٨|مُدّة صلاحِيّة

110 25 5
                                    

زخّاتُ المطرِ بدأت بالنزولِ ليلتَها، مّما جعلهُ يُسرعُ مِن خطواتهِ خشيةَ البَلل
ولكنّهُ سُرعانَ ما أبطأَ مِن سرعتهِ تِلكَ مُسلّماً ذاتهُ لذلكَ المطَر

لا بأسَ بِأن يبتلَ قليلاً كما فكّر، لا بأسَ بعدمِ الهروبِ منَ المطَر

انتَهى بهِ الأمرُ جالسًا بقارعةِ الطريقِ، مُدلِيًا برأسهِ مكتّفاً لذراعيهِ
ويبدو بأنّ هذهِ الجلسةَ عادةٌ لديهِ

لم يكلّف ذاتهُ حتّى بفتحِ مظلّتهِ، وثيابهُ قد أخذَت حقّها فِعلاً منَ البللِ
كانَ النّاس حولهُ ولكنهُ لا ينظرُ سِوى لما أسفَله

تلقّى إتصالاً مِن هاتفهِ، أضائت شاشُته باسمِ رفيقِ دربهِ
حُبِست أنفاسهُ فجأةً وفرّغَ مِن ثغرهِ، أهو يتصلُ بهِ؟

أخذَ ثوانٍ يُعالِجُ بِها صدمتهُ، ولكِن..
أُلغيَ الإتصالُ مُتبعَاً برسالةٍ..
- آسِف، لقد كانت بِالخَطأ

ابتسمَ بوهنٍ وأغلقَ هاتفهُ، مُدخِلًا إيّاهُ بمعطَفهِ
رفعَ بصرهُ ناحيةَ السّماءِ التي يتوسّطُها قمَرهُ

ولكنّهُ لم يكن موجودًا كذلك، فإنّهُ مختبئ
خلفَ الغُيومِ اختبَأ قمَره، ولا سبيلَ اليومَ لرؤيتِه

تنهّد بعمقٍ وكأنهُ يعاتِب قمَره، فهمسَ تحتَ أنفاسهِ مُعقِباً..
"حتّى أنتَ يا قمَر، بِتَ تختبئُ وراءَ الأفُق..
هل تشاجرتَ أنتَ وشمسُكَ أيضًا؟، أم أنّ هذهِ سماتُ البشَر؟"

"لكلّ شخصٍ مدّةُ صلاحيةٍ تِجاهَ شخصٍ يا قمَر، تُستنفَذُ بِها مشاعِرهُ كما قوّةُ تحمّلهُ وإلى أيّ مدىً سيستمرُ بِها ولن يسئَم..
ويَبدو أنّ مُدّتي قد انتهَت، لقد سئِمت، تعِبت، ولا جَدوى مِن كلّ ما أفعَل"

"أريدُ فقَط أن أشعُر بالسّلامِ الداخليّ، أريدُ أن أتنفّس يا قمَر"

أنهى كلماتهُ محتضِنًا لجسدهِ المُرتجِف، مُغمضًا لعينيهِ أسفلَ قطراتِ المطر.
_____

قَمَر | كِيم تايهِيونغजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें