الفصل الأول: هدوء ما قبل العاصفة

3.2K 74 4
                                    


بعد مرور سنة.

"أين هم أرانبي الصغار؟" هتفت رنيم فيما تهرول نحو الباب الداخلي.

كان المنزل هادئا عندما شقت طريقها عبر الردهة حاملة حقيبة هدايا مضحكة إذ لم يكن لديها الوقت الكافي لتغليف هدية عيد ميلاد يزن كما يفترض أن تفعل، ولكنها طوال السنة الماضية كانت تركض دون توقف ولم يكن هذا الصباح مختلفا.

يا الله، هي لا تصدق أنه قد مر عام كامل منذ وفاة لميس رحمها الله. أحيانا تشعر وكأنها بالأمس فقط تلقت تلك المكالمة الهاتفية من مدرسة ريم والتي ابتدأ بها كل شيء. وفي أوقات أخرى، تشعر كما لو أنها خلقت بهذا الثقب في صدرها حيث اعتادت رفيقتها الأعز أن تكون.

فُتح الباب الخلفي فور وصولها إليه وكاد أن يضربها على وجهها.

"أوه، مرحبا. أنت هنا"، قال رائد مشتتا بينما كان يقود رواد إلى الداخل.

"لم لا أكون؟"

"اذهب إلى الحمام يا صغير"، أمر رواد ومنحه دفعة صغيرة قبل أن يقابل عينيها. "فدوى هنا. اعتقدت أنك ستأخذين إجازة ليومين".

"منذ متى كانت مجالسة الأطفال وظيفتي؟" سألته رافضة كليا طريقة تفكيره بينما نقرها رواد في وركها أثناء مروره بجانبها مرحبا بها بطريقته الخاصة.

يالله كم تكره عندما يتصرف رائد كما لو أنها مربية مخيفة فهي ليست كذلك، إنها فرد من العائلة وأقرب ما يملكه هؤلاء الصغار للأم.

"أنت هنا كل يوم رنيم، وأنا ظننت أنك تريدين الحصول على يوم لنفسك".

شدت أصابعها بقوة حول هدية يزن متجاهلة الطريقة التي تجعدت بها الحقيبة احتجاجا. "إنه عيد ميلاد يزن...."

"أعلم ما هو هذا اليوم اللعين"، قاطعها بعنف وهو يتحرك من أمامها نحو الثلاجة ليخرج قنينة ماء مثلجة.

"يا الله، ما خطبك؟"

"ليس بي شيء".

"اسمع"، قالت ثم رقت نبرة صوتها تلقائيا، "أنا أعلم أن هذا اليوم صعب...."

"لا تنهي هذه الجملة".

"رائد..."

"ليس لديك أي فكرة. لا أحد لديه. أضيفي كلمة أخرى وسأطردك خارج منزلي".

هذه المواجهة كانت تختمر ببطء وها قد آن وقت انفجارها، فقد كانت رنيم تشعر بشرارات في الهواء مع اقتراب الذكرى السنوية ولكنها لم تتخيل أنه سيبدأها في منتصف حفلة عيد ميلاد ابنه.

"هي كانت صديقتي المقربة وبمعزة لارا".

"لم تكن شريكة حياتك"، رد بعناد.

أرادت الصراخ في وجهه ورمي هدية يزن على رأسه، وأن تخبره أنها قضت مع لميس في السنوات التسع الماضية وقتا أطول مما أمضاه هو معها، لأنه بينما كان هو يلهو مع المخابرات، كانت هي من تهتم بلميس وتساعدها في جميع شؤون حياتها.

زواج على ورقWhere stories live. Discover now