ظَلام

3.8K 384 92
                                    

الفصل الثاني والعشرون






_________________




بعد مرور عدة ساعات
صَف سيارته أمام منزله..

انقباض قلبه كان يتزايد مُنذ وصوله للمدينة
والآن بوجوده أمام باب المنزل

المنزل الذي يحمل كل ذكرياته معها
فـحتى أنفاسه صارت ثقيلة عليه

نظر للحديقة الواسعة من حوله ليتذكر ركضها خلفه بكل هذه الأماكن

.

هذه الساحة التي لعبنا بها سوياً
وهذه الأزهار التي دائماً ما اهتممتي بها!
كيف لي مواجهة كل تلك الذكريات يا أمي؟
كيف لي أن اتخطى عدم وجودك لكي نصنع ذكريات أخرى؟

لم أشعر بالدموع التي انسابت على وجنتي
هل يُمكن لذكرياتي أن تختفي مع دموعي ايضاً؟
عسى أن يخف ألم قلبي!

كُل شيء كثير عليّ لتحمله! ألم قلبي..
و رأسي، أشعر بحرب قائمة بداخل عقلي

أخذت هاتفي لأتصل بها و سُرعان ما اجابتني
كان صوتها كفيل ببعث بعض من الطمئنينة بقلبي

" ميرا.. أنا لست بخير "
لم اهتم لتعديل صوتي.. فقط تحدثت بين بكائي

" جونغكوك، ماذا حدث لكَ؟ ماذا بك؟"
جائني صوتها المليئ بالذُعر لأُجيبها

" إنه صعب... صعب عليّ تحمل عدم وجودها هُنا
كُل رُكن هُنا له علاقة بها "

" أنا معكَ فقط لا تحزن لهذا الحد.. هذا يؤلم قلبي
انظر من حولك جونغكوك انها بكل مكان حولك
يُمكنكَ أن تفكر انها هنا بجانبك، لست بحاجة للنسيان
فلمَ تنساها بينما هي مازالت بذاكرتك وكل ما مكان حولك؟ "

" ولكنها ليست معي بعد الآن ميرا! "

" معك.. هي بقلبك وذاكرتك، هي تُراقبك وتهتم بك
كما أفعل انا تماماً.. لديك جميلتان للاهتمام بك فلم الحزن الآن يا حبيبي الوسيم؟ "

ضحكت من بين بُكائي لأتنفس بعمق بعدها واحاول استجماع شتات نفسي

لم اهتم حقاً لنحيبي كالأطفال لميرا، لا أجده شيئاً مُعيباً أن أبكي أمامها...
فهي السبب في راحتي بعد كُل حُزن يجتاح قلبي
هي أماني وراحتي
ابتسامتي وسعادتي
هي، وفقط هي

" أنا معك.. حتى وإن لم أكُن "

" أنتِ بقلبي وإن توقف عن النبض ميرا "

ذَاكِرة | Memoryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن