المقدمة (الجزء الأول): دقة هاربة

10.8K 124 1
                                    


"ذكريني ثانية لم نحن ذاهبين إلى هذه الحفلة السخيفة؟!" سأل متذمرا زوجته التي كانت تعدل زينتها في مرآة السيارة.

"لأن ذلك مهم لابنة خالتك" وجاءه الرد بتلقائية مغيضة.

"هي ليست ابنة خالتي" ذكرها بضيق بينما ينعطف بالسيارة يسارا متجها نحو المقهى الجديد الملاصق لجامعة المدينة.

"حسنا، لأنه مهم لرنيم" أجابته فاقدة صبرها "أنا لا أفهم لم تتصرف بانزعاج هكذا حول هذا الأمر"

"كم مرة نخرج معا دون أطفال ميس؟ نادرا. أنا أفضل عدم قضاء ليلتنا الوحيدة سويا وسط حشد من الغرباء"

"رباه، إن مزاجك الليلة سيء للغاية" غمغمت بانزعاج "رنيم دعتني قبل عدة أسابيع وأكدت علي بالحضور، ثم إني لم أكن أعلم أنك ستكون موجودا"

"صحيح، ولكن الخطط تتغير"

"لقد وعدتها بالقدوم! أنا أتخلى عن كل شيء لأجلك كل مرة تعود فيها من مهماتك، وأنت تعلم ذلك. لا أستطيع تصديق أنك تتصرف بمثل هذا التصلب والعناد بسبب ليلة واحدة لم أستطع تغيير خططي فيها"

"أشك كثيرا في أن رنيم قد ترغب بتواجدي هنا" تمتم بينما يركن السيارة في الموقف الممتلئ مسبقا "سوف تكره ذلك عندما أشهد فشلها وإحراجها"

ترجل من السيارة ثم فتح بابها وساعدها على الخروج بحذر متذمرا في داخله من إصرارها على ارتداء كعب جد مرتفع وهي حامل فهذا الأمر يجعله متوترا وخائفا من أن تسقط ذات يوم ولا يكون جوارها ليمسكها.

"أنت بالفعل ليس لديك أي فكرة، أليس كذلك؟" قالت ضاحكة بينما يمسك يدها ويجذبها برفق خارج مقعدها "رباه، كيف كبرتما سويا ولازلت تجهل الكثير عن رنيم؟"

"تعلمين أني لم أنشأ معها" أغلق الباب وقادها نحو المبنى المتواضع "لقد انتقلت إلى منزل عمي عندما كان عمري خمسة عشر عاما وغادرت المدينة حين بلغت التاسعة عشر. يا الله هي ليست قريبتي، إنها ابنة شقيقة زوجة عمي، المدللة قريبة العائلة التي كفلتني لفترة قصيرة من الزمن"

توفقت لميس قليلا إثر الضيق الذي صبغ صوته "هي أعز صديقة لدي، بل الوحيدة. إنها بمثابة شقيقتي وكل ما تبقى لي من عائلة. كما أنها هي من عرفتنا على بعضنا، إذا كنت قد نسيت ذلك"

"ليس عن قصد"

"ماذا تقصد؟"

"لقد كانت غاضبة للغاية لدى ارتباطنا"

"لا، لم تكن كذلك" جادلت لميس "عم تتحدث؟"

"لا تكترثي، لا شيء مهم"

"هل يمكنك رجاءا، من فضلك فقط كن لطيفا ولا تتصرف وكأنك تخضع للتعذيب عندما نكون في الداخل؟ أنا لا أعلم ما مشكلتك معها...."

"ليس لدي أي مشكلة معها، أنا فقط كنت أرغب في اصطحاب زوجتي الجميلة لتناول العشاء في الخارج معا هذه الليلة، وبدلا من ذلك نحن ذاهبان لمشاهدة صديقتها وهي تغني في ناد للطلاب. ليس هذا بالضبط ما كنت أتمناه"

زواج على ورقWhere stories live. Discover now