Chapter 77

803 101 3
                                    


──────────────

في جهة الخارجية من المقر السري للفرسان الملكيين كانت غراسيا مختبئة بشكل لايمكن رصده تراقب من بعيد عبر منظارها منتظرة الفرصة المناسبة لتبدأ التحرك

في تلك الأثناء كان الجنود يبدلون الأدوار في الحراسة بحسب الجدول الزمني , فلاحظت غراسيا انها ارتكبت خطأ بإنتظارها لحلول الليل لأن حراس الليل كانت بنيتهم العضلية اضخم و اقوى , و بدا انهم اقوى بكثير من حراس النهار

غراسيا

" لا يمكن , انهم حتماً اقوى و امهر من حراس النهار , استطيع قول ذلك من مجرد مراقبتهم من هذه المسافة , ومع ذلك .. لا يمكنني التأخر اكثر من ذلك لست اظمن ان كانت ستظل حية لأكثر من هذا .. "

امسكت غراسيا حجر صغير و قامت برميه عند قدم الحارس من المسافة التي تتواجد بها وهي ما يقارب مسافة متوسطة حيث لا تمكنهم من الرؤية جيداً مع الظلام المحيط خارج تلك المسافة , زحفت غراسيا ببطئ قبل وصول الحراس لتبتعد عن المكان الذي رمت منه الحجارة للتتأكد ان كان الحارس سيأتي وحيداً ام سيأتي معه حراس اخر

كانت غراسيا تتخذ جميع احتياطتها مع جانبها التقديري لقوة الخصم لتتعامل معه بحسب المقدار الذي يحتاجه في التعامل

──────────────

نظر الحارس الى الارض بعد ان ارتمت تلك الحجارة بالقرب من قدمة , فوجه نظراته الى الحارس الاخر قائلاً
- الحجر اتى من الغابة المقابلة
- هل تعتقد اننا نتعرض لهجوم ؟
- دعنا نذهب لتفقد الامر

ذهب حارسان من اصل ستة لتفقد الاتجاه الذي اتى منه الحجر بينما مستلين سيوفهم تأهباً لأي هجوم مفاجئ من العدو مع مصباح اناره في يد الفارس الذي تقدم اولاً

تجوت اقدامهم غراسيا التي كانت منبطحة ارضاً بين العشب و الصخرة في انتظار ان يتجاوزاها ثم تسللت خلفهما بهدوء تام
نحرت رقبة الاخير و اسقطت معه الى الخلف بعد ان ضربت قدمه ليسقط معها

و اصبحت جثة الفارس تعلو غراسيا
اتى الفارس الذي كان في المقدمة بعد ان التفت علي صديقه مما جله تلقائياً موجها عليه ضوء المصباح حيث اول جزء وقعت عليه عيناه هي رقبة الفارس التي نُحرب بينما هو ممد فوق شيء ما ليس واضحاً , فقرر الفارس بحذر ان يزيل صديقه ليرى ما تحته فتظاهرت غراسيا بأنها ميته وهي مغطاة بالدم , وضع الفارس يده ليتفحص نبضها فأدخلت السكين في عنقه فتلطخ وجهها بدم الفارس الملكي و سقط فوق غراسيا هو الاخر التي شعرت بوزن ثقيل فوقها

──────────────

غراسيا

" سقط اثنان من اصل ستة , تبقى اربعة , يبدو ان هناك اشخاص سمعوا الضجة , يجب ان اخرج سريعاً و اتقدم خطوات الى الامام حتى يجداني اولاً "

خرجت غراسيا بسرعة من تحت الرجلين و تقدمت ثم انبطحت مجدداً بسرعة بعد ان سمعت الاقدام قادمة
بدأ الحراس الاربعة في البحث عن رفيقيهما المختفيان بعد ان سمعوا اصوات ضجيج هافت فداس احدهم علي يد غراسيا فوضع ضوء المصباح علي وجهها قائلاً
- يوجد فتاة مقتولة هنا
اتى رفيقه الاخر فاحصاً جسد غراسيا التي كان وجهها و رقبتها مغطيان بالدماء مما يجعلها تبدو كما لو انها مقتوله
بينما تقدم الاثنان الاخران ليصرخ احدهما قائلاً
- انهما مقتولان !!!

في تلك اللحظة تشتت انتباه الفارسان اللذان كانا منحنيا علي غراسيا و استغلت غراسيا الفرصة لتدخل السكينان الى حناجرهما بسرعة شديدة مما جعلهما يسقطان و في تلك اللحظة وقفت غراسيا سريعاً مستلة سيفها تصد هجوم الفارسان الاخران عليها و بدأ ضرب السيوف التي كانت تتخابط اثر تلامسها بقوة

──────────────

بداخل الزنزانة كان جابريل لزال يعذب اموريس و توقف حين شعر بسماع لأصوات تصادم قوي للسيوف في الخارج مما جعله يضع المشرط علي الطاولة و يقوم بمسح يديه اثر الدماء و يتقدم قليلاً ثم صعد خطوتين عبر درجات و وقف هناك يمعن السمع اكثر و تأكد من سماع صدى في الغابة لأصوات السيوف و فرسانه اللذان كانا يقاتلان غراسيا بقوة

فأغلق الزنزانة علي اموريس بقوة و خرج ليتفقد الامر , و عندما وصل الى الاعلى و خرج من المقر وجد ان الرؤية لم تكن واضحة و ان الصوت قادم من الغابة المجاورة له في الجهة اليسر

ركضت غراسيا عبر الغابة للتموية الفارسان عبر الفخاخ التي قامت بنصبها لمساعدتها و كانت خلال ركضها تتعمد من الاقتراب اكثر من الجهة الخلفية للمقر , و بعد ان اعاقت و ابطئت الفارسان عن اللحاق بها تفاجئت بشيء لم تحسب حسابه وهو وجود كتيبة كاملة من الفرسان الملكيين خلف المقر و هنا شعرت غراسيا بأن الامر ليس جيداً و يجب ان تسرع بقدر ما تستطيع لإخراج شقيقتها

و بينما الفارسان في الغابة يبحثان عن غراسيا و بعد لحق بهما جابريل اصبح مقدمة المقر فارغة و تسللت غراسيا للدخول بسرعة فوجدت امامها جدرات طوال و نزلت بسرعة حتى وصلت الى قبو مضاء بضوء يعكس لون البرتقالي الخافت و هناك جدت شقيقتها مقيدة علي الكرسي في حالة صعبة و الدماء تغطيها , لكن لم يكن لديها وقت لتبدي صدمتها و سارعت في فتح القضبان لكن الباب كان مغلقاً بالمفتاح
- اللعنة علي ذلك الوغد
قالت غريس ذلك وهي تبحث عن مفتاح اخر او اي شيء يساعدها في فتح الزنزانة

──────────────

في مكان يتواجد علي حدود المملكة , وصلت رسالة عبر الحمام الزاجل و التي كانت معلقة في قدمة , امسك بها ليون ليقرأها
و ما ان قرئها حتى قبض عليها في كف يده حتى اهترأت الرسالة

رماها خلفه و صعد حصانه تاركاً رسالة شفهية الى مساعدة ليبلغها الى بقية الجنود تتظمن انتظارها لأوامرة قريباً
توجه ليون عبر الطريق الجبلي السريع و الذي سأخذ قرايبة يوم كامل ليصل به الى العاصمة

──────────────

- هل تبحثين عن شيء ما ؟

توقفت غريس عن البحث بملامح بدت متيبسة بعد ان سمعت ذلك الصوت الخشن خلفها , و بقيت واقفة من دون ان تدير جسدها ناحيته و بقت معطيا اياه بظهرها

تقدم جابريل وهو يبتسم ابتسامة ساخرة قائلاً
- و انا الذي كنت اتسائل عن الفأر الذي تسلل الى الداخل , لكن لا تخبريني انكِ من طعن اربعة من جنودي في حناجرهم ؟

وصل كلى الحارسان و نزلى اسفل الدرج سريعاً لتبعى جابريل ثم توقفا خلفه بعد ان وجداه واقفاً يحاكي غراسيا التي بدأت تلتفت ببطئ اليه ثم قالت بصوتها الخافت
- لم اراك منذ وقت طويل
انزلت القلنصوة من على رأسها لتظهره ملامحها كاملة مع تلك الابتسامة الجانبية التي تعلوا محياها

الدوقة الخبيثة || 2020Where stories live. Discover now