيقة يا عزيزتي , لا احد يجب ان تثقي به عدا ثلاث , انا و شقيقتك و والدك نحن فقط من هم لحمك و دمك , ولا يجب ان تثقي بأحد اخر

قفالت اموريس بنبرة هادئة يغلفها نبرة متألمة
- و ماذا عن والدتي لونا ..
- حتى والدتك لا يمكنك الوثوق بها , كم مرة تم محاولة قتلك بها ؟, هل حاولت والدتك ان تحميك في اي مما جرى ؟ لقد قامت بهجرك و لم تخبرنا عن وجودك البتة , و لو انها قامت بإخبارنا .. لكنا قد حميناك مثلما قمت بحمايتك من الامبراطورة سابقاً في الحفل عندما حاولت قتلك , هل تعلمين بأنها قد ارسلت قاتلاً انتحارياً , كان يفترض به ان يقتلك ثم ينتحر حتى لا يدرك احد فعلتها ؟

- ماذا ؟!!! , كيف علمتي عن ذلك ؟
- لقد وجدنا طفليه اللذان كانا تحت التهديد مع والدتهما المريضة
- و مالذي حدث للرجل !!
- لقد تخلصت منه
- ماذا !!!!!
- وهل هذا يهم حتى !!! من كان علي استعاداد لفعل ذلك من اجل عائلته .. قد يتم استخدامه لفعل اكثر من ذلك
- لكن الاطفال ...

قاطعت الامبراطورة الام اموريس قائلة
- لقد كان يفعل ذلك من اجل اطفاله , اراد الانتحار فأعطيته واحداً , اعتنيت بالاطفال و والدتهم المريضة لذا لا تقلقي , و لكن مما اراه انتي لم تحفظي الدرس جيداً , لذا سأعطيك الدرس الثاني , في الحرب .. لا تحاولي ابداً , و لستي بحاجة الى ان تكوني البطله , انتي لستي البطلة التي تنقذ الاخرين , انتي يجب ان تكوني الناجية الوحيدة مهما كلف الثمن

انزلت اموريس نظراتها الى الارض و جلست علي الكريس بعد ان اعتلاها التعب من كل ما مرت به
تنفست لخمس دقائق ثم رفعت نظراتها ببطئ اليها قائلة
- بالمناسبة , لدي سؤال .. قضيت حياتي ابحث عن اجابته .. اتوقع ان اجد تلك الاجابة لديك ..
- ما هو ؟
- السؤال هو , لماذا .. الامبراطورة كانت مستميته لقتلي ؟
- لماذا ؟ اليس هذا واضح ؟ لأنكِ من سلالتي بالتأكيد
- لم افهم بعد , هل كانت الامبراطورة تعلم كل شيء يخصني ؟

جلست الامبراطورة الام علي الكرسي المقابل لأموريس وهي تتنهد ثم في تلك اللحظة دخلت الخادمة معطية الاشارة الى اموريس
ابتسمت الامبراطورة الام ابتسامة جانبية وهي تنظر الى اموريس قائلة
- انها قصة طويلة , سأحكيها لك فيما بعد لكن قبل ذلك هناك شيء اود ان تريه بنفسك

نظرت اموريس بعلامات من الاستفهام التي تدور حولها من ما قالته الامبراطورة الام التي وقفت وهي تقول
- هلا القيتي نظرة عبر الزجاج ؟
ثم اشارت بيدها الى زجاج نوافذ الجهة اليمنى حيث توجهت اموريس مباشرة لترى ما يجرى


━━━━━━━━


في الجهة الاخرى من النافذة -

- امي
- كريس !! ماذا تفعل هنا ؟؟

كانت لونا قد تم استدعائها الى الحديقة و هناك تقابلت مع كريس الذي تم استدعائه للغرض نفسه
- امي , لقد قيل لي انك طلبتي رؤيتي لكن لما هنا في هذا المكان , هل كل شيء بخير ؟
- ماذا ؟ مالذي تتحدث عنه انا لم اقم بإستدعائك ..
- محال ابلغتني خادمتك الشخصية بذلك
- ماذا ؟

نظرت لونا حولها و لكنها لم تجد اثر لخادتها الشخصية مما جعلها تقول بصوت مرتجب
- كريس غادر بسرعة لا يمكن ان تتم مشاهدتك معي , غادر حالاً
- امي !!! الى امتى ستظلين تعاملينني بهذه الطريقة !!!! لماذا يجب ان نخفي ذلك عن الجميع انا لا افهم !!!
- انها اوامر الامبراطور !!!!
- لقد تغاضيت عن هذا كثيراً , الان لن ارحل قبل معرفة سبب ذلك !!!!
- هذا ليس الوقت المناسب لذلك كريس

بدأ كريس يثور من الغضب وهو يصك علي اسنانه بصوت مكتوم
- لطالما كنتي تقولين ذلك , هل يمكنك ان تخبريني مالذي يعنيه الوقت المناسب لك !!!!! عندما يتم قتلي !!!!

بدأت لونا تنظر حولها بنظرات مرتعشة فوقعت تلك النظرات علي نافذة غرفة الامبراطورة التي كانت تبعد عنها بمسافة متوسطة الا ان لونا تمكن من ان تلمح ذلك المشهد جيداً , حيث كانت اموريس تقف مصدومة وهي تنظر الى والدتها برفقة كريس , بدت ابتسامة خبيثة علي وجه الامبراطورة الام وهي تنظر الى لونا بينما اموريس بقربها

بدا الامر كما لو ان الامبراطورة الام تخبر لونا بأنها استولت علي اموريس و ان اوراق لونا اصبحت مكشوفه بالكامل , ذلك المشهد كاد ان يوقف قلب لونا التي اتسعت عينيها بصدمة وهي تنظر اليهما في حين تم اغلاق الستائر من قِبل الامبراطورة الام
- امي !!!! مالذي تنظرين اليه !! هل انتي بخير

رغم انها كانت لحظة سريعة قبل ان تغلق الامبراطورة الام النافذة حتى لا يرى كريس اموريس الا ان المشهد قد بدا بطيئاً للغاية في عيون لونا التي انهارت قدميها من الصدمة

━━━━━━━━

في جهة اموريس -

- مالذي كان يفعله الامير الثالث برفقة امي ؟
- الامير الثالث .. يكون ابن والدتك من الامبراطور

تراجعت اموريس بخطوة الى الخلف وهي تنظر الى الامبراطورة بصدمة لا يكاد عقلها ان يستوعبها و بدا كما لو ان كل شيء من حولها بدأ بالدوران
- وضعت غراسها يدها علي كتف اموريس قائلة
- تماسكِ , يجب ان نغادر الان , فلا نعلم مالذي قد تقوله لونا الى الامير الثالث , ربما قد تخبره بأنها رأتك عبر النافذة , لا يجب ان نبقى هنا لأكثر من ذلك ..

وضعت اموريس كف يدها مغطيه وجهها كما لو انها تحاول ان لا تفقد رباطة جئشها في ظل تلك الظروف المحيطة بها
- لا , اود اجابة اسئلتي اولاً ..

قالت غراسيا
- اختي , يجب ان نغادر فوراً , اعد .. سأعطيك كل الاجابات بعد ان نغادر من هنا و نصل الى مكان امن ..

انزلت اموريس يدها لتسقط بإحباط بينما حركت نظراتها بإتجاه غراسيا بدون ان تنطق ادتى حرف وتوجهت بإتجاه الباب للمغادرة
اقتربت غراسيا من الامبراطورة الام قائلة
- لا تقلقي سأعتني بها جيداً

ظهرت الابتسامة الخبيثة علي وجه الامبراطورة الام وهي تقول
- لست قلقة , تأكدي من انها لن تتبع والدتها بعد الان , يجب ان تكون ما رأتها بعينها قد حطم جزء اخر من قلبها اتجاه والدتها
نظرت غراسيا بصمت الى جدتها ثم غادرت للحاق بأموريس بسرعة لتأخذ المقدمة ثم متسللتان عبر الممرات مجدداً ثم الى العربة

━━━━━━━━

الدوقة الخبيثة || 2020Where stories live. Discover now