لِنبقىٰ هَكذا

4.3K 462 77
                                    



الفصل الثامن عشر






_________________




باليوم التالي

استيقظَت

رفعت نظرها للأعلى قليلاً لتجده يحدق بها

" لِمَ تحدق بهذا الشكل لقد اخفتني! "

كان مازال ينظر لها بدون أن يتحدث حتى أنها ظنت أنه لم يسمعها

" جونغكوك... ماذا بك لِمَ أشعر بتسارع ضربات قلبك؟ هل أنت بخير؟"

جائت تعتدل في جلستها لترى ما به ولكنه سُرعان ما جذبها إليه مرة أخرى لتكون المسافة بين وجهيهما مُنعدمة تقريباً

" لا تبتعدي... لنبقى هكذا،
بهذا القرب لا يترك أحدنا الآخر...
لنبقى هكذا.. استطيع تأمل عيناكِ كما أرغب
استطيع شعور نبضات قلبكِ،
استطيع شعور مدى قُربكِ مني..
فلنبقى هكذا للأبد"

كانت أنفاسه تضرب وجهها وتحديدًا شفتيها

ابتلعت ريقها تحاول تنظيم أنفاسها المُضطربة، لا تفهم لما يتصرف على هذا النحو معها

" أنت تُربكني جونغكوك "
خرجت هذه الكلمات من بين شفتيها بنبرة ضعيفة تائهة لا تعلم ما يجب عليها فعله

اغمض عينيه و لامس جبينه بجبينها ليقول بضعف مُماثل لها
" لنبقى هكذا فقط... لننسى كل ما حولنا
ما يجب علينا فعله وما لا يجب
فقط لتبقي بقربي ميرا..."

أبعدت وجهها عنه، مسحت على وجنته بأناملها الصغيرة...كان ينظر لها بنظرة لم تعهدها من قبل
لا تستطيع تفسيرها

هل كان هائماً بها؟ أم أنه يتألم؟
لِمَ تشعر كما لو أنه على وشك البُكاء؟

اقتربت منه ببطئ، كانت تنظر لعينيه ترى رد فعله ثم تنظر لشفتيه مرة أخرى، اغمض عينيه ليشعر بعدها بقُبلتها الرقيقة بجانب شفاهه

" لنبقى هكذا "
همست بها ثم عانقته

ليدفن هو رأسه بين عنقها
اخذ نفس عميقاً يستنشق به رائحتها
شد على عناقها دافناً رأسه بعنقها بشدة
شفاهه التي تلامس بشرتها
أنفاسه التي تضرب عنقها
ذراعيه التي تشد على عناقها كأنه يُخبئها بداخله
إلا أن انامله التي تُلامسها برقة قد جعلت القشعريرة تسري بجسدها

ظلا على هذا الحال لوقتٍ طويل
لم يشعرا به حتى...

************************

ذَاكِرة | Memoryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن