3

5.2K 314 118
                                    


ها هيَ ضحكات ستة اشخاصٍ تحت سقفٍ واحد تعلو ، بجانب مدفئه تزيد تدفئة قلب الذي كان مُكتفيًا بمراقبة ضحكات والديه المرتفعه

فـ لا دفئ في العالم يتساوى مع دفئ ضحكات العائله
لطالما راقب جونغكوك ضحكات والديه مستمتعًا كـ موسيقى مفضله أدمن سماعها

متذكرًا تلك الأيام التي حرمته من تلك الضحكات
بعد وفاة جدته التي ربته ٩ سنين

لتُلقي حتفها اثناء اصرار جونغكوك لها بالذهاب معه لـسوق الألعاب الذي فُتح جديدًا بالقرب من منزلهم

لـتُصاب بألم في قلبها الضعيف لعدم أخذها لأدويتها في منتصف الطريق

وجونغكوك الذي ابتعد عنها خائفًا
وجلس حاضنًا لركبتيه دون فعل شئ

لم يتلقى اللوم من والديه يومًا لكنه عاش عمره ملقيًا اللوم على نفسه لإختفاء شخصٍ ثمين من حياتهم

ترك فراغًا في المنزل خلفه
ليعاني جونغكوك منه
و من الندم

حرّك جونغكوك الذي لمعت عيناه حين تذكر منظر جدته رأسه ليبعد تلك الذكريات السيئه ليستمتع بضحكات والديه

مع حكايات جيمين القديمه التي أرجعته للماضي برفقة ابناء الجيران الذين عاشوا طفولتهم سويًا الى ان انقطعت اخبارهم تمامًا بعد هذه السنين

تمر الحياة سريعًا وتأخذ معها اشخاصً ساكنين قلوبنا دون أن نعي ذلك

وتبقى ذكرياتنا السعيده لآخر الأنفاس

رغم قساوتها عندما نتذكرها دون وجود الذين شاركونا الضحكات
نبتسم لكوننا عشناها ضاحكين

و ها هوَ بشعوره بالإطمئنان عيناه بدأت بشرود تبحث عن ابتسامه اخرى

ابتسامة الشخص المُتكئ على الحائط
ببؤبؤتيه التي تتأمل جونغكوك منذ مده لا يعلم وقتها

فـ هوَ كان ينظر لجونغكوك منذ الدقيقه الأولى
مُراقبًا تلك الضحكات التي تخرج من ثغره وعينيه التي قالت العكس
مخبئةً الكثير من الانكثام والحزن خلف ضحكاته

كما فعلت كتاباته التي خبئت الكثير من الاسرار خلفها
ووحده تايهونغ الذي لم يقرئ الأحرف وحدها قط

بل قرأ ما كان يجول في قلب الكاتب اثناء كتابته لتلك الأحرف التي كونت جُملاً حزينه أبكت اعين الكثير

رغم عدم تعمقهم بها وجهلهم لِما كان خلف تلك الكلمات

التي كانت تغمّ قلب تايهونغ كلما قرئها
شاعرًا بما شعره الكاتب حين كتبها

خطيئة نوڤمبر 1988.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن