Chapter 74

818 117 8
                                    




ابتسمت غراسيا ابتسامة متألمة وهي بالكاد تكبح دموعها و نبرة صوتها الباكية
- لقد كان اكثر مشهد مروعاً حُفر في ذاكرتي , نهاني ابي عن الدخول و ابقاني بعيدة بينما دخل هو مسرعاً و لكنني لم استطع ان ابقى و تبعته , وجدته جالساً بقرب امي التي لم يتبقى منها شيء

بقيت اموريس تحدق بصمت في غراسيا , لم تعلم اذ ما كان يجب ان تواسيها او ربما تقوم بتغيير الموضوع , لكن غراسيا قاطعت الصمت مع اكمالها للقصة
- بعد مدة من الوقت استطعنا مغادرة الامبراطورية بمساعدة بعض الرجال المخلصين لجدتي و توجهنا الى امبراطورية ديلفا حيث تم استقبالنا من قِبل والد امي , علم جدي امبراطور ديلفا في ذلك الوقت عن مقتل ابنته المحبوبة من طرف امبراطورية ثيوديوس ( الامبراطورية التي الحالية التي تسير بها الاحداث ) , و لكن لأغلاق الصراع ..

ابتسمت غراسيا ابتسامة ساخرة وهي تقول
- لأغلاق الصراع قطع جدي رأس الامير زيون ولي العهد و ارسلة الى امبراطورية ديلفا و مكتوب في الرسالة انه فقد ابنة و حفيدة جراء ذلك الحريق ايضاً و كان السبب هو ولي العهد معرباً عن اسفه اتجاه فعلته لذا هما يشتركان في الالم ذاته
- هو اعتقد انكما متما حرقاً ايضاً
- نعم كان ذلك بفضل جدتي لأنها قتلت المغتالين الحقيقيين الذين قتلوا و احضرت بدلاً منهم مرتزقة قاموا بتأدية دور المغتالين و اخبروا الامبراطور ان ثلاثتنا كنا في المنزل و انه قد تم حرقنا جميعاً قبل ان يعلم الامبراطور عن حقيقة ما جرى
- تلك العجوز مذهلة حقا ً
- لو لم تكن مذهلة لما تمكنت من البقاء علي قيد الحياة الى هذا العمر و ايضاً نجحت في الحفاظ علي منصبها
- هذا مثير للإعجاب
- الم تسئلي عن سبب محاولة قتل الامبراطورة لك ؟ سوف اخبرك بكامل حقيقة ولادتك , ثم سأترك لكِ الخيار لتختاري في اي طريق ستسيرين

صمتت غراسيا لدقيقة بينما بدأ قلب اموريس يخفق بسرعة و هي علي وشك ان تعرف ما حاولت معرفته طوال حياتها
- حسناً
- لقد اخطأت والدتك عندما قررت اخفاء الامر عنك , يجب ان تعرفي الحقيقة كاملة حتى تعرفي جيداً حجم الموقف المحيط بك لتتمكني من حماية نفسك , لذا سأخبرك الحقيقة كاملة ... و لنبدأ بتعريف انفسنا
- ماذا تقصدين ؟
- اسمي الحقيقي هو الاميرة غريس , بينما الاسم الحقيقي لوالدنا ليس ويليام و انما ثيوس ..... الامير الاول ثيوس ثيوديوس , ولي العهد الاول لهذه الامبراطورية في عهد الامبراطور السابق و شقيق الامبراطور الحالي , لقد قمنا بتغيير هوياتنا بعد ان غادرنا هذه الامبراطورية و حصلنا علي هويات جديدة قدمها لنا امبراطور ديلفا لحمايتنا , الامبراطور الحالي لا يعرف شكل والدي و بالاحرى لا احد من المتواجدين يعرفون شكل والدي , كل من كانوا يعرفون والدي من العهد السابق هم بالفعل اموات بمن فيهم .. الامبراطورة التي قمتي بحرقها حية..... و التي كانت تعرف اهم حقيقة مطلقة ... وهي دماء ولي العهد التي تسير في عروقك .. فكما اخبرتك سابقاً عندما يتم قتل احد افراد العائلة الملكية .. من قوانينهم الا يتم ترك احد من نسله حتى لا يحاول اخذ حقه في سلب العرش منهم , فوجود شخص ليس من نسلهم المباشر يعد خطر و تهديد كبير علي استمرار سلالتهم , حيث من كل عهد سلالة واحده فقط هي المقدر لها البقاء و الاستمرار , اذ بقيت سلالة اخرى .. سيستغلها الطامعون و المخربون في قلب نظام الحكم , فمن القوانين المتعارف عليها عالمياً ان كل من تسري في عروقه دماء العائلة الملكية يحق له ان يرث العرش اعتماداً علي مدى قوته و ذكائه, و بالتالي لإستمرارية الدولة و ضمان استمرارية حكم الامبراطور بسلام يجب ان يتم قتل كل السلالات الاتية من بقية الامراء و تزويج الاميرات الى دول اجنبية من اجل حفاظ الامن

──────────────

وبعد حديث طويل دار بين غراسيا و اموريس , نزل غراسيا عبر الدرج الى الطابق الاول حيث غرفة الجلوس لتجد والدها جالساً هناك بالقرب من المدفئة المشتعلة بهدوء
- هل اخبرتها كل شيء ؟

- نعم , لقد اخذ ذلك وقتاً طويلاً بعد ان اتضح انها لا تعرف شيء عن ما يجري حولها
- كيف هي الان ؟
- اغلقت عليها الغرفة , لم تنظق بحرف واحد , بعد ان انتهيت طلبت مني الخروج و اغلاق باب الغرفة , انها مصدومة للغاية لذا هي ستحتاج بعض الوقت مع نفسها لتستوعب الامر .
- لا نملك الكثير من الوقت , يجب ان نغادر في اسرع وقت ممكن
- هل بدأت بالتجهيز لإجراءات السفر ؟
- اجل , يجب ان نعود الى ديلفا سريعاً , الفوضى التي تحدث الان في العاصمة اعطتنى بعض الوقت و لكن لا يمكننا الاعتماد علي الحظ كثيراً
- اجل , انت محق , سوف احاول اقناعها بالمغادرة معنا و لكن .. ماذا ان رفضت ؟
- انها ابنتي , هي سوف تغادري معي , ربما هي قد ترفض في بادئ الامر و لكن ستتقبل ذلك لاحقاً , ستأتي معنا برغبتها او بدون , سأترك هذا الامر لكِ غريس
- حسناً يا والدي العزيز , سأفعل ما يلزم لذلك لا تقلق كثيراً

──────────────

في صباح اليوم الثاني , حملت غراسيا سُفرة الفطور الى الغرفة التي نامت بها اموريس , طرقت علي الباب طرقتين ثم دخلت
- لقد احضرتك لكِ الفطور ..

و ما ان فتحت غراسيا الباب حتى وقفت متفاجئة بأن الغرفة فارغة لا يسمع فيها الا اصوات صفير الرياح الاتية عبر النافذة المفتوحة ولا وجود لأموريس في اي مكان بأرجاء المنزل , بدا لغراسيا ان عباءة اموريس ليست موجودة مما يعني حقاً ان اموريس .. هربت

ركضت غراسيا اخذه عبائتها و تركت رسالة لوالدها الذي لم يكن بالمنزل و قامت بأخذ بايلوريا و الاطفال معها
و بعد وصول العربة الى منتصف الطريق بداخل احدى الغابات قامت غراسيا بفك احد الحصانين اللذان يحملان العربة حيث كانت تربط حصانين ليجرا العربة عمداً في حال اذا احتاجت لكلاهما , و بالفعل كان الامر كذلك , حيث اخذت غراسيا الحصان الاول و همست للسائق بالذهاب الى مكان محدد و تحركت العربة التي يتواجد بها الاطفال برفقة بايلوريا بينما غادرت غراسيا مكملة الطريق وهي تمتطي حصانها الي كان يتسابق مع الرياح بسرعته

──────────────

في جهة اموريس التي وصلت الى قصرها عبر الممرات السرية ثم تسللت الى مكتبها بعد ان وجدت القصر خاوي تماماً من اي خادم او فارس كما لو ان الجميع قد غادروا بعد مغادرة و اختفاء سيد القصر

تسللت بهدو الى مكتبها و انزلت قلنسوتها من علي شعرها ثم اخذت تجهزت حقيبتها لتجمع بها الاغراض المهمة و بدأت بالبحث عن الختم الذي لم تجد له اي اثر و لكن ما لم تكن تدركه اموريس هو من كانوا يختبؤن خلفها للإمساك بها

توقفت اموريس عن الحراك و التزمت الصمت وهي تحاول تحريك مقلتيها لحسابة عدد الذين قاموا بمحاصراتها في زاوية ضيقة

وضع احدهم السيف علي عنقها وهو يقول
- لا تأتي بإي حركة عشوائية قد تتسبب في موتك ايتها الماركيزة , نملك الامر بإعتقالك لذا اتبعي التعليمات بصمت حتى لا تتأذي

الدوقة الخبيثة || 2020Donde viven las historias. Descúbrelo ahora