٤|دائِرةُ الوحدَة

168 36 8
                                    

السّاعةُ الواحدةُ فجرًا، جلسَ بعد أن فرّ النعاسُ منهُ هارِباً
فسحبَ ذاكَ الدفترَ أسفلَ وسادته، يقرأُ ما كتبهُ بهِ قبلَ مُدّةٍ هائِماً

"أتركتكَ نُجومكَ كذلكَ يا قمَر؟، لا تقل لي أنّها جواركَ فلتفِق!
إنّها بعيدةٌ جدّاً عنكَ ولكنكَ.. ءأنتَ مَن تبتعدُ يا قمَر؟"

"مَا باليَ أُحدّثُ القمَر؟، أهو يشعرُ بِما أهمسُ لهُ بهِ أم أنّني أتوهّم؟"

"مضَى الكثيرُ منَ الوَقت، الكثيرُ بالفعلِ تايهِيونغ، ولا زالَ صديقكَ القمَر"

"أين رفاقك قد هجروك؟، أكانوا غيومًا عابرةً كما صرّحت كاتباً؟"

"لا تُطل التّفكيرَ، فأنتَ مدرِكٌ للإجابةِ سَلفاً"

"هوّن عليكَ الشأنَ هذا حالُ البشر، ألم تعتد بعد؟"

"أنتَ وَحيد، وحيدٌ كالقمر
أهكَذا سيستمرُ الأمر؟"

"يبدو وكأنّني سأظلُ هكذا، في منتصفِ الأرضِ كما قمَري في السّماءِ تائِهاً"

"رُغمَ الذينَ يُحيطونَني، ألا أنّني أحبسُ ذاتي في دائرةِ الوحدةِ ِتلك"

"لا أريدُ من أحدٍ أن يخترقَ دائِرتي أبدًا، لا أحد..
لأنّني سأتأذى كما بكلِ مرّةٍ أجَل"

"تايهِيونغ سيظلُ صدِيقاً للقمَر..
وقمَري سيحافظُ على تايهِيونغَ جيّداً".
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغWhere stories live. Discover now