15

2.1K 141 58
                                    



الفُراق ، غُربة الروح
وإنهلاك الجسد
و رثاء القلب

رحل جونغكوك ، وأخذ معه الهناء
فـ لا هناء بعده

مضى على رحيله خمسة أيام
وكانت كـ خمسة قرون يملأها الشقاء

تايهونغ..
يجلس على كُرسيّ جونغكوك بالحديقه
ينتظر عودة حبيبه

يمّر الجميع والوقت يمضي
وتعلن الشمس عن غروبها وشروقها

و هوَ يجلس على كُرسيّه بهدوء كالأسير
يُنادي بإسم الراحل ، وقت الشروق ولحظات الغروب
وباقي الوقت له يشتاق

وفوقه غيمه داكنة ، تُمطر الأسى عليه
ومظلته التي تحميه ، مُغتربه

كـ جثه هامده ، بلا روح او نبض
عاش تايهونغ أيامه بإنتظار مالكُه

لا يأكُل الا وجبه واحدة في اليوم بعد إصرار أفراد المنزل عليه
يأكُل كي يقوى ليومٍ آخر ويتحمُل شقى الفُراق

قضى اليومين الاولى بعد رحيل جونغكوك بالحديقه بلا حراك
حتى كانت والدة جونغكوك تجلب له الطعام في الحديقه ليأكله

ينام في الحديقه
يهاب دخول المنزل ، خوفًا من أن يرى طيف حبيبه بأرجائه ، وتتجدد ثقوب جروحه

وها هيَ الشمس تعلِن عن غروبها للمرة الخامسة
ومنظر الحديقه مُمتلئ بالحُزن لـ ذهاب النور عنها
وتايهونغ كان يشعر بألمها
فـ كان كـ رحيل جونغكوك من حياته

أنعكس لون الغروب في بؤبؤتيه
والنسمه البارده تعبث بخصلاته

لم يقوى عن رمش عينيه كي لا تفوته خلابة المنظر
ولم تمر الا دقائق
ليختفي النور ، ويسيطر السواد على السماء

بتلك العينين الحزينه ، التي ذبلت من ذرف الدموع
مع ذبول قلبه الذي استولى الألم عليه

يُراقب ذلك المنظر .. الذي يشبه قصة حُبه
لكن قصة حُبه لم ترى النور قط

فـ عاش أيامه مع جونغكوك كالغروب
يحمل وجه جونغكوك النور ، والظلام يُغطي نصف النور بسبب الحُزن
وفجأه حلّ الليل ، ورحل جونغكوك
ومرّت خمسة أيام ، ولم يأتي الفجر بعد

أقتربت أقدام من الجالس
وجلس بجانب الذي سيطر الأسى على حياته
حتى لم يعُد يعي ما حوله ، فـ كُل ما يراه هوَ ذلك السواد الذي حلّ في حياته بعد رحيل مالك قلبه

ربت والده على كتفه بخفه وهوَ ينظر لتلك الملامح الذابله ونطق بخفوت وهوَ يعلم بأن الجالس لن يسمعه فـ هوَ شارد بخياله كما فعل منذ خمسة أيام

خطيئة نوڤمبر 1988.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن